خرج عشرات الالاف من المتظاهرين اليمنيين الجمعة الى الشوارع في مظاهرات مؤيدة وأخرى معارضة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح وذلك بعد يوم واحد من فرض حزبه لشروط عرقلت للمرة الثانية تنفيذ خطة رعتها الدول الخليجية تقضي بتنحيه عن الحكم.
وتجمع المتظاهرون المعارضون لصالح بعد صلاة الجمعة في شارع الستين وهو مركز الاحتجاجات المعارضة لصالح في العاصمة صنعاء حيث امتدت تظاهرتهم لمسافة عدة كيلومترات تحت رذاذ الامطار الخفيفة.
وهتف المتظاهرون بالدعاء بسقوط صالح بينما اطلق كثيرون منهم بالونات تحمل كلمة "ارحل" في الهواء.
وتجمع عدد مساو في الضخامة من أنصار صالح في شارع السبعين ولوحوا بالاعلام وصور الرئيس وهم يهتفون "الشعب يريد علي عبد الله صالح".
ويواجه صالح الذي بقي في السلطة مدة تقارب 33 عاما اكبر تحد عرفه حكمه خلال ثلاثة اشهر من الاحتجاجات التي احتشد فيها مئات اللالاف في الشوارع.
لكن صالح ظل كما هو على تحديه حتى يوم الجمعة حيث وصف معارضيه بأنهم من الخارجين على القانون وانهم من قوى الارهاب.
وقال امام جمع من انصاره ان عليهم ان يؤيدوا الشرعية الدستورية ويرفضوا الفوضى والخطط الانتقامية وقال انه يضمن لهم انه سيقف الى جوارهم ثابتا قويا كجبال أبين وشمسان على حد تعبيره.
ويخشى كثيرون امكانية ان يسقط اليمن سريعا في المزيد من العنف في وقت يملك فيه نصف سكان هذا البلد الفقير سلاحا.
وعرض مجلس التعاون الخليجي يوم الخميس ادخال تعديلات على خطته التي تتضمن تنحي صالح عن الحكم خلال 30 يوما من توقيعها. وظل صالح حتى فترة قريبة يتمتع بدعم السعودية والولايات المتحدة كدرع ضد القاعدة والاضطرابات الاقليمية.
وعرض مجلس التعاون الخليجي ان يوقع على الخطة 15 ممثلا من الحزب الحاكم والمعارضة السياسية في صنعاء بدلا من أن يوقعها صالح وزعيم المعارضة فقط.
وقال الحزب الحاكم مساء الخميس ان صالح لن يوقع الاتفاق الا بعد أن يوقعه ممثلون للحزب الحاكم والمعارضة. وقال الزعيم المعارض سلطان العتواني لرويترز يوم الجمعة ان التحالف الذي ينتمي اليه لن يقبل ذلك.
وقال العتواني ان المعارضة لن تقبل التوقيع ما لم يوقع الرئيس كطرف في الاتفاق وانها تدعو مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لممارسة ضغوط عليه لتوقيع المبادرة.
وبدا صالح عاقد العزم على توقيع الاتفاق الذي يضمن الحصانة له ولاسرته ومساعديه من المحاكمة لكنه رفض الاسبوع الماضي توقيع الاتفاق بصفته رئيسا.
وقال مصدر بمجلس التعاون الخليجي لرويترز ان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي قد يحاولون الاجتماع في الرياض يوم الاحد لمناقشة الازمة اليمنية.
لكن صبر المعارضين المناهضين لصالح والذين يشعرون بالغضب من انتشار الفساد والفقر ويتوقون لمحاسبة الرئيس ويخشون من أن يتخلى عنهم ساسة المعارضة بدأ ينفد من تعثر الاتفاق.
وقال فهد منصور احد المحتجين "نحن نستخدم وسائلنا في اجباره على التنحي... سوف نبدأ اضرابا عاما ونوقف الحركة في كل المدن. لن يصمد امام ثورتنا الى الابد."
ومع تعطل المحادثات تزداد الازمة الاقتصادية وازمة الوقود في اليمن حدة. واوقف مسلحون ينتمون للقبائل شحنات الوقود القادمة من محافظة مأرب المنتجة للنفط والغاز.
وتتبادل الحكومة والمعارضة الاتهامات بدعم القبائل. وقال احد المصادر في صناعة النقل ان الحكومة تخسر يوميا ثلاثة ملايين دولار بسبب توقف الصادرات من مأرب.
وتنتظر السيارات في طوابير يصل طولها الى كيلومتر على أمل الحصول على حصة من الوقود. واصبح من المعتاد أن ينقطع التيار الكهربائي لفترات تصل الى عشر ساعات.
وعلى الرغم من تزايد الضغوط يبدو ان صالح وحزبه يبتعدان عن الخطة الخليجية بالاصرار على اشتراط توقف الاحتجاجات للموافقة على الخطة.
وقال مسؤول بالحزب الحاكم يوم الخميس ان نجاح المبادرة الخليجية يعتمد على وقف الطرفين لاي عناصر من شأنها ان تستفز التوتر السياسي او الامني وان هذا يتضمن الاحتجاجات والاعتصامات.
من ناحية أخرى نقلت وكالة الانباء السعودية عن الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني قوله انه متفائل بتحقيق الهدف في المستقبل القريب.