قتلت القوات السورية اثنين من المتظاهرين في دير الزور، بينما اعلنت السلطات أن 16 شخصا قتلوا بـ"نيران مجموعات إرهابية"، بينهم ستة عسكريين، وذلك في وقت واصل الجيش عملياته في بانياس وحمص حيث قتل صبي ايضا، وذلك بهدف قمع الاحتجاجات ضد النظام.
وقال شاهد ان القوات السورية قتلت اثنين على الاقل من المتظاهرين العزل يوم الاحد حين فتحت النار على مظاهرة ليلية في مدينة دير الزور الشرقية.
واضاف الشاهد لرويترز من حي المطار القديم في المدينة القبلية "توجد جثتان على الارض ولا يمكن لاحد الوصول اليهما. ما زال يوجد اطلاق للنار ويفر الناس من المكان."
وقال سكان ان دير الزور وهي مركز انتاج النفط في سوريا شهدت مظاهرات تجتذب ما يصل الى اربعة الاف شخص كل ليلة منذ قتلت قوات الامن اربعة محتجين مؤيدين للديمقراطية يوم الجمعة.
من جهة اخرى، أفادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر عسكري أن 16 شخصا قتلوا بما وصفته "نيران مجموعات إرهابية" الاحد في سوريا، بينهم ستة عسكريين.
واوردت الوكالة ان "وحدات الجيش والقوى الامنية تتابع ملاحقة عناصر المجموعات الارهابية المسلحة (...) في ريف درعا ومدينتي حمص وبانياس".
وقال المصدر العسكري وفق ما نقلت عنه الوكالة إن "المواجهة اسفرت عن (مقتل) ستة عناصر من الجيش بينهم ثلاثة ضباط وجرح عدد اخر"، من دون ان يحدد المدن التي سقط فيها هؤلاء. ولفتت الوكالة الى مقتل عدد من افراد المجموعات المسلحة واعتقال عدد اخر ومصادرة كميات من الاسلحة.
وتحدثت ايضا عن مقتل "عشرة مواطنين سوريين الاحد" قتلوا "فجرا بنيران احدى المجموعات الارهابية المسلحة". واوضحت ان هؤلاء "تعرضوا لكمين مسلح فجر اليوم خلال طريق العودة من لبنان عند تحويلة حمص دمشق وكانوا يستقلون سيارة نقل عام"، مشيرة الى انهم يتحدرون من حماه (شمال) وادلب (شمال غرب).
واكدت السلطات السورية الاحد تصميمها على اسكات الاحتجاجات غير المسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الاسد بالقوة، وامرت الجيش بالتدخل في بانياس وحمص حيث قتل صبي في ال12 من العمر، بحسب ما افاد ناشط حقوقي.
ودخل العسكريون الذين كانوا تمركزوا منذ الجمعة مع دباباتهم في وسط حمص (160 كلم شمال دمشق) مساء السبت وفجر الاحد الى عدد من الاحياء التي تشهد احتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد مثل باب السباع وبابا عمرو بعد قطع الكهرباء والاتصالات الهاتفية بحسب ناشط.
واعلن الناشط ان نيران رشاشات ثقيلة سمعت في هذين الحيين.
وبحسب شريط فيديو نشر على موقع يوتيوب، تظهر شاحنات مكتظة بعسكريين متوجهين الى باب السباع ليلا.
وبحسب منظمة "انسان" للدفاع عن حقوق الانسان، فقد قتل 16 متظاهرا الجمعة في حمص عندما فتحت قوات الامن النار على تظاهرة وصلت الى باب دريب في وسط المدينة.
من جهة اخرى، قال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ان الاتصالات الهاتفية والكهرباء والمياه قطعت عن بانياس.
واضاف ان "المدينة معزولة عن العالم الخارجي وفي الاحياء الجنوبية من المدينة، مركز حركة الاحتجاج، هناك قناصة متمركزون على السطوح".
والسبت، حصلت عمليات تفتيش وتوقيفات لجرحى كانوا في مستشفى الجمعية في الاحياء الجنوبية.
وحذر عبد الرحمن من "كارثة انسانية في الاحياء الجنوبية" حيث يقيم كما قال عشرون الف شخص. وتعد المدينة 50 الف نسمة.
وافاد المرصد ان قوات الامن السورية اعتقلت الاحد قادة حركة الاحتجاج في بانياس بشمال غرب سوريا، لافتا الى انها اوقفت اكثر من 250 شخصا في هذه المدينة.
وقالت صحيفة "الوطن" القريبة من السلطة الاحد ان الجيش السوري يخوض منذ مساء الجمعة "معركة شرسة ضد مجموعة تستخدم اسلحة ثقيلة وقذائف مضادة للدبابات ورشاشات ثقيلة" في بانياس ومحيطها.
وقتل ستة اشخاص على الاقل السبت في بانياس. فقد قتلت اربع نساء يطالبن بالافراج عن معتقلين بيد قوات الامن بحسب ناشط، ثم قتل شخصان مساء بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الانسان الذي تعذر عليه تحديد مصدر اطلاق النار.
من جهة اخرى، ذكرت "الوطن" ان الرئيس السوري التقى وفدا من الشباب السوريين تطرقوا الى "بعض ممارسات العنف التي ابداها بعض عناصر الامن"، موضحة انه "امر لم ينكره الرئيس الاسد".
وتابعت ان الرئيس السوري اكد ان "ما وقع في بعض الاحيان يمثل سلوكيات افراد وان التوجه في الحكومة لاحتواء الازمة والبعد عن العنف".
وفي دمشق اتهم القضاء الاحد المعارض رياض سيف الذي يعاني من مرض السرطان، بانه خالف قرار منع التظاهر، بحسب المحامي خليل معتوق.
وقال معتوق رئيس المركز السوري للدفاع عن معتقلي الراي انه "تمت احالة رياض سيف الى القضاء بتهمة التظاهر".
واعلن المحامي ان سيف قال للقاضي انه "تعرض للضرب على الراس من قبل عناصر امنية" قبل اعتقاله الجمعة اثر الصلاة على مقربة من مسجد الحسن في حي الميدان وسط دمشق، و"ابرز للقاضي قميصيه الداخلي والخارجي مبللين بالدماء"، كما قال.
واضاف المحامي انه "احيل الى الطبابة الشرعية للوقوف على حالته الصحية".
ونظمت تظاهرة الجمعة ضد نظام الرئيس بشار الاسد ضمت مئات الاشخاص لدى الخروج من المسجد.
ورياض سيف (65 عاما) ينتمي الى مجموعة من 12 معارضا وقعوا على "اعلان دمشق" الذي يدعو الى تغيير ديموقراطي في سوريا.
وقد حكمت عليهم جميعا في تشرين الاول/اكتوبر 2008 محكمة الجنايات الاولى في دمشق بالسجن سنتين ونصف السنة بتهمة "نقل انباء كاذبة من شانها ان توهن نفسية الامة".
وافرجت عنه السلطات في تموز/يوليو 2010 بعدما انهى فترة عقوبته في السجن.
والمعارضون ال12 هم الكاتب علي العبد الله والطبيب وليد البني والنائب السابق رياض سيف ورئيسة المجلس الوطني للتجمع فداء حوراني واحمد طعمة وجبر الشوفي وياسر العيتي ومحمد حجي درويش ومروان العش وفايز سارة وطلال ابو دان وامين عام المجلس الوطني للتجمع الكاتب اكرم البني.
وفي 2005، وقعت احزاب معارضة علمانية وجماعة الاخوان المسلمين في لندن وثيقة تأسيسية عرفت باسم "اعلان دمشق". وفي آخر 2007 انشىء في سوريا "اعلان دمشق للتغيير الوطني الديموقراطي".
الا ان السطات السورية اوقفت معظم اعضائه بعد انعقاد مؤتمره الاول.