اقتحام حمص واعتقال قادة الاحتجاج في بانياس واحالة سيف الى القضاء

تاريخ النشر: 09 مايو 2011 - 06:18 GMT
الجيش يدخل حمص
الجيش يدخل حمص

اعتقلت قوات الامن السورية قادة حركة الاحتجاج في بانياس بشمال غرب سوريا بعدما اعلنت السلطات تصميمها على اسكات الاحتجاجات غير المسبوقة ضد نظام الرئيس بشار الاسد بالقوة.

وتدخل الجيش في بانياس (شمال غرب) وحمص (وسط) حيث قتل صبي في الثانية عشرة من عمره وفق ناشط حقوقي. وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) نقلا عن مصدر عسكري ان 16 شخصا قتلوا "بنيران مجموعات ارهابية" الاحد في سوريا، بينهم ستة عسكريين.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن السورية اعتقلت اكثر من 250 شخصا بين مساء السبت والاحد في بانياس، بينهم عشر نساء وصبي في العاشرة من عمره. وقال المصدر نفسه ان من بين المعتقلين الشيخ انس عيروط الذي يعتبر قائد حركة الاحتجاج اضافة الى بسام صهيوني. واوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان قوات الامن تطوق مستشفى الجمعية واعتقلت فيه العديد من الاطباء.

وكان رئيس المرصد رامي عبد الرحمن صرح في وقت سابق لفرانس برس ان الاتصالات الهاتفية والكهرباء والمياه قطعت عن بانياس التي يبلغ عدد سكانها 50 الف شخص والواقعة على ساحل المتوسط. واضاف ان "المدينة معزولة عن العالم الخارجي وفي الاحياء الجنوبية من المدينة، مركز حركة الاحتجاج، هناك قناصة متمركزون على السطوح". وتابع "انتشرت الاحد دبابات على الكورنيش وفي الاحياء الواقعة جنوب المدينة حيث جرت اعتقالات على اساس لوائح معدة سلفا".

من جانبها، اوردت وكالة سانا ان "وحدات الجيش والقوى الامنية تتابع ملاحقة عناصر المجموعات الارهابية المسلحة (...) في ريف درعا ومدينتي حمص وبانياس".

اقتحام حمص

دخل الجنود السوريون مساء السبت وفجر الأحد إلى عدد من أحياء مدينة حمص التي تشهد احتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد مثل باب السباع وبابا عمرو بعد قطع الكهرباء والاتصالات الهاتفية بحسب ناشط، أعلن أيضا أن نيران رشاشات ثقيلة سمعت في هذين الحيين. وكان الجنود تمركزوا منذ الجمعة بدباباتهم في وسط حمص (160 كلم شمال دمشق).

وأضاف هذا الناشط أن صبيا في الـ12 من العمر يدعى قاسم زهير الأحمد قتل الأحد بالرصاص، من دون أن يتسنى له تحديد ملابسات مقتله. وأوضح أيضا أن عددا من القتلى سقطوا في حمص إلا أنه لم يكن أيضا قادرا على تقديم أي عدد.  وقال "لقد تمركز قناصة على أسطح المنازل في حي كرم الشامي" في حمص.

من جانبها، أوردت وكالة سانا أن "وحدات الجيش والقوى الأمنية تتابع ملاحقة عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة، في ريف درعا ومدينتي حمص وبانياس".

وقال مصدر عسكري وفق ما نقلت عنه الوكالة إن "المواجهة أسفرت عن استشهاد ستة عناصر من الجيش بينهم ثلاثة ضباط وجرح عدد آخر"، من دون أن يحدد المدن التي سقط فيها هؤلاء.

وتحدثت أيضا عن "استشهاد عشرة مواطنين سوريين الأحد" قتلوا "فجرا بنيران إحدى المجموعات الإرهابية المسلحة".

وينظم سوريون يطالبون بالحرية السياسية وانهاء الفساد منذ اسابيع ما يصفونه بمظاهرات سلمية في مواجهة القمع الحكومي على الرغم من وصول عدد القتلى من المدنيين الى 800 وذلك حسبما ذكرت منظمة سواسية السورية لحقوق الانسان.

وابلغ سكان بحمص رويترز يوم الاحد انهم سمعوا صوت اطلاق نيران بنادق الية وقصف مع قيام قوات الجيش بأول توغل لها داخل المناطق السكنية بالمدينة التي يقطنها مليون نسمة وتقع على بعد 165 كيلومترا شمالي دمشق.

وفي مناطق اخرى قال شاهد ان قوات الامن قتلت اثنين على الاقل من المتظاهرين العزل يوم الاحد حين فتحت النار على مظاهرة ليلية في مدينة دير الزور الشرقية.

وبدأ الاسد الذي احتفظ بالنظام السياسي الاستبدادي الذي ورثه عن والده باعلان وعود اصلاح غامضة ولكن عندما فشل ذلك في وقف الاحتجاجات اوضح انه لن يتغاضى عن الانشقاق او المجازفة بفقد السيطرة الصارمة لاسرته على سوريا على مدى الواحد والاربعين عاما الماضية.

وفي الجنوب دخلت دبابات عدة بلدات يوم الاحد. وقال ناشط مدافع عن حقوق الانسان في منطقة سهول حوران ان رجلا قتل عندما اقتحمت قوات الامن منزله في بلدة طفس الجنوبية.

إحالة معارض إلى القضاء بتهمة التظاهر

وفي دمشق، اتهم القضاء الأحد المعارض رياض سيف الذي يعاني من مرض السرطان، بأنه خالف قرار منع التظاهر، بحسب المحامي خليل معتوق. وقال معتوق رئيس المركز السوري للدفاع عن معتقلي الرأي إنه "تمت إحالة رياض سيف إلى القضاء بتهمة التظاهر". وأعلن المحامي أن سيف قال للقاضي أنه "تعرض للضرب على الرأس من قبل عناصر أمنية" قبل اعتقاله الجمعة إثر الصلاة على مقربة من مسجد الحسن في حي الميدان وسط دمشق، و"أبرز للقاضي قميصيه الداخلي والخارجي ملطخين بالدماء"، كما قال. وأضاف المحامي أنه "أحيل إلى الطبابة الشرعية للوقوف على حالته الصحية".

وقال رجل الدولة الاردني عدنان ابو عودة عضو مجلس ادارة المجموعة الدولية لحل الازمات لرويترز انه ظهر نموذجان خلال الثورة الديمقراطية العربية وهما مصر وتونس حيث يوجد مفهوم راسخ للدولة والجيش أحد مؤسسات هذه الدولة والاخر هو النموذج الليبي واليمني.

واضاف ان سوريا تنتمي الى النموذج الاخير.

وقالت شخصية معارضة انه حتى اذا اطاع افراد الجيش وقوات الامن السورية الاخرى والبالغ عددهم نصف مليون شخص والذين يقودهم ضباط من الاقلية العلوية التي ينتمي اليها الاسد فان الرئيس السوري لن يستطيع القضاء على العداء الشعبي المتصاعد لحكمه.

وقالت الشخصية المعارضة"يجري امتصاص صدمات الحملة العسكرية. رأينا انه فور انسحاب الجيش او تخفيف وجوده في احدى المناطق لسحق الناس في مناطق اخرى تتفجر احتجاجات في تلك المنطقة التي انسحبت منها القوات.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن