أكدت جامعة الدول العربية اليوم ان هناك "توافقا دوليا" على أن يجري الاستفتاء على تقرير المصير لأبناء جنوب السودان في موعده المحدد في 9 يناير المقبل وفقا لاتفاق السلام الشامل.
وقال رئيس بعثة الجامعة العربية لدى السودان السفير صلاح حليمة في تصريح نقلته وكالة الانباء الكويتية (كونا) "اذا كان هناك حديث عن تأجيل اجراء الاستفتاء فقد يكون احتمالا ضعيفا لكنه احتمال وارد" مضيفا ان "التأجيل قد يكون لأسباب لوجستية تتعلق بنواح فنية أو مالية أو ادارية".
وشدد حليمة على ان التركيز والجهد ينصبان بشكل اساسي على اجراء الاستفتاء في موعده مشيرا الى أن هناك توافقا دوليا على أن يكون الاستفتاء نزيها وشفافا ويجري في اجواء من الحرية في ظل رقابة دولية.
واكد على ضرورة التوصل الى حلول وتسويات للمشكلات العالقة قبل الاستفتاء قدر الامكان دون أن يؤثر ذلك في حال عدم التوصل الى حلول لبعض من هذه القضايا على أن يتم الاستفتاء في موعده.
وفي ما يتعلق بالمشكلات العالقة لمرحلة ما بعد الاستفتاء أوضح حليمة ان هناك جهدا يبذل لتسويتها الا أن تطبيقها على صلة بمرحلة ما بعد الاستفتاء.
وحول الاستفتاء في منطقة ابيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها قال حليمة "كانت هناك جولة مفاوضات في أديس أبابا الشهر الماضي لم تتوصل الى نتائج حاسمة يتم الاتفاق عليها ومن ثم هناك جهود لاستئناف هذه المفاوضات".
واشار الى أن الوسيط الذي يضطلع بالدور الرئيسي في تلك المفاوضات وهو رئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الافريقي رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي قام بالفعل باتصالات مكثفة مع كافة الاطراف المحلية والاقليمية والدولية مؤكدا ان الجامعة العربية على اتصال وثيق بهذا الشأن.
واضاف ان الدور الامريكي يعزز دور مبيكي وهناك محاولات للتوصل الى اتفاق من شأنه تقريب وجهات النظر حول أبيي خاصة بين قبيلتي المسيرية والدينكا القبيلتين الرئيسيتين في الاقليم على أن يتم الاستفتاء في 9 يناير المقبل.
ولفت الى أن هذا الامر قد يجد صعوبات على ما يبدو وبالتالي هناك حديث عن تأجيل الاستفتاء في ابيي أو امكان التوصل الى تسوية أو صفقة سياسية يوافق عليها شريكا الحكم أو قبيلتا المسيرية والدينكا وان لم تتبلور بعد.
وحول ما اذا كان لدى الجامعة العربية مخاوف من تحول الخلاف بين شريكي الحكم الى صدام مسلح قال حليمة "كان في الفترة الماضية حالة من التوتر بين الجانبين لكن الاوضاع الحالية تتجه الى التهدئة واحتواء هذه التوترات وتكثيف الجهود للتوصل الى حلول للمشاكل العالقة".
وأكد ان الجهود تتضافر لتجاوز القضايا العالقة مشيرا الى أن الجامعة العربية ترى ان العلاقة بين الشمال والجنوب قائمة على المصالح المشتركة والامن المتبادل والتعايش السلمي واحترام حقوق الانسان.
واشار الى أن الجامعة العربية تركز على هذه الامور بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء موضحا ان العلاقة بين الجانبين يجب أن تكون علاقة وحدة قائمة بشكل طبيعي بحكم الامر الواقع "حتى لو جاءت نتيجة الاستفتاء بالانفصال من الناحية القانونية والدستورية".
وشدد على ان هذه هي رؤية الجامعة العربية مبينا ان الجامعة ستدعم الجنوب مثلما تدعم الشمال في عملية التنمية والتطوير والتحديث الاقتصادي وبناء القدرات بحيث يكون هناك علاقات بين طرفين متكافئين من حيث القوة والقدرة على التنمية والتطوير