ذكر سكان مدينة درعا السورية ان شخصا واحد على الأقل قتل برصاص قوات الأمن في مدينة درعا في جنوب سوريا ، وذلك في غمار المواجهات العنيفة التي تشهدها المدينة بعد مقتل أربعة من المتظاهرين الجمعة الماضية برصاص قوات الأمن .
وقالت تقارير ان المحتجين احرقوا مقرات حزب البعث الحاكم اضافة الى مراكز حساسة للدولة
وأوضح السكان أن المتظاهر القتيل يدعى رائد الكراد وقد قتل في الحي الجديد من درعا حيث لا تزال تسمع طلقات الرصاص . وبذلك يرتفع عدد قتلى المواجهات بين قوات الأمن السورية والمتظاهرين في درعا إلى خمسة قتلى.
كما أضرم المتظاهرون النار في مجمع المحاكم الرئيسي وفرعين تابعين لشركتي هواتف. ويملك رامي مخلوف وهو ابن خال الرئيس السوري بشار الاسد احدى هاتين الشركتين وهي سيرياتل.
وقال ناشط "لقد أحرقوا رموز القمع والفساد" مضيفا أن "البنوك القريبة لم تمس."
وبث موقع بي بي سي الالكتروني تسجيل فيديو يظهر سيارات الاطفاء تحاول تفريق المتظاهرين بواسطة المياة فيما ظهر اخرون يكسرون سيارات المخابرات (بيجو ستيشن بيضاء) بعد قلبها.
وهتف المتظاهرون : من حوران هللت البشاير، بعد اليوم ما بنخاف، الله سورية حرية وبس، الحرية مطلبنا الشعب السورية اعلنها.
وفي الوقت الذي وصل فيه وفد حكومي الى درعا للتعزية في القتلى الذين سقطوا هناك قال متظاهرون انهم يرفضون قانون الطواريء وانهم يتطلعون للحرية.
واطلقت قوات الامن الغاز المسيل للدموع على المحتجين. وقال سكان ان ما لا يقل عن 40 شخصا نقلوا للعلاج في المسجد العمري الرئيسي بالمدينة القديمة بعد استنشاق الغاز.
وقال أحد المقيمين ان المسجد أصبح الان مستشفى ميدانيا وان قوات الامن تعرف الان أنها لا تستطيع دخول المدينة القديمة دون اراقة المزيد من الدماء.
وتحكم سوريا في ظل قانون الطواريء منذ أن تولي حزب البعث -الذي يقوده الان الرئيس بشار الاسد- السلطة في انقلاب عام 1963 وحظر كل المعارضة.
ويخضع مخلوف لعقوبات امريكية محددة لما تعتبره واشنطن فسادا عاما واستهدفته هتافات المحتجين الذين وصفوه بأنه لص. ويمتلك مخلوف عدة مشاريع كبيرة.
وكان الآلاف من سكان المدينة قد خرجوا في مظاهرات حاشدة تزامنا مع وصول الوفد الحكومي لتقديم العزاء في القتلى الأربعة الذين سقطوا برصاص قوات الأمن في مظاهرات يوم الجمعة الماضي.
وردد المتظاهرون هتافات لإنهاء "حالة الطوارئ" كما طالب المتظاهرون بهدم السجون السرية وطرد محافظ المدينة وتقديم المسؤولين عن قتل المتظاهرين إلى المحاكمة.
وسعت الحكومة السورية إلى تهدئة حالة السخط الشعبي بالإعلان صباح الأحد عزمها على الإفراج بصورة فورية عن خمسة عشر طفلا كانت السلطات اعتقلتهم في درعا بعد أن كتبوا على الجدران شعارات تطالب بالحرية. واعتبرت هذه التظاهرات أجرأ تحد للنظام السوري الحاكم بزعامة الرئيس بشار الأسد منذ اندلاع الثورات في ارجاء من العالم العربي. وأصدرت الحكومة السورية الأحد بيانا أكدت فيه أنه سيتم الإفراج عن الأطفال المعتقلين بصورة فورية.
واندلعت احتجاجات عارمة على خلفية اعتقال الأطفال حيث خرج سكان درعا يوم الجمعة الماضي في مظاهرات للمطالبة بالإفراج عنهم، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة رشق فيها المتظاهرون قوات الشرطة بالحجارة ، وأسفرت الاحتجاجات عن مقتل أربعة من المتظاهرين.
وتجددت الاشتباكات أثناء تشييع جنازة القتلى حيث أطلقت قوات الامن السورية الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود .