البحرين: قتيل ثامن مع انتشار البلطجة وولي العهد يقدم مبادرة

تاريخ النشر: 14 مارس 2011 - 07:15 GMT
ارتفاع حدة الاشتباكات
ارتفاع حدة الاشتباكات

تسود اجواء توتر في قلب العاصمة البحرينية المنامة مع قيام محتجين بقطع طرق رئيسية وفرعية بعد انباء عن استعداد مجموعات مسلحة بالعصي والقضبان بالهجوم على المعتصمين قرب مرفأ البحرين المالي الذي عاد عشرات من المحتجين للاعتصام

واغلقت جميع المحلات الواقعة في منطقة باب البحرين في قلب المنامة ابوابها منذ وقت مبكر من بعد الظهر وخلت الشوارع من المارة فيما قدم ولي العهد البحريني مبادرة جديدة للمصالحة

وكان العشرات قد اصيبوا بجروح الاحد خلال قيام القوى الامنية بتفريق معتصمين بالقرب من مرفأ البحرين المالي قبل ان تطلق قنابل مسيلة للدموع على المعتصمين في دوار اللؤلؤة المجاور، حسبما افادت مصادر امنية وطبية وشهود عيان.

وجدد ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة الاحد الدعوة للاسراع في بدء الحوار الوطني. ونقلت الوكالة البحرينية عن العاهل البحريني لدى استقباله وزير خارجية الاردن ناصر جودة تأكيده ان "مبادرة الحوار الوطني تستهدف الحفاظ على مكتسبات الشعب البحريني (..) والانطلاق الى المزيد من الاصلاحات السياسية والتنموية".

وللمرة الاولى منذ 17 شباط/فبراير، اطلقت قوات مكافحة الشغب البحرينية الاحد قنابل مسيلة للدموع على المعتصمين في دوار اللؤلؤة بوسط المنامة بعد ان تمركزت على جسر يطل على الدوار، بحسب الشهود. وذكر مراسل وكالة فرانس برس ان القوى الامنية انسحبت من الجسر في وقت لاحق فيما شوهدت سيارات الاسعاف تنقل المصابين من الدوار الى المستشفى.

ووقعت مواجهات قوية في وقت سابق الاحد عندما قامت قوات الامن البحرينية بتفريق معتصمين بالقرب من المرفأ المالي في المنامة، حسبما افاد شهود عيان ووزارة الداخلية التي اشارت الى سقوط 14 جريحا في صفوف رجال الامن. لكن المعتصمين تمكنوا من استئناف اعتصامهم في وقت لاحق. قال مصدر طبي لوكالة فرانس برس ان عدد المصابين الذين ادخلوا للمستشفى بلغ 207، من بينهم ثلاث حالات حرجة. وقال المصدر الطبي ان هؤلاء المصابين تم نقلهم من المرفأ المالي ودوار اللؤلؤة.

وانتزعت الشرطة الخيام التي نصبها محتجون بالقرب من المرفأ المالي القريب من دوار اللؤلؤة. وحول المواجهة بالقرب من المرفأ، اعلنت وزارة الداخلية البحرينية في بيان، ان مجموعة من المتجمهرين بلغ عددهم 350 شخصا "قامت حوالى الساعة الخامسة بتوقيت البحرين بقطع شارع الملك فيصل (المؤدي الى ميناء البحرين المالي) بالوقوف بوسط الطريق بهدف منع الموطنين من الوصول الى اعمالهم"، كما نقلت وكالة انباء البحرين.من جهة اخرى، هاجم ملثمون الاحد طلابا معارضين معتصمين في جامعة البحرين بالعصي والسيوف، حسبما افاد موظفون في الجامعة لوكالة فرانس برس.

وذكر احد الموظفين ان "اشخاصا مسلحين بعصي وسيوف وقضبان هاجموا طلابا معارضين للحكومة معتصمين في جامعة البحرين" التي تقع في منطقة الصخير جنوب المنامة.

وشدد ولي العهد البحريني، على أن "أمن البحرين، وسلامة مواطنيها، ووحدتهم الوطنية، لم ولن يكونوا محلاً للمساومة من قبل أي طرف"، وأكد أنه "خلال الفترة السابقة، عملنا جاهدين على خلق تواصل فعال بين مختلف الأطراف والفعاليات الوطنية، للتعرف على وجهات النظر والآراء حول الشأن الوطني، وذلك التزاماً منا بالبدء في إقامة حوار وطني شامل."

وتابع آل خليفة، الذي يشغل أيضاً منصب نائب القائد الأعلى، في بيان نقلته وكالة أنباء البحرين الرسمية، أن "الحق في الأمن و السلامة هو فوق كل اعتبار، و أن مشروعية المطالبة، يجب أن لا تتم على حساب الأمن والاستقرار"، مضيفاً قوله "إننا ما زلنا في تواصل مع من يرغب في الحوار، مع جميع القوى الفاعلة في المجتمع البحريني، بحيث يفتح الباب لعرض كافة القضايا الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية."

وفيما يتعلق بالشروط التي أعلنت عنها المعارضة البحرينية لبدء الحوار مع الحكومة، قال آل خليفة: "لقد بيّنا موافقتنا على ما تم طرحه للحوار من مبادئ، ومن ضمنها: مجلس نواب كامل الصلاحيات، وحكومة تمثل إرادة الشعب، ودوائر انتخابية عادلة، والتجنيس، ومحاربة الفساد المالي والإداري، وأملاك الدولة، ومعالجة الاحتقان الطائفي"، داعياً إلى "ضرورة الاستجابة الفورية للدعوة للحوار، لكل من يريد السلم والأمن والإصلاح."

إلى ذلك، قررت السلطات وقف الدراسة بجامعة البحرين "حتى إشعار آخر"، بعد اندلاع مواجهات دامية "على أساس طائفي"، بين مجموعات من الطلبة تنتمي للمعارضة وأخرى موالية للحكومة، مما اضطر مسؤولي الجامعة إلى وقف الدراسة، وإخلاء الجامعة من الطلبة وأعضاء أطقم التدريس والإداريين.

قوات خليجية الى البحرين

قالت صحيفة "الايام" البحرينية الاثنين ان قوات خليجية ارسلت الى البحرين للمشاركة في حفظ الامن في المملكة التي تشهد تحركات احتجاجية مطالبة بالتغيير ووسط توتر امني وطائفي متصاعد.

وذكرت الصحيفة التي تعد مقربة من السلطات انه "علم من مصادر مطلعة ان قوات من مجلس التعاون لدول الخليج العربي تصل البحرين للمشاركة في حفظ الأمن والنظام". ونقلت عدة مواقع اخبارية خليجية معلومات مشابهة وتحدث بعضها بالتحديد عن "قوات سعودية".

وكان ولي العهد البحريني الامير سلمان بن حمد ال خليفة اكد الاحد الاستعداد لطرح مسألة توسيع صلاحيات مجلس النواب وان تكون الحكومة تمثل ارادة الشعب، مجددا الدعوة الى البدء بالحوار الوطني باسرع وقت.

واصيب العشرات في مواجهات الاحد بين المتظاهرين وقوات الامن في دوار اللؤلؤة في وسط صنعاء حيث مقر الاعتصام الرئيسي للمطالبين بالتغيير، وبالقرب من مرفأ البحرين المالي، فيما شهدت جامعة البحرين مواجهات ذات طابع طائفي.