قال حلف شمال الاطلسي في بيان انه مدد رسميا حملته العسكرية في ليبيا التي بدأها في اذار/مارس لمدة 90 يوما أخرى.
وتولى الحلف الذي يضم في عضويته 28 دولة مهمة حملة غربية تتمثل في توجيه ضربات جوية وتطبيق منطقة حظر طيران وحظر على واردات السلاح على ليبيا في أواخر مارس اذار بخطة عمليات مدتها 90 يوما.
وقال الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فو راسموسن في بيان "حلف الاطلسي والشركاء قرروا للتو تمديد مهمتنا في ليبيا لمدة 90 يوما أخرى."
وصعد الحلف حملة القصف ضد قوات معمر القذافي ومقره في الاسابيع القليلة الماضية لكن محللين يقولون انه لم يوجه حتى الان ضربة حاسمة للاطاحة بالزعيم الليبي وان الصراع يمكن ان يمتد عدة أشهر أخرى.
وقال الحلف في البيان "هذا القرار يبعث برسالة واضحة الى نظام القذافي.. نحن مصممون على مواصلة العمليات لحماية شعب ليبيا."
وأضاف البيان "سنواصل جهودنا لتحقيق تفويض الامم المتحدة. سنصعد الضغوط لنرى ذلك يتحقق."
وقال راسموسن ان حلف الاطلسي مصمم على ضمان ان يتمكن الشعب الليبي من تشكيل مستقبله "وهذا اليوم يقترب".
وتولى حلف الاطلسي قيادة جميع العمليات العسكرية في ليبيا من تحالف قادته فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة يوم 31 مارس اذار.
والثلاثاء، قال رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما بعد محادثات مع الزعيم الليبي ان القذافي مصمم على عدم مغادرة ليبيا مما يجعل فرص التوصل الى حل من خلال التفاوض تبدو ضئيلة.
وزار زوما طرابلس في محاولة لاحياء "خارطة طريق" افريقية لانهاء الصراع الذي اندلع في فبراير شباط الماضي بانتفاضة على القذافي تطورت الى حرب راح ضحيتها الاف الاشخاص.
ولم تثمر المحادثات عن انفراجة اذ لا يزال رفض القذافي الرحيل عن السلطة نقطة خلاف جوهرية في حين تشترط المعارضة وحلف شمال الاطلسي رحيل القذافي قبل أي وقف لاطلاق النار.
ومع دخول الصراع في ليبيا شهره الرابع يظل الجمود سيد الموقف على الارض اذ لا تقوى المعارضة المسلحة على التقدم نحو طرابلس حيث من الواضح أن القذافي محصن فيها بشكل قوي.
وتسيطر المعارضة المسلحة على شرق البلاد حول مدينة بنغازي وعلى مدينة مصراته ثالث اكبر المدن الليبية وسلسلة جبلية تمتد من بلدة الزنتان التي تبعد 150 كيلو مترا جنوبي طرابلس باتجاه الحدود مع تونس.
ويقول القذافي ان قواته تقاتل عصابات اجرامية ومتشددين موالين للقاعدة. ويصف القذافي تدخل حلف شمال الاطلسي بأنه عدوان استعماري يستهدف الاستيلاء على الاحتياطيات النفطية الكبيرة التي تملكها ليبيا.
وقالت حكومته ان 718 مدنيا ليبيا قتلوا واصيب 4067 بينهم 433 اصاباتهم خطيرة في حملة القصف التي يشنها حلف الاطلسي.
ونفى حلف الاطلسي مقتل أعداد كبيرة من المدنيين ولم يتم اطلاع الصحفيين الاجانب في طرابلس على أدلة على سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
وقالت القوى الغربية انها تتوقع أن يجبر القذافي على الرحيل من خلال عملية استنزاف بفعل تأثير الغارات الجوية والانشقاقات من حاشيته بالتزامن مع نقص الامدادات.
وقدر دبلوماسيون فرنسيون عدد القتلى في طرابلس خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة بما يزيد على 10 آلاف قتيل.
وذكرت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية في عددها الصادر الاربعاء استنادا إلى مصادر دبلوماسية أن العقيد الليبي معمر القذافي يمارس "سياسة حرق الأرض".
ولم يرد أي تأكيد رسمي لصحة هذه الأرقام.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية قولها: "القذافي ينشر الفزع ويرغب في إدخال الثوار للجحور".
وأشار المصدر إلى أن نحو 20 ألف شخص تعرضوا للاعتقال وقال: "يكفي مجرد مشاهدة قناة الجزيرة كسبب للاعتقال".
وأضافت الصحيفة استنادا إلى مصادرها التي لم تحددها، أن القذافي يستخدم المعتقلين كدروع بشرية كما تم إصدار أوامر باغتصاب نساء في حالتين على الأقل.
وقال مصدر دبلوماسي للصحيفة إن أنصار القذافي لا يتورعون عن تدمير المستشفيات مشيرا إلى تدمير كميات الدم المخزنة في بعض المستشفيات عن عمد.
وأضاف الدبلوماسي أن من يعيشون في ليبيا يشكون من التنصت على مكالماتهم وأضاف:"لا يجرؤ الناس على الحديث".