اندلعت النيران فجر الثلاثاء بمبنيين احدهما يضم مقر وزارة التفتيش والرقابة الشعبية التي تعنى بمكافحة الفساد في ليبيا بعد غارات شنها الحلف الاطلسي، فيما انشق شكري غانم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط على نظام معمر القذافي وانضم للثوار.
والمبنى الثاني الذي تعرض للقصف تابع لاجهزة الامن.
ويقع المبنيان الذي استهدفتهما غارات الاطلسي على جادة الجمهورية في حي سكني واداري بوسط العاصمة طرابلس على مقربة من مقر اقامة الزعيم الليبي معمر القذافي في باب العزيزية.
وصباح الثلاثاء، كان رجال الاطفاء لا يزالون يعملون على اخماد النيران التي اجتاحت المبنيين الواقعين قبالة بعضهما البعض، حسب مراسل فرانس برس الذي كان ضمن مجموعة مراسلين اجانب نقلتهم السلطات الى المكان.
وكان سمع دوي انفجارين في القطاع عند الساعة 1,30 (23,30 تغ الاثنين).
ومن ناحيته، تحدث وزير التفتيش والرقابة الشعبية الذي كان موجودا في المكان عن سقوط جرحى بين موظفي وزارته بدون ان يحدد عدد المصابين.
وقال المتحدث باسم الحكومة موسى ابراهيم بعدها ان بعض قادة المجلس الوطني الانتقالي الذين كانوا من المسؤولين في النظام قبل ان ينضموا الى الثوار طلبوا من الحلف الاطلسي ان يقصف مقر الوزارة للقضاء على ادلة تثبت ضلوعهم في قضايا فساد.
وقال ابراهيم للصحافيين "نعتقد انه تم تضليل الحلف الاطلسي (من قبل قادة المجلس الوطني الذي شكله الثوار) من اجل تدمير ملفات تثبت تورطهم في قضايا فساد".
وكان سمع دوي ثلاثة انفجارات قرابة الساعة 18,00 تغ في نفس القطاع بالقرب من باب العزيزية.
وردا على سؤال عن المواقع التي استهدفتها هذه الانفجارات قال المتحدث انه ليس لديه اية معلومات "حتى الان".
دروع بشرية
وفي سياق متصل، قالت ليبيا الاثنين إن عشرات الالاف من العاملين في مجال الاتصالات سيكونون دروعا بشرية لردع ضربات حلف شمال الاطلسي للبنية التحتية للاتصالات والتي ذكرت انها تسببت في أضرار مالية خطيرة.
وفي حديثه الى الصحفيين في مؤتمر صحفي نظمته الحكومة بالعاصمة قرأ رجل عرف نفسه على انه يمثل أكثر من 20 ألف عامل في القطاع بيانا تعهد بحراسة منشات الاتصالات بأرواحهم.
وقال الرجل وهو يقرأ البيان ان العاملين في الاتصالات موجودون مع اسرهم وأطفالهم على مدار الساعة وفي نوبات لحماية هذا المرفق.
وأضاف انهم سيكونون دروعا بشرية لمواجهة أي عدوان أو قصف يستهدف تدمير البنية التحتية للاتصالات.
وتقول ليبيا ان الضربات سببت أضرارا لمنشآت الاتصالات تقدر بمئات الملايين من الدولارات.
وتقول حكومة معمر القذافي ان حملة حلف شمال الاطلسي المستمرة منذ شهرين تجاوزت تفويضا من الامم المتحدة لحماية المدنيين لتستهدف المدنيين وتدمير البنية التحتية بغرض تمهيد الطريق لتغيير النظام والاستيلاء على ثروة البلاد النفطية.
وتحدثت وسائل الاعلام الحكومية عن ضربات موجهة الى منشآت ومعدات الاتصالات طوال حملة حلف الاطلسي من بينها منشات تستخدمها شركتا المحمول في البلاد.
ويقول حلف الاطلسي إن هجماته تستهدف منشات القيادة والسيطرة وتهدف الى الحد من قدرات جيش القذافي.
وفي بيان منفصل قال محمد بن اياد الذي عرف نفسه على انه رئيس مجلس ادارة ليبيانا احدى شركتي المحمول ان الضربات قلصت خدمات الشركة الى النصف وقللت قدرة الشبكة الاخرى بما يزيد على ذلك قليلا.
وبلغ اجمالي الاضرار التي لحقت بمعدات الاتصالات 1.5 مليار دينار ليبي. ويعني هذا المبلغ نحو 1.25 مليار دولار بسعر الصرف الرسمي عند 1.2 دينار مقابل الدولار. وتبلغ قيمة الدولار الان 1.8 دينار في السوق السوداء في العاصمة.
وأقام المعارضون الذين يسيطرون على معظم شرق البلاد ويسعون الى الاطاحة بالقذافي شبكة محمول لا تسيطر عليها الحكومة المركزية بعد ان قطعت شركة ليبيانا الخدمات عن الاراضي التي يسيطر عليها المعارضون في مارس اذار
شكري غانم
الى ذلك، قالت محطات تلفزيون عربية ان شكري غانم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا انشق على نظام معمر القذافي.
ولم يمكن على الفور التحقق من هذه الانباء ولم يمكن الوصول الى مسؤولين ليبيين في طرابلس لسؤالهم التعقيب.
ونقلت قناة التلفزيون الفضائية (العربية) عن مصادر في المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة ان غانم انشق وانضم الى صفوف المعارضين.
وقالت قناة الجزيرة ايضا ان غانم انشق وغادر ليبيا لكنها لم تذكر تفاصيل اخرى.
وكان غانم نفى في مقابلة مع رويترز اواخر مارس اذار الماضي انه غادر ليبيا بعد ان نقلت الجزيرة نبأ مماثلا يقول انه انشق عن نظام حكم القذافي وغادر الى تونس.
ويمثل غانم البالغ من العمر 68 عاما ليبيا في اجتماعات منظمة اوبك. وكان المسؤول الذي تلقى تعليمه في الولايات المتحدة رئيس مجلس ادارة المؤسسة الوطنية للنفط منذ عام 2006.