شدد الحلف الاطلسي الثلاثاء على انه يقوم ب"عمل جيد" في ليبيا، وتوقع ان يلجأ الزعيم الليبي معمر القذافي الى أسلوب الكر والفر بعد تعرض قواته لهجمات لتدمير أسلحتها الثقيلة.
وقال الجنرال مارك فان اوم قائد العمليات المشتركة في الحلف في تصريح صحافي "استنادا الى الوسائل التي نملكها فاننا نقوم بعمل جيد"، مضيفا ان الحلف "حافظ على وتيرة مرتفعة لعملياته" خلال الايام القليلة الماضية.
وتابع "ان الحلف يواصل اضعاف طاقة نظام القذافي على القتال في كافة انحاء البلاد، عبر التشديد بشكل خاص على ثلاث مدن مهددة اكثر من غيرها هي اجدابيا والبريقة ومصراتة".
وذكر هذا الضابط الهولندي ان الحلف الاطلسي قام منذ الجمعة بتدمير 49 دبابة وتسع ناقلات جند وثلاث بطاريات مدفعية مضادة للطائرات، واربع مخازن اسلحة.
وكان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه اعتبر ان الاطلسي لا يقوم بدوره "بشكل كاف" في اطار حماية المدنيين الليبيين من قوات القذافي.
كما دعا نظيره البريطاني وليام هيغ شركاءه في الحلف الى "تكثيف" جهودهم.
واعلن الجنرال فان اوم ايضا ان مستوى مشاركة كل بلد يعود الى حكومته، مضيفا "اذا كنت تملك اكثر تستطيع القيام بما هو اكثر".
الا ان وزير الدولة الاسباني للشؤون الاوروبية دييغو لوبيز غاريدو راى الثلاثاء ان تكثيف الحلف الاطلسي لضرباته في ليبيا "ليس ضروريا".
وامتنعت اسبانيا عن ارسال طائراتها للمشاركة في قصف ليبيا، وهي تكتفي بالمشاركة في فرض الحظر الجوي على اجواء هذا البلد.
اسبانيا ترى ان تكثيف الحلف الاطلسي ضرباته في ليبيا ليس ضروريا
اعتبر وزير الدولة الاسباني للشؤون الاوروبية دييغو لوبيز غاريدو الثلاثاء ان تكثيف الحلف الاطلسي ضرباته في ليبيا "ليس ضروريا" وذلك بعكس ما تراه باريس ولندن.
وقال المسؤول الاسباني لدى وصوله الى اجتماع لوزراء الخارجية الاوروبيين في لوكسمبورغ "هذا ليس ضروريا، ان تحرك الحلف الاطلسي يسير بشكل جيد، ليس هناك ما يحتاج المراجعة حاليا".
واكد ان الحلف "قام بعمل جيد" معتبرا ان "منطقة الحظر الجوي شكلت نجاحا".
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ دعا الحلف الاطلسي الى "تكثيف" عملياته العسكرية في ليبيا لحماية المدنيين كما دعا باقي الدول المشاركة في التدخل العسكري الى توفير المزيد من الامكانات.
وقال هيغ في لوكسمبورغ "علينا الان ان نبقي ونكثف جهودنا داخل الحلف الاطلسي" مذكرا بان بريطانيا "وفرت طائرات اضافية قادرة على ضرب اهداف على الارض تهدد المدنيين الليبيين".
واضاف "بالطبع سيكون من الجيد ان تفعل دول اخرى الامر ذاته".
وفي فرنسا اعتبر وزير الخارجية الان جوبيه ان الحلف الاطلسي لا يقوم بدوره "بشكل كاف" في ليبيا في تعطيل الاسلحة الثقيلة للقذافي وحماية المدنيين.
وتعكس تصريحات هيغ وجوبيه تبرم باريس ولندن المتصاعد ازاء باقي دول الحلف الاطلسي المترددة في القيام بضربات ضد مواقع قوات القذافي في ليبيا في الوقت الذي سحبت فيه الولايات المتحدة طائراتها المقاتلة التي كانت حشدتها في وقت سابق.
الكر والفر
من جهة اخرى، قال فان أوم ان الحلف نفذ 155 طلعة جوية في المتوسط يوميا على مدى الاسبوع الاخير وركز على منع قوات القذافي من استخدام الاسلحة الثقيلة في المناطق المدنية.
وقال فان أوم "القوات الموالية للقذافي لا يمكنها ان تقاتل أينما شاءت وأن تقاتل كيفما شاءت وأن تستخدم ما شاءت من أسلحة. ومع ذلك فلا شيء يشير الى ان القذافي لديه اي نية لوقف العمليات" مضيفا ان الحلف يتوقع ان يرى بدلا من ذلك تغييرا للاساليب.
ومضى قائلا "نتيجة لتعرض منظومات أسلحته الثقيلة للضرب الشديد في الايام القليلة الاخيرة فنحن نتوقع ان تفضل القوات الموالية للنظام أساليب الكر والفر باستخدام طوابير الاليات التي تتألف من شاحنات صغيرة لانهاك قوات المعارضة نفسيا لا للسيطرة على أراض."
وقال فان أوم ان الوضع العسكري "متحرك ومتبدل ويتغير باستمرار."
واستعادت قوات المعارضة السيطرة على أجدابيا يوم الاثنين بعد يومين من دفعها للتقهقر الى المشارف الشمالية للمدينة لكن مصراتة في الغرب ما زالت تتعرض لضغوط.
فقد سحبت قوات القذافي الاسلحة الثقيلة من بعض أحياء المدينة لكنها واصلت القصف كما هاجمت عدة مناطق في الزنتان جنوب غربي طرابلس.
وقال أوم "يركز حلف شمال الاطلسي انتباهه على تدمير المعدات العسكرية الثقيلة التي تمثل الخطر الاكبر على المدنيين لكن الضربات الجوية تستهدف ايضا مخازن الذخيرة وخطوط الاتصالات لقطع الامدادات عن هذه القوات."
وانسحبت قوات القذافي من أجدابيا نحو البريقة ونشرت عناصرها القيادية شرقي المدينة بينما نشرت قوات المعارضة عناصر جنوب غربي أجدابيا.
وقال فان أوم "ولذلك فخط المواجهة يقع من جديد بين أجدابيا والبريقة."