اصدر الرئيس السوري بشار الاسد مرسوما اعلن فيه تشكيلة الحكومة الجديدة، كما امر بالافراج عن جميع المعتقلين الذين احتجزوا في المظاهرات الاخيرة باستثناء من "ارتكبوا جرائم ضد الامة والمواطنين".
واعلن التلفزيون السوري الرسمي الحكومة السورية الجديدة التي كلف الرئيس السوري وزير الزراعة في الحكومة السابقة عادل سفر بتشكيلها في 3 نيسان/ابريل.
واحتفظت التشكيلة الجديدة من الحكومة السابقة بوزيري الدفاع علي حبيب والخارجية وليد المعلم، بينما عين اللواء محمد ابراهيم الشعار وزيرا للداخلية.
كما بقي في مناصبهم وزراء الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام والنفط سفيان علاو والري جورج صارمي والثقافة رياض عصمت والاتصالات عماد صابوني والاوقاف محمد عبد الستار.
كذلك جرى تبادل حقائب بعض الوزراء في التشكيلة الجديدة.
وكان الاسد كلف وزير الزراعة في الحكومة السابقة عادل سفر تشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة محمد ناجي عطري التي استقالت في 29 اذار/مارس. وشغل عطري رئاسة الحكومة في سوريا منذ 2003 واجريت على حكومته عدة تعديلات منذ ذلك التاريخ.
وعادل سفر قيادي في حزب البعث، وشغل منصب امين فرع جامعة دمشق لحزب البعث بين العامين 2000 و2002. كما تسلم وزارة الزراعة عام 2006 حتى استقالة حكومة عطري.
وسيكون من مهام حكومة سفر البدء بتنفيذ برنامج الاصلاحات التي اعلنتها القيادة السورية لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها سوريا منذ 15 اذار/مارس.
ومن اهم هذه الاجراءات التي اعلن عنها على لسان مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان، دراسة الغاء قانون الطوارىء المعمول به منذ عام 1963، اعداد مشروع لقانون الاحزاب وزيادة رواتب الموظفين في القطاع العام، والقيام باجراءات لمكافحة الفساد.
ويأتي تشكيل الحكومة الجديدة في خضم حركة احتجاجية غير مسبوقة تشهدها مدن سورية عدة منذ 15 آذار/مارس.
وقال التلفزيون السوري ان الرئيس بشار الاسد أمر بالافراج عن جميع المعتقلين الذين احتجزوا في المظاهرات الاخيرة باستثناء من "ارتكبوا جرائم ضد الامة والمواطنين".
ويمثل هذا احدث تحرك من الاسد لمحاولة نزع فتيل التوتر في البلاد.
وقتل الخميس عسكري سوري وجرح آخر برصاص اطلقته مجموعة مسلحة على عدد من عناصر الجيش خلال قيامهم بدورية حراسة في بانياس (280 شمال غرب دمشق) وذلك غداة اتفاق ابرمه وفد من اهالي المدينة مع القيادة السورية يقضي بدخول الجيش الى المدينة لحفظ النظام.
وقالت مصادر أمنية يوم الخميس إن شرطة الحدود اللبنانية اعتقلت شخصين كانا يحاولان قيادة سيارتين محملتين بالاسلحة الى سوريا.
وذكر مصدر أمني "كانت السيارتان تحملان بنادق كلاشنيكوف وأسلحة نصف الية وبعض القنابل". واعتقل الرجلان واحدهما لبناني والاخر سوري في وقت متأخر ليل الاربعاء في منطقة الحدود عند وادي البقاع الشرقي.
وألقت السلطات السورية باللوم على "جماعات مسلحة" و"متسللين" في اثارة الاضطرابات التي بدأت في جنوب البلاد منذ نحو شهر قبل أن تتسع لتصل في الاونة الاخيرة الى حلب ثاني أكبر المدن السورية.
ودعا السفير السوري في لبنان السلطات اللبنانية اليوم الخميس الى التحرك بسرعة بعد الاتهامات التي وجهت الى نائب في تيار المستقبل بتمويل وتسليح "مجموعة ارهابية" خلال حركة الاحتجاج التي تشهدها سوريا.
وصرح السفير السوري علي عبد الكريم لموقع الانتقاد الاليكتروني ان "اعترافات المجموعة الارهابية التي عرضها التلفزيون السوري يستوجب من السلطات اللبنانية التحرك ووضع يدها على هذا الملف حفاظا على العلاقة المميزة بين البلدين".
وكان التلفزيون السوري بث الاربعاء اعترافات لاشخاص قال انهم ينتمون الى "احدى الخلايا الارهابية المسلحة" التي مارست "التحريض على التظاهر"، اكدوا فيها انهم تلقوا دعما من نائب لبناني عن كتلة المستقبل.
وعرض الشريط اعترافات لشاب وصف بانه رئيس الخلية ويؤكد انه "تلقى الاموال والسلاح عبر الوسيط احمد العودة الذي كان مرسالا بينه وبين النائب جمال الجراح" النائب اللبناني في تيار المستقبل الذي يقوده رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري.
واكد الجراح في تصريح لتلفزيون لبناني "لا رغبة ولا قدرة لدينا للتدخل في الشؤون السورية". واضاف: "لا اعرف احمد العودة ولا علاقة لي به".
وقال عبد الكريم: "لا حاجة لتواصل جديد من قبل السلطات السورية مع القضاء اللبناني لان ما جرى عرضه كاف لتحرك الجهات اللبنانية المسؤولة بشكل تلقائي".
واضاف ان: "الاعترافات التي عرضها التلفزيون السوري هي المقدمة وليست كل شيء وهناك شىء حصل والتدخلات بالشأن السوري كانت واضحة في لبنان وعرضتها وسائل الاعلام ومحطات التلفزة المحلية".