الأميركيون لا يمانعون في وصول جماعات إسلامية للحكم

تاريخ النشر: 23 سبتمبر 2010 - 08:10 GMT
التيارات الإسلامية تتمتع بنفوذ قوي بالدول العربية
التيارات الإسلامية تتمتع بنفوذ قوي بالدول العربية

كشفت هيئة بحثية اميركية مؤثرة في تقرير أخير لها ان أكثرية من الشعب الاميركي لا يعارضون وصول جماعات إسلامية اصولية للحكم في اي دولة إسلامية في الشرق الاوسط طالما تم ذلك عن طريق الانتخاب، فيما يعد رد قوي على قوى اللوبي والمنظمات السياسية في واشنطن التي تدعم الاوضاع العربية الحالية بحدة احتمال وصول اسلاميين للحكم في حال قدوم الديمقراطية للمنطقة.

حيث قال مجلس شيكاغو للشئون الدولية، وهو احد اعرق المؤسسات البحثية الوسطية في امريكا ومقره مدينة شيكاغو بولاية إلينوي، قال في تقرير مطول له عن توجهات الامريكيين في السياسة الخارجية قال ان68 في المائة، اي ما يقرب من سبعة بين كل عشرة اميركيين، يعتقدون انه لا يجب على امريكا معارضة وصول اسلاميين للحكم في العالم العربي.

فقال التقرير :"اغلبية كبيرة جدا تعتقد انه لا يجب على الولايات المتحدة اتخاذ موقف معارض في حال كون دولة إسلامية غير ديمقراطية ستختار قائدا إسلاميا اصوليا عند تحولها الى دولة ديمقراطية".

وقال التقرير ان نسب اقل تطالب باتخاذ موقف :"يعتقد 25 في المائة انه في تلك الحالة يجب ان تروج امريكا للديمقراطية في حين يقول حوالي 5 في المائة ان عليهم الامتناع عن الترويج للديمقراطية" خشية وصول اسلاميين لحكم.

جاء ذلك في أخر تقرير من الهيئة الكبرى بعنوان "الاتجاهات الدولية ل2010 – الانخراط الدولي المحدود" والذي شمل ضمن نتائجه دراسات عن اراء الامريكيين في عدة قضايا خارجية محورية، والواقع في 90 صفحة.

ومن المفاجاءات التي اوردها التقرير، الذي حصلت وكالة أنباء أميركا إن ارابيك على نسخة منه، ان الشعب الاميركي لا يؤيد ما يقوم به عدد من اعضاء الكونجرس بمحاولة المطالبة فرض الديمقراطية الاميركية على دول مثل مصر والسعودية وسوريا.

حيث قال مجلس شيكاغو في دراسته التي حصلت عليها وكالة أنباء أميركا إن أرابيك :"أغلبية من 59 في المائة من الاميركيين يعتقدون ان الولايات المتحدة يجب الا تضع ضغوطا على دول الشرق الاوسط مثل مصر والسعودية لكي تكون اكثر ديمقراطية".

ويعتبر هذه النتيجة رد حاسم من الشعب الامريكي على محاولات الادارات الاميركية المختلفة التدخل في شئون دول الشرق الاوسط الداخلية واستخدام مسميات حقوق الانسان والديمقراطية كعامل ضغط عليها تحت ضغوط من منظمات اللوبي الصهيوني ومنظمات المحافظين الجدد.

وقال الاستاذ عماد مكي رئيس تحرير وكالة أنباء أميركا إن أرابيك والخبير في الشئون الاميركية في تعليقه على نتائج التقرير :"نتائج هذا التقرير صفعة قوية في وجه منظمات اليمين الاميركي ومنظمات المحافظين الجدد ونشطاء الصهيونية ممن يرغبون في استخدام اميركا للضغط على المجتمعات العربية".

وقال :"يمكن ان تكون النتائج تلك سلاحا فعالا جدا في يد الدبلوماسيين والمفاوضين العرب. فكل شيئ في امريكا يسير بالارقام وباستطلاعات الرأي والدراسات. تثبت الدراسة المحايدة غير الحزبية ان الامريكيين يرغبون في ترك العرب وشأنهم. ويمكن التلويح بهذه النتائج في وجه راغبي تهميش او اضعاف المجتمعات العربية والإسلامية خصوصا من اصدقاء إسرائيل. والمعروف ان اعضاء الكونجرس يأخذون الاستطلاعات من مثل هذه الهيئات الرصينة والمحترمة بكل جدية بل ان دولا مثل إسرائيل وبريطانيا وكندا تستغل مثل تلك النتائج الإيجابية في تحقيق مصالح كبيرة لها في واشنطن".

يذكر ان مجلس شيكاغو للشئون الدولية تم تاسيسيه سنة 1922 ويعتبر من أعرق المؤسسات الاميركية التي تؤثر في السياسة الخارجية الامريكية. كما ان ميشيل اوباما، زوجة الرئيس الأميركي بارك اوباما، هي احد اعضاء مجلس ادارته.

هذا وقال المجلس قي بيان صحفي تلقت وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك نسخة منه في واشنطن قال انه استطلع اراء 2500 امريكي في هذا الشأن.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن