صالح يحذر من اندلاع حرب أهلية في اليمن تؤثر على أمن المنطقة

تاريخ النشر: 23 أبريل 2011 - 11:17 GMT
مظاهرات معارضة لحكم الرئيس صالح ونظامه
مظاهرات معارضة لحكم الرئيس صالح ونظامه

حذر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح السبت من حرب أهلية قد تندلع في بلاده بسبب الأزمة الحالية، معتبرا أنها ستؤثر على أمن المنطقة واتهم معارضيه بتتلقي أموال من دول لم يحددها، وراهن على انقسام المعارضين له والمطالبين بتنحية عن السلطة لأنهم "لصوص".

وقال صالح أمام قيادات أمنية وعسكرية في الكلية الحربية السبت "نحن حريصون على عدم إراقة الدم اليمني الغالي الذي تجرنا إليه أحزاب المشترك (اللقاء) ونعرف ان الحرب الأهلية لها عواقبها ليس على اليمن فقط بل على المنطقة".

وتشير المعارضة اليمنية (اللقاء المشترك) في بيانات متعددة الى ان صالح "يستخدم فزاعات الحرب الأهلية والقاعدة والحراك الجنوبي والحوثيين لترويع دول المنطقة وإخافتهم من حرب أهلية قادمة، في حين ان الثورة المطالبة برحيلة مر عليها 3 اشهر ولم يحدث أي حرب كما يردد في خطاباته".

واتهم صالح أحزاب المعارضة اليمنية بتلقي أموال "مدنسة" من اجل إسقاط النظام، معتبرا ان من انضم إليهم كانوا محتالين ومجموعة لصوص من اكبر علمائهم، في إشارة إلى رجل الدين عبد المجيد الزنداني إلى أصغرهم. ووصفهم "بالحاقدين على الشعب اليمني الذي لن يقبل الدجل والخديعة منهم".

وراهن على انقسام معارضه وقال "نتحداهم ان يصمدوا هم يتآكلون شيئا فشيئا في كل أنحاء اليمن ويعرفون حجمهم الذي لا يتعدى ساحة التغيير بجامعة صنعاء وبعض شوارع مدن اليمن".

وقال ان الذين انضموا إليهم (المحتجون) من الوزراء والعسكريين كانوا مجموعة "لصوص وناهبي المال العام ومهربي النفط إلى أفريقيا والان يدعون الطهارة".

وأضاف " الأزمة فرزت من هم الشجعان الذين يصمدون في الازمات من المهرولين والمتساقطين الذين يريدون ان يرتبوا أوضاعهم الى مابعد سقوط النظام وهذا حلم بعيد المنال عليهم".

وكان انشق عن نظام الرئيس اليمني منذ بدء الحركة الاحتجاجية المطالبة بتنحيه عن الحكم في الثالث من فبراير/ شباط الماضي المئات من الوزراء والقيادات العسكرية والبرلمانيين الذين شكلوا حزب( كتلة العدالة والبناء) الذي يمثل أكبر انشقاق عن حزب الرئيس المؤتمر الشعبي العام الحاكم.

وجدد الرئيس اليمني استعداده لترك السلطة مشترطا لذلك ان يتم عبر صناديق الاقتراع أو اجراءانتخابات برلمانية او رئاسية وقال ان اللقاء المشترك "يريد القفز على الواقع وتجاوز الديمقراطية والتعددية السياسية".

وأكد على ان التغيير أمر مطلوب لكن دون استخدام الفوضى والفتن وقتل النفس المحرمة وقطع الطرقات وتخريب المنشأت العامة، معتبرا ان مطالب الشباب هي مطالب الشعب ومؤكدا دعمه لمطالبهم في الحرية والعدالة والمساواة واعتبرها مطالب واقعية، واقترح عليهم إنشاء حزب سياسي خاص بهم ليتم سماع صوتهم عبر الأطر الحزبية.

ويرى مراقبون أن انقسام الشارع اليمني هو الذي يعطي الرئيس صالح مساحة للمناورة مع شباب الثورة وأحزاب المشترك والمبادرة الخليجية الاخيرة التي تنص على تنحية خلال شهر رغم أن الشعب مصدر السلطة وأغلبيته يطالبه بالتنحي.

تصاعد الإحتجاجات

وفي سياق متصل اغلق اليمنيون محالهم واعمالهم في انحاء اليمن السبت احتجاجا على حكم الرئيس علي عبد الله صالح.

وقال شاهد من رويترز ان ما يصل الى 90 في المئة من المحال والاسواق والمدارس اغلقت في مدينة عدن بجنوب اليمن. ولم يكن هناك سوى بعض المارة في الشوارع التي خلت تقريبا من حركة السير.

كما اغلقت العديد من الاعمال السبت في مدينتي تعز ثالث كبرى المدن اليمنية واحدى مراكز المعارضة للرئيس صالح البالغ من العمر 69 عاما والحديدة على البحر الاحمر.

وتدفق اليمنيون على شوارع صنعاء وتعز يوم الجمعة في مظاهرات مؤيدة ومعارضة لصالح الذي رحب بتحفظ بخطة لدول مجلس التعاون الخليجي لانتقال للسلطة خلال ثلاثة اشهر.

وقال مسؤول يمني يوم الجمعة ان اقتراح دول المجلس الست يطالب صالح بتسليم السلطة لنائب الرئيس في غضون شهر من توقيع الاتفاق وأن يعين زعيما معارضا لادارة حكومة مؤقتة مكلفة بالاعداد لانتخابات رئاسية بعد ذلك بشهرين.

وتمنح الخطة التي قدمت يوم الخميس الحصانة لصالح وأسرته ومساعديه من المحاكمة التي يطالب بها المحتجون والذين تدعوهم الخطة أيضا الى وقف الاحتجاجات.

وتخشى دول الخليج العربية والدول الغربية المتحالفة مع صالح منذ فترة طويلة من أن حدوث فوضى في اليمن قد يتيح المزيد من الفرص لمتشددي تنظيم القاعدة ويقومون بوساطة من أجل انتقال منظم للسلطة بعد ثلاثة أشهر من الاحتجاجات على حكم صالح المستمر منذ 32 عاما

واصيب شابان من المتظاهرين اليمنيين برصاص جنود وهما يحاولان اقامة حاجز السبت في عدن جنوب البلاد حيث يعم اضراب عام دعت اليه المعارضة ضد الرئيس علي عبد الله صالح، على ما افاد مصدر طبي.

وافاد شهود ان الجنود اطلقوا النار على مجموعة من الشبان لتفريقهم فيما كانوا يقيمون حاجزا لمنع مرور السيارات في عدن، ما ادى الى اصابة شابين بجروح..

كما تم الالتزام بالاضراب في محافظتي لحج وابين (جنوب غرب) حيث نزل التلامذة الى الشارع للمطالبة برحيل صالح، بحسب ما افاد سكان.