يدلي الناخبون في البحرين بأصواتهم يوم السبت لانتخاب برلمان جديد في وقت يتصاعد فيه التوتر الطائفي في المملكة الخليجية الصغيرة التي يسيطر حكامها جيدا على عملية اتخاذ القرار.
وفي البحرين التي تستضيف الاسطول الخامس الامريكي أغلبية شيعية لكن تحكمها أسرة ال خليفة السنية وهي حليفة للسعودية وترى فيها الولايات المتحدة حائلا دون نشر النفوذ الاقليمي للقوة الشيعية المتمثلة في ايران.
وقالت المعارضة في البحرين ان ألف ناخب في مناطق شيعية تم ابعادهم عن مراكز الاقتراع وقيل لهم ان أسماءهم ليست مسجلة. ونفت الحكومة هذا الامر.
وقال عبد النبي العكري من الجمعية البحرينية للشفافية وهي جهة مراقبة مستقلة للانتخابات في مؤتمر صحفي ان المعارضة تقول ان مؤيديها استهدفوا وان المستهدفين أشخاص نشطون في حملتها الانتخابية.
وأضاف أن الشكاوى جاءت في معظمها من المحافظتين الشمالية والوسطى اللتين بهما أغلبية شيعية.
لكن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد ال خليفة قال في مؤتمر صحفي ان قوائم التصويت نشرت في أغسطس اب.
وقال ان هذا يظهر أن هذه العملية الديمقراطية في البلاد مستمرة وهي قوية وصلبة.
وانتخابات يوم السبت هي الثالثة منذ تأسيس البرلمان الحالي ذي السلطات المحدودة لان مشاريع القوانين يجب أن يقرها مجلس الشورى الذي يعين الملك أعضاءه.
ويعيش في البحرين 1.3 مليون نسمة وعلى عكس جيرانها في المنطقة لا تملك مخزونات من النفط والغاز بل تعتمد على الاستثمار الاجنبي وتحاول أن تظهر أنها تتمتع بمناخ صديق للاعمال.
ويقول شيعة كثيرون في البحرين انهم يتعرضون للتمييز في الوظائف والسكن الحكومي وهو أمر تنفيه الحكومة.
وخيمت على فترة ما قبل الانتخابات اجراءات أمنية واسعة النطاق استهدفت جماعات معارضة شيعية في أغسطس اب. واتخذت الحكومة اجراءات أيضا ضد مدونين ونشطاء في جماعات حقوق الانسان.
ويمثل امام العدالة الاسبوع المقبل 23 شخصا اتهموا بالتدبير للاطاحة بالحكومة في البحرين في أولى جلسات قضيتهم.
ويقول مراقبون ان حجم المشاركة في الانتخابات وأي تنام في احتجاجات الشوارع بعد التصويت سيكونان مؤشرا أكبر من النتائج الفعلية لها حيث لا يتوقع حدوث تغييرات كبيرة.
وقد تجرى جولة ثانية من التصويت السبت المقبل في بعض المناطق التي لن يتمكن مرشحوها من الفوز بنسبة 50 في المئة من الاصوات.
ومملكة البحرين هي أصغر دولة عربية خليجية لكن ملك البلاد الشيخ حمد بن عيسي ال خليفة بدأ قبل عشر سنوات اصلاحات ملحوظة في المنطقة خاصة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 وأوصل الشيعة هناك الى السلطة.
ولم يكن عبد الله حسن متفائلا - وهو يدلي بصوته في قرية كرانه الشيعية - بأن الانتخابات ستسهم في حل مشاكل الشيعة مع الحكومة.
وقال "لا يوجد تغيير في البحرين سواء كانت هناك انتخابات أم لا... لا يمكن للنواب تغيير القوانين ولا الوضع الاقتصادي."
لكن ناخبة شيعية ذكرت ان اسمها أم س. علي كانت متفائلة وقالت من أمام مركز اقتراع في قرية كرزاكان "يستغرق أي برلمان جديد وقتا حتى يعمل جيدا. وبعد الانتخابات في 2014 و2018 سنرى بعض النتائج."
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها امام الناخبين الساعة 0500 بتوقيت جرينتش وستغلق في 1700 بتوقيت جرينتش. ويتوقع اعلان النتائج صباح يوم الاحد.
ويتهم منتقدون البحرين باجراء تعديل على الدوائر الانتخابية حتى لا تحقق المعارضة الشيعية أغلبية في البرلمان.