تلقى المصوّر الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة تهديداتٍ واضحةٍ وصريحةٍ بـ"القتل" من قِبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في حال قرر التوجه للمناطق الشمالية من قطاع غزة خلال فترة الهدنة الإنسانية المُتفق عليها بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والجيش الإسرائيلي.
ونشر عزايزة، الذي فقد 25 فردًا من عائلته نتيجة العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، سلسلة من الصور ومقاطع الفيديو التي توثق عبارات التهديد بالقتل والتنكيل في حال توجه نحو شمال القطاع، وذلك من خلال حسابته الرسمية في منصات التواصل الاجتماعي حيث يتابعه الملايين حول العالم.
الصحفي معتز عزايزة يتلقى تهديدات بالقتل من الجيش الإسرائيلي
وأظهرت مقاطع الفيديو التي نشرها عزايزة تلقيه مكالمات هاتفية من أرقام مجهولة عبر هاتفه الشخصي تضمنت عبارات التهديد بالقتل وتطالبه بعدم العودة للشمال، في جريمة جديدة تضاف على سجل جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل خلال عدوانها الأخير على القطاع ومنها قتل الصحفيين والمصورين الصحفيين.
وفي إحدى المكالمات، طلب المتصل المجهول من عزايزة بأن يدين حركة المقاومة الفلسطينية حماس في مقاطع الفيديو التي ينشرها عبر حسابه الرسمي في "إنستغرام".
وفي المكالمة الثانية، يُسمع عزايزة وهو يرد على المتصل المجهول قائلًا: "أنا هنا من عام 1948، هذه أرضي وأنتم تعتقدون بأنها أرضكم، لذا في القتال بيننا لن ينتهي أبدًا، لكن ما لا أفهمه هو لماذا تعلقون على الصور التي أنشره، فأنا شاب فلسطيني فماذا تتوقعون مني أن أنشر".
وأردف قائلًا: "إذا كنتم تخافون من الصور التي أنشرها فهذا دليل على مدى ضعفكم، وبأنكم دولة ضعيفة، هناك خطب ما بشأن دولتكم".
ولم يكتفِ المتصل المجهول بتحذير معتز من التوجه إلى الشمال، بل طلب منه الهروب إلى مصر، ليرد عليه المصور الفلسطيني: “لماذا تطلب مني الهروب إلى مصر، فهي ليست بلدي، عليك أن تكون شخصًا عقلانيًا".
كما كشف معتز عزايزة أيضًا عن رسائل تهديد مكتوبة باللغة العبرية والإنجليزية، تطعن في مصداقيته، وكتب في الرسالة: "أنت صحفي؟.. أنت كاذب".
معتز عزايزة يثير غضب إسرائيل

وجاءت هذه التهديدات لمعتز بالقتل نظرًا لدوره الكبير في فضح جرائم الحرب التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
لم يكن المصور الفلسطيني معتز معروفًا لدى كثيرين قبل العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر، لكنه أصبح اليوم أشهر من نار على علم، وأصبح مصدرًا ميدانيًا مهمًا لملايين المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، عبر نقله لما يحصل في غزة من مجازر بالصوت والصورة.
واستفزت الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها معتز غضب الماكينة الإعلامية العبرية، وأصبح مستفزًا للإسرائيليين بسبب نشاطه الإعلامي، لدرجة أن الإعلام العبري انشغل طوال الأسبوعين الماضيين بتشويه سمعته وتوجيه له رسائل بالقتل.
ولا يختلف معتز عن عدد كبير من الناشطين والصحافيين الشباب الذين ينقلون معاناة الغزيين اليومية في حرب لا هوادة فيها، لكن فيديوهاته انتشرت على شبكة الإنترنت كالنار في الهشيم، ويبدو أنها استطاعت أن تغير في مزاج جزء من الشارع الأوروبي والأميركي، وحتى أيضًا لدى شريحة من الشباب العربي.