طالما احتفظت أعماق البحار والمحيطات بأسرارها الخاصة، لكن لغز "الكتل البيضاء" الغامضة التي ظهرت على شواطئ المقاطعة الكندية الشرقية والمُطلة على المحيط الأطلسي، أثارت حيرة السكان والعلماء والخبراء في عالم البحار.
ومنذ أسابيع، فوجئ مرتادو شواطئ جزيرة نيوفندلاند الكندية بأجسام لزجة من الخارج، صلبة وإسفنجية من الداخل، مُلقاة على الرمال.

وتمت ملاحظة هذه الكتل لأول مرة في سبتمبر، حيث بدأ مرتادو الشواطئ بمشاركة صور لهذه التكتلات الهلامية عبر مجموعة على فيسبوك تضم أكثر من 40,000 عضو، مهتمين باستكشاف المناطق الساحلية في المقاطعة. وكتب فيليب غريس على المجموعة: "هل يعرف أحد ما هذه الكتل؟ إنها تشبه عجين التوتون (طبق محلي) وموجودة في كل مكان على الشاطئ". وأوضح أن أحجامها تراوحت بين حجم طبق العشاء إلى حجم عملة "تونيز" الكندية.
اكتشف ديف ماكغراث، المقيم في باتريكز كوف المئات من هذه الكتل متناثرة على الرمال، وقال: "كانت تبدو مثل فطيرة قبل قلبها، عندما تظهر عليها فقاعات صغيرة متعرجة. قمت بلمس بعضها بعصا، ووجدتها إسفنجية وصلبة من الداخل. عمري 67 عامًا، ولم أشاهد شيئًا كهذا من قبل".

وأضاف: "أرسلت لنا خفر السواحل، فسألتهم عن مدى خطورة الأمر. قالوا لي إن 46 كم من الساحل مغطى بهذه المواد، وليس لديهم أدنى فكرة عما تكون. هل هي سامة؟ هل من الآمن لمسها؟"
واقترح بعض المستخدمين عبر الإنترنت أن هذه الكتل الغامضة قد تكون ناتجة عن تصريف مواد من السفن في المحيط. فيما تكهن آخرون بأنها قد تكون "مني حوت"، أو "قيء حوت"، أو حتى "العنبر"، وهو مادة نادرة تُستخرج من الحيتان وتُستخدم في العطور والمنتجات الفاخرة.
لكن الخبراء تجنبوا الانجرار وراء هذه التكهنات. وعندما طُلب من وكالة البيئة وتغير المناخ في كندا التعليق، وصفت هذه الكتل فقط بأنها "مادة غامضة".

وقالت سامانثا بايرد، المتحدثة باسم وكالة البيئة وتغير المناخ، لشبكة CBS News إن الوكالة نفذت مسوحات جوية وتحت الماء وعلى الشواطئ لتحديد مدى انتشار المادة ومصدرها المحتمل، لكنها لم تتوصل بعد إلى تحديد ماهيتها أو مصدرها. أشارت التحليلات الأولية في المختبر إلى أن المادة "قد تكون ذات أصل نباتي"، لكن بايرد أكدت أن هناك حاجة إلى المزيد من التحاليل للتوصل إلى استنتاج نهائي حول طبيعتها وآثارها المحتملة.