أثارت عازفة الكمان اللبنانية جويل سعادة في في حفل افتتاح بطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم في ملعب كربلاء الأسبوع الماضي انقسامًا في الشارع العراقي بين مُعجب بأدائها وساخطًا على ملابسها.
وقد أثارت مشاركة جويل في الحفل جدلًا في الوسطين الشعبي والسياسي في العراق باعتبار أن القوانين المعمول بها في محافظة كربلاء العراقية يُجرّم أي أجواء احتفالية في الأماكن العامة، كما يحظر دخول النساء غير المحجبات للمدينة.
عزف جميل للنشيد الوطني العراقي بواسطة الكمان من ارض ملعب كربلاء الدولي pic.twitter.com/3krtmS4eVr
— wolf (@Wolf_x68) July 31, 2019
وبعد مشاركتها في الحفل، شن عدد من المغردين حملة ضد هذه المشاركة، بالنظر الى أن مدينة كربلاء "مقدسة"، وتعتبر واحدة من أكثر المدن الشيعية قدسية في العالم، كونها شهدت واقعة كربلاء، وتضم ضريح ومقام الامام الحسين بن علي، الامام الثالث للشيعة.
ودعا مسؤولون محليون وقيادات دينية وسياسية إلى محاسبة القائمين على الحفلة باعتبارها تتعارض مع قانون "قدسية كربلاء"، الذي "يجرّم" أية أجواء احتفالية أو الاستماع للأغاني في الأماكن العامة، كما يحظر دخول النساء غير المحجبات إلى المدينة.
رجل دين يطالب بغلق ملعب كربلاء ويصف الحكومة العراقية بـ" الزبالة "#قدسية_كربلاء pic.twitter.com/qAJrLaVBD9
— Rudaw عربية (@rudaw_arabic) August 3, 2019
وعلق ديوان الوقف الشيعي على الحفلة واعتبرها "فعلًا شنيعًا يتجاوز الحدود الشرعية ويتعدى الضوابط الأخلاقية".
كما أصدر أمين عام حزب الدعوة نوري المالكي بيانًا استنكر فيه الحادثة، ودعا لفتح تحقيق عاجل فيها. وقال: "ما رافق الافتتاح من حفل موسيقي راقص يعد تجاوزًا على حرمة المدينة وهتكاً لقدسية مدينة الإمام الحسين".
وطالب المالكي الحكومة بفتح "تحقيق عاجل لمحاسبة المقصرين ومن يقف خلف هذا التجاوز الفاضح على حرمة المدينة المقدسة، سواء كانت الحكومة المحلية أو وزارة الشباب والرياضة أو الاتحاد العراقي لكرة القدم".
شهدت حسابات جويل سعادة على "إنستغرام" و"فيسبوك" غزوًا غير مسبوق من الجماهير العراقية التي تسابقت على إضافتها.
وازداد عدد المعجبين بصفحة جويل على "إنستغرام"، بسرعة جنونية خلال الساعات الماضية، حيث ارتفع عدد المتابعين إلى أكثر من 61 ألف شخص والعدد يتزايد بمرور الوقت.
ونشرت العازفة اللبنانية صورة على صفحتها شكرت فيها العراقيين على حسن ضيافتهم.
أكدت عازفة الكمان اللبنانية جويل سعادة أنها لم تكن تعلم بالقوانين والتقاليد المطبقة في كربلاء.
وفي حديث لأحد القنوات الإخبارية العربية أكدت جويل سعادة أنها لم تتردد أبدًا بقبول العرض الذي تلقته للمشاركة في افتتاح البطولة في كربلاء، مؤكدةً أنه كان شرف لها، لكنها أوضحت أنها لم تكن على علم بتقاليد مدينة كربلاء التي لا تسمح للمرأة بالخروج علنًا بدون حجاب. وأضافت: "لو كنت أعلم بها، لم يكن لدي أي مشكلة بأن ارتدي حجابًا وعباءةً للمناسبة".
#تفاعلكم | عازفة الكمان في #كربلاء ترد على منتقدي مشاركتها في افتتاح بطولة غرب آسيا pic.twitter.com/TObGqsCJ0V
— العربية - #تفاعلكم (@tafa3olcom) August 5, 2019
وأوضحت أنها عندما انتهت من عزف النشيد وخرجت من أرضية الملعب لم يوجّه لها أحد أي ملاحظة أو اعتراض، مضيفةً: "بل بالعكس، الكل صفّق لي، كما كان الجمهور متفاعلًا جدًا معي. وذهبت للفندق، ولم أعلم بالجدل الذي أثير. وفي اليوم الثاني رأيت على مواقع التوصل التعليقات، فذهبت واشتريت عباءة وحجابًا وذهبت بهما إلى المطار".
وشددت العازفة على احترامها لكافة الأديان والتقاليد، مضيفة: "أنا من عائلة مُتدينة ومُحافظة، وفي عائلتنا خطوط حمراء لا يحق لنا تخطيها". وتابعت: "لم أقصد خدش شعور أي أحد"، موضحةً أنها تحاول فقط "زرع السعادة" بين الناس بالفن.
وحول مشاركتها في الحفل، قالت جويل: "عندما دخلت الملعب وعزفت النشيد الوطني العراقي أثّر الأمر بي جدًا، كانت من أجمل دقائق عمري. كان شعورًا جميلًا حيث كان كل الحضور البالغ عددهم 30 ألف شخص يتفاعل معي، وكان الناس ينشدون كلمات النشيد العراقي، كما كان بعضهم يبكي. هذا الأمر أثّر بي جدًا".
يذكر أن جويل أنها بدأت دراسة العزف على الكمان منذ كان عمرها 8 سنوات في المعهد الوطني في لبنان، بالتوازي مع دراستها في المدرسة.
وعند تخرجها من الثانوية، دخلت الجامعة وتخرجت مع شهادة بهندسة الاتصالات من جامعة مرموقة. وفي كل فترة الدراسة كانت تكمل جويل نشاطاتها الفنية الخاصة بالعزف على الكمان.
عملت جويل في تخصصها بهندسة الاتصالات لفترة، إلا أنها اضطرت بعدها الى الاختيار بين الهندسة والعزف لتضع كافة جهودها في مجال واحد، فاختارت العزف على الكمان.
لمزيد من اختيار المحرر: