البوابة - تفاعل العراقيون بغضبٍ شديد وبصورة غير مسبوقة مع قرار السلطات العراقية في مدينة البصرة هدم مئذنة جامع السراجي الذي يُعد أحد أقدم المساجد في العراق والذي تم بناءه في عام 1140هـ/1727م.
وعبّر النشطاء في العراق عن غضبهم واستياءهم الشديد من قرار السلطات هدم مئذنة جامع السراجي بهدف توسعة الطريق الساحلي بحجة تعطيلها حركة سير السيارات متجاهلة قيمته التاريخية والأثرية والثقافية للعراقين بشكل خاص والمسلمين بشكل عام.

هدم مئذنة جامع السراجي
وأشار روّاد منصات التواصل الاجتماعي إلى أهمية مئذنة جامع السراجي التاريخية والأثرية، وذكروا بأن تاريخ بناءه أقدم من برج إيفل (1887 م) وساعة بيغ بين (1859 م) ويتميز بطراز معماري مهيب بزخارف إسلامية تاريخية.
واعتبر نشطاء عراقيون أن هدم مئذنة جامع السراجي يعد جريمة ضد التراث الوطني، وأكبر خسارة منذ تفجير تنظيم الدولة مئذنة الحدباء في الموصل عام 2017.

وفي الوقت الذي تعود ملكية هذا الصرح التاريخي لديوان الوقف السني في العراق، أصدر مشعان الخزرجي رئيس الديوان بيانًا رسميًا للتعليق على الواقعة قائلًا: "إن هدم مئذنة السراجي أمر دبر بليل، وأن الوقف السني فوجىء بالهدم، صباح الجمعة، ولم يكن لنا علم لا من قريب ولا من بعيد بالأمر".
وذكر الخزرجي بأن الوقف السني إنه وافق على هدم المسجد، ولكن ليس المئذنة المبنية من الطوب، التي كان ينبغي تفكيكها يدويًا وحفظها للأجيال القادمة.
تعليق وزارة الثقافة العراقية
من جهتها، علقت وزارة الثقافة على قرار هدم المئذنة، وقالت في بيان رسمي: "في الوقت الذي نؤكد فيه حرص العراق، حكومة وشعبا، على البناء والتقدم على جميع المستويات، فإننا نرفض الإضرار بأي مبنى يحمل صفة تراثية أو أثرية، سواء كانت دينية أو مدنية، حيث يعتبر ملكا للعراق التاريخ الثقافي والتراثي للعراق".
ودعت الوزارة الأوقاف السنية والشيعية إلى "التدخل، والوقوف بحزم، ومعاقبة المسؤولين التابعين لها، إذا سمح لهم بتجاوز الحقائق التاريخية أو تزويرها".

تعليق محافظ البصرة
قال محافظ البصرة، أسعد العيداني ، في مؤتمر صحفي الأحد، إن إزالة الجامع ومئذنته تمت بعد إخطار الوقف السني.
كما قال مسؤول من محافظة البصرة قال إن محمد الملا، ممثل الوقف السني في المدينة، كان في الموقع في أثناء هدم المئذنة، و"لم يشتك أو يعترض".