البوابة - في خضم المأساة التي شكّلها زلزال تركيا وسوريا المدمر في 6 فبراير 2023، ظهرت الكثير من قصص الأمل والصمود، إحداها كانت قصة الطفلة المعجزة عفراء التي نجت بأعجوبة من تحت أنقاض منزل عائلتها في منطقة جنديرس شمالي مدينة حلب الواقعة في الشمال السوري.
اليوم، وبعد مرور 6 أشهر على الكارثة، تم الكشف عن مصير الطفلة عفراء، التي نالت لقب "الطفلة المعجزة"، التي أمضت 4 أيام تحت أنقاض منزل ذويها ومتصلة بأمها المتوفاة من خلال الحبل السري.
وبعد أيام من الرعاية الطبية في مستشفى في شمال سوريا، خرجت عفراء من المستشفى تحت عُهدة عمتها هالة وزوجها خليل الذين قررا تبنيها وتوفير بيئة رعاية ملاءمة لها، وذلك بعد إجراء اختبار الحمض النووي لتأكيد العلاقة البيولوجية بينها وبين عمتها.


وأوضح والدها بالتبني خليل السوادي، زوج عمة عفراء، أن الطفلة تتمتع بصحة جيدة في منزل عمتها وأطفاله السبعة.
ويقول السوادي: "لا تزال صغيرة جدًا لكنها تذكرني بأبيها وشقيقتها نوارة، خاصة بابتسامتها، لقد توفيا في الزلزال أيضًا”.
وتابع: "رأينا منزل أبو ردينة (شقيق زوجتي) قد انهار، فبدأت زوجتي بالصراخ: أخي يا أخي".
وحول لحظة إنقاذ الطفلة عفراء، قال السوادي: "سقط السقف فوقهم مباشرة، اتصل بي أحدهم وقال إنهم عثروا على جثة امرأة. بمجرد وصولي بدأت في الحفر، ثم سمعت صوتًا، الطفلة عفراء ما زالت مرتبطة بأمها، كنا مصممين على إنقاذها، علمنا أنها ستكون الذكرى الوحيدة المتبقية من عائلتها".
يقول خليل: "بعد الزلزال مباشرة، عانت عفراء من بعض المشاكل في الصدر بسبب الغبار من الركام، لكن صحتها الآن جيدة، أخذتها إلى الطبيب لفحصها والآن صحتها 100٪".
الطفلة المعجزة

حظي مشهد إنقاذ الطفلة عفراء على تفاعل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وأبدى كثيرون رغبتهم في رعايتها بعد الإعلان عن وفاة عائلتها بالكامل، لذلك كان على خليل وزوجته هالة إثبات صلتهما البيولوجية قبل السماح لهما بالاعتناء بها.
وحول تسليم الطفلة عفراء، قالت هالة: "شعرت أنهم لا يريدون تسليم عفراء إلينا، واضطررنا إلى إجراء اختبار الحمض النووي وانتظرت قرابة 10 أيام لتلقي رد، فيما حاول أحدهم اختطافها، لكنا اتخذنا إجراءات احتياطية إضافية لحماية ابنة أخي، حيث ساعدتنا الشرطة المدنية والعسكرية في حمايتها".
في النهاية، أكدت نتائج الحمض النووي أن هالة كانت قريبة الدم - أخت والد عفراء - وأن الطفلة الصغيرة خرجت من المستشفى.
تسمية الطفلة المعجزة
ذكرت السيدة هالة بأنها قررت إطلاق اسم “عفراء” على الطفلة المعجزة، وهو اسم والدتها الراحلة، فيما أطلقت على ابنتها التي ولدتها بعد 3 أشهر من الكارثة اسم شقيقتها الأخرى التي توفيت هي الأخرى على إثر الزلزال.
يقول خليل: "هي الآن إحدى أطفالي، لا يمكنني قضاء الكثير من الوقت بعيدًا عنها، عندما تكبر سأخبرها بما حدث وأريها صور والدتها وإخوتها، قمنا بدفنهم في اليوم التالي في قرية قريبة تسمى الحاج اسكندر، حيث حفر الدفاع المدني مقابر جماعية".