الداعية الأردني محمد نوح القضاة يبرر حضوره ندوة مع حاخام يهودي .. ومعلقون: يرحم أبوك

حظي حضور الداعية والبرلماني والوزير السابق محمد نوح القضاة لـ"خطبة" ألقاها إيلي رئيس الجالية اليهودية في الإمارات يوم الجمعة الماضي على ردود أفعال غاضبة من الشارع الأردني.

وهاجم النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن الداعية القضاة خاصة وأن مشاركته في هذه الفعالية المستفزة داخل مسجد أبو ظبي الكبير جاءت في الوقت الذي يشهد فيه المسجد الأقصى اقتحامات مؤلمة من قِبل قطعان المستوطنين اليهود.

واعتبر العديد من النشطاء أن تواجد الداعية القضاة في هذا الحدث "إساءة" لوالده الشيخ نوح القضاة الذي يُعد من أبرز علماء أهل السنة والجماعة في الأردن، وذكروا بأنه كان ليمنعه من الإقدام على الخطوة لو كان على قيد الحياة.

بيان محمد نوح القضاة 

ودفع الهجوم الحاد على الداعية محمد نوح القضاة إلى إصدار بيان رسمي استفتحه بالآية 68 من سورة آل عمران والتي جاء فيها ﴿إِنَّ أَوۡلَى ٱلنَّاسِ بِإِبۡرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا ٱلنَّبِيُّ وَٱلَّذِينَ آمنوا وَٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ﴾ في إشارة منه إلى أن أتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم "أولى" و"أحق" بالانتساب إلى النبي إبراهيم من أهل الكتاب لأن المؤمنين طلبوا الحق وآمنوا به، أما أهل الكتاب فقد باعوا دينهم بدنياهم.

وجاء في بيان القضاة: "في الوقت الذي ينظر فيه العالم العربي والإسلامي بفخر واعتزاز إلى قيادتنا الهاشمية ودورها في الحفاظ على حق الأمة في مقدساتها. وفي الوقت الذي ينظر فيه العالم إلى شجاعة المرابطين في المسجد الأقصى في تثبيت هذا الحق وصد محاولات الاعتداء عليه، وفي الوقت الذي يتطلع فيه العالم بإعجاب وتقدير إلى دور دولة الإمارات العربية المتحدة في مد جسور التعاون وإشاعة ثقافة التسامح بما يعود بالنفع على الناس جميعًا، في هذا الوقت .. يخرج علينا من يُزايد ويُزيّف الحقائق ويُفسّر الأحداث وفق سوء نواياه وضآلة فكره الذي لا يستند إلى معرفة شرعية ولا حكمة دنيوية".

وتابع: "ولذا أقول بكل وضوح لقد حضرت «يوم زايد للعمل الإنساني» الذي أقيم في مسجد الشيخ زايد يرحمه الله في أبو ظبي قبل أكثر من شهرين، وهو ليس سرًا يُخشى أن يذاع بل كان في مسجدٍ جامع ٍوعلى مرأى ومسمع من العالم، وتحدث به مجموعة من علماء الشرع الشريف كما تحدث به مجموعة من رجال الدين من غير المسلمين على اختلاف طوائفهم حول التسامح والتعايش وحقوق الإنسان ونصرة المظلوم وحرمة النفس البشرية وحقن الدماء وحرمة المقدسات إلى غير ذلك من المعاني السامية التي يتفق عليها أتباع الديانات جميعاً".

وأردف يقول: "ولم يكن في بيت الله ما يخالف عقائدنا أو قيمنا أو ثوابتنا أو يُفرّق صفنا أو يُسيء لا قدر الله لأهلنا المرابطين الصامدين، ومن المعيب أن يُوظّف بعض صغار النفوس هذه الصورة للطعن او اللمز أو تحريف الحقائق بأكاذيب وأوهام لا وجود لها إلا في أحلامهم الضئيلة ونفوسهم العاجزة، ولذا فإني أحتسب ما لاكته ألسنة البعض عند الله عز وجل القائل( ستكتب شهادتهم ويسألون) ولا أقول لهم إلا حسبي الله ونعم الوكيل".

حملة لمقاطعة الشيخ محمد نوح القضاة

أصدرت حركة "الأردن تقاطع" بيانًا أدانت فيه مشاركة النائب والوزير الأسبق محمد نوح القضاة في "خطبة" ألقاها إيلي عبادي رئيس الجالية اليهودية في الإمارات في فعالية يوم زايد للعمل الإنساني والتي ألقاها ضمن صلاة الجمعة داخل مسجد أبو ظبي الكبير.

وجاء في بيان الحركة: "إننا نعلن عن رفضنا لهذه المشاركة التي تعتبر تواطؤ مباشر مع الاحتلال ومشاركة بالتطبيع الذي يعفي إسرائيل من جرائمها واحتلالها غير المشروع والمتواصل. وتأتي هذه المشاركة المتواطئة من قبل النائب والوزير الأسبق مع الاحتلال وأطماعه وأهدافه في المنطقة على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وتضر بمصالح الأردن الوطنية وإرادة الشعب الأردني في مناهضة التطبيع. إن مثل هذه الممارسات التي تتصاعد منها روائح الفساد والتبعيّة بالعمل مع الصهاينة هي من أوصلتنا إلى توقيع اتفاقيات ذل وصهينة الأردن وإهدار كرامة مواطنيه، وتأتي هذه المشاركة كخدمة مباشرة في المشروع الإحلالي غير الشرعي لفلسطين وتساهم في التشويش على صوت الحقيقة وقضايا الحق والحرية والحقوق الفلسطينية".

وتابع البيان: "لذا علينا مسؤولية وطنية بالتصدي لمثل هذه المشاركات والأفعال التطبيعية المذلة، وهذه مسؤولية مستمدة من صمود شعوبنا العربية ضد الاستعمار والإجرام الصهيوني. ونستمد الأمل من التأييد العارم للقضية ونسعى بمثابرة لتحويل الغضب العربي ضدّ الجرائم التي تقترف بحق شعبنا إلى فعل مقاوم وحملات استراتيجية تسهم في تحقيق الحرية والعدالة للشعب الفلسطيني".

وأضاف: "والتصدّي للتطبيع ضمن حملات المقاطعة أردنيا وعربياً ضد إسرائيل تعتبر اليوم حمايةً لحاضر ومستقبل شعوبنا العربية كافة، ومواجهة ضد الاستعمار الصهيوني الذي يهدد حاضر ومستقبل شعوبنا. عاش الشعب الأردني عصي على التطبيع ومشاريع التسوية".