شهدت العاصمة العراقية بغداد وعشرات المدن والقرى مظاهرات حاشدة لا تختلف عن سابقاتها كثيرًا طالب فيها الشعب العراقي الحصول على أبسط حقوقه، غير أن الفارق أنها ووجهت بالقوة من قبل القوات الأمنية في اللحظة الأولى لانطلاقها في ساحة التحرير وسط بغداد، مما تسبب في مقتل أربعة متظاهرين يوم الثلاثاء.
وبالرغم من محاولة القوات الامنية منع وسائل الإعلام في أغلب ساحات التظاهر من تغطية الاحتجاجات والنقل المباشر لسلوكيات قوات مكافحة الشغب في التعامل مع المحتجين، إلا أن عدسات الهواتف النقالة، بجودتها المتواضعة تكفلت بتوفير التوثيق الصوري الكافي لكل ما يجرى على الساحة العراقية.
وتداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي الآلاف من المقاطع المصوّرة للمتظاهرين العُزل أمام خراطيم المياه والغازات المسيلة للدموع التي استخدمتها قوات الأمن العراقية لمواجهة التظاهرات، وكانت هناك مشاهد أخذت أهتمامًا كبيرًا من قبل النشطاء.
ومن بين هذه المشاهد، مقطع فيديو انتشر لسيدة عراقية بكماء اعتادت بيع المناديل الورقية في ساحة التحرير، لكنها تظهر في مقطع الفيديو توزع هذه المناديل بحُرقة وبالمجان على المتظاهرين الذين تعرضوا للغاز المسيل للدموع.
وظهرت السيدة بثياب متواضعة وهي تحمل أكياس المناديل الورقية، وتتجول بين المتظاهرين الذين كانوا ينفذون عمليات كر وفر مع قوات الشغب.
وفي نهاية مقطع الفيديو، تهرع بائعة المناديل إلى سيارة إسعاف لتقديم المساعدة بعد وصول سيارة إسعاف تقل متظاهرين أصيبوا للتو بنيران وغازات القوات الأمنية، فيما تواصل السيدة مهمتها غير آبهة بالمصوّر الذي يحاول ملاحقة تحركاتها السريعة لمساعدة المتظاهرين.
لمزيد من اختيار المحرر:
