"الأردن يتحدث": فيلم وثائقي يثير الجدل حول التحرش الجنسي في الأردن

تاريخ النشر: 20 أكتوبر 2019 - 06:38 GMT
الأردن يتحدث
الأردن يتحدث

عندما نشرت فتاة تدعى "راما حمد" فيلمها الوثائقي الذي يحمل عنوان "الأردن يتحدث -  Jordan Speaks Up" على موقع "يوتيوب" يوم الجمعة الماضي، لم تكن لديها أي فكرة عن رد الفعل الذي ستواجهه.

وقالت راما، طالبة بالمدرسة الثانوية في عمان وعمرها 17 عامًا، لصحيفة "ذا ناشيونال" الصادرة في الامارات العربية المتحدة باللغة الإنجليزية: "لقد كان سماع كل هذه القصص أمرًا مؤثرًا جدًا"، مضيفة: "كنت أعلم أنه سيصدم الكثيرين بسبب المحرمات المحيطة بموضوع التحرش الجنسي في المجتمع الأردني، لكنني لم أكن أعرف أنه سيحدث كل هذه الضجّة".

وبحسب الفيلم الوثائقي الذي تبلغ مدته 20 دقيقة، قرأ مجموعة من طلاب المدارس الثانوية قصصًا مقدمة بشكل مجهول عن تجارب نساء تعرضنّ للتحرش أو الإعتداء الاجنسي عبر وسم JordanSpeaksUp#.

ورصدت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية بأن نحو 4000 تغريدة نُشرت عبر الوسم المذكور، من حسابات خاصة لشباب وفتيات، الذين وصفوا من خلالها تعرضهم للتحرش الجنسي بجميع أشكاله على أيدي أفراد من الأسرة أو سائقي سيارات الأجرة أو غيرهم.

وعبّرت إحدى الشابات عن إحباطها بعد مشاركة قصتها عن التحرش الجنسي، قائلة: "ما يجعل الوضع برمته أصعب بالنسبة لي هو أنه لا يمكنني أبدًا التحدث عن هذا الموضوع مع عائلتي لأنه سيؤدي إلى حرماني من الخروج وحدي من المنزل".

في حين قالت فاطمة المصري (26 عامًا) والتي تعيش في العاصمة عمان لصحيفة "ذا ناشيونال" أن الحملة كانت "ضرورية"، لأن الأردن مجتمع تقليدي للغاية تعتقد فيه النساء بأن المضايقة هي مسؤوليتهن، وهو ما يمنعهم من التحدث بصوت مرتفع".

وأشارت راما بأن هذا الصمت هو ما دفعها لنشر هذا الفيلم الوثائقي، "الصمت يسمح لهذا الأمر بأن يستمر، فقد أثار الحزن الموجود لدى الفتيات  غضبي ودفعني لأن أشجعهم بالبوح عما بداخلهم".

وتابعت: "لم أهاجم المتحرشين في الفيلم الوثائقي، بل منحت الضحايا شعورًا بأن صوتهم مسموع وبأنهم يمتلكون الحف في التعبير عن أنفسهنّ، ومع ذلك لم تكن جميع ردود الفعل على الفيديو إيجابية، وسرعان ما تبع ذلك رد فعل عنيف، حيث وصف الكثيرين كل من شارك بالحملة بأنهم "كذابين"، فيما قال آخرون بأن الفيديو يسعى الى "تشويه سمعة البلاد".

وقال أحد المعلقين: "هؤلاء الفتيات غبيات، وهن عاريات في الشوارع، بالطبع سيتحرش بهم الرجال؛ إذا كانت ملابسهم مناسبة، فسنوقف المضايقة".

يذكر أن "الاتصال الجنسي غير المرغوب فيه" يُجرم في الأردن بموجب المادة 305 من قانون العقوبات؛ ومع ذلك فإن المضايقات اللفظية تُعرَّف بشكل فضفاض بأنها "كلمات غير لائقة" ولا يُعاقب عليها.

فيما منح تقرير الأمم المتحدة الصادر عام 2018 قوانين مكافحة التحرش الأردني درجة منخفضة، بحيث أن "نطاق القانون غير واضح ولم تتم معالجة المضايقات عبر الإنترنت".

لمزيد من اختيار المحرر:

تحرشات جنسية بلاعبات المنتخب الأفغاني بالأردن.. والأمير علي غاضب!

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن