أهمية اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المسافرين من المخاطر الصحية المحتملة
شدَّد الدكتور رافيندر مامتاني، أستاذ الصحة العامة والعميد المشارك للصحة العالمية والعامة في كلية طب وايل كورنيل في قطر، على أهمية اتخاذ التدابير اللازمة لدرء المخاطر الصحية المحتملة الناجمة عن السفر إلى بلدان لا تملك نظاماً صحياً متقدماً ولا تطبّق معايير صحية صارمة، لا سيّما في ظل الزيادة المطردة في أعداد الذين يسافرون خارج بلدانهم للسياحة أو لغير ذلك.
وفي إطار سلسلة المحاضرات العامة "أنت والطب" التي تنظمها كلية طب وايل كورنيل في قطر، أشار الدكتور مامتاني إلى الإحصاءات العالمية التي تظهر أن ما بين 22 و 64 بالمئة من السائحين أو الزائرين ألمَّت بهم وعكة صحية بسبب زيارة دولة نامية.
وقال الدكتور مامتاني: "ثمة زيادة مطردة في أعداد من يسافرون خارج بلدانهم، وعلى سبيل المثال، شهدت الولايات المتحدة الأميركية وحدها زيادة قدرها 21 بالمئة في أعداد الأميركيين الذين سافروا خارج بلدهم خلال 15 عاماً الماضية. ولا بدّ من اتخاذ تدابير معينة لتجنّب الإصابة بأمراض مختلفة خلال عطلنا وزياراتنا خارج بلداننا".
وحدّد الدكتور مامتاني ثلاث فئات من المخاطر الصحية المحتملة التي تواجه المسافرين. أولها، تفاقم حالة مرضيَّة راهنة كاضطرابات التنفس التي قد تتفاقم عند السفر إلى بلدان أو مدن شديدة الارتفاع عن سطح البحر، وثانيها الأمراض الناجمة عن السفر جواً لبلدان بعيدة ولفترات زمنية ممتدة، مثل الخثار الوريدي العميق (DVT) أي تشكل خثرة دموية في واحد أو أكثر من الأوردة العميقة في الجسم، وثالثها الإصابة بمرض جديد.
وأضاف الدكتور مامتاني قائلاً: "ثمة تدابير أساسية وبسيطة يمكن للمسافرين والمصطافين اتباعها لحماية أنفسهم من الفئة الثالثة من المخاطر الصحية، أي الإصابة بأمراض جديدة. فالإسهال هو من أكثر الأمراض التي تصيب أولئك الذين يقصدون بلداناً فقيرة، ولتجنب الإصابة به يُنصح المسافرون بتجنب تناول المأكولات أو المشروبات في أماكن ذات معايير صحية متدنية، كما يُنصحون بشرب المياه المعقمة وتجنب شراء الأطعمة من الباعة المتجولين، مع الحرص على تناول الأطعمة المطهية بشكل كامل والمقدمة ساخنة، مع ضرورة استعمال محارم مبللة لليدين كلما دعت الحاجة".
وعلى صعيد متصل، حثّ الدكتور مامتاني من يعتزمون السفر إلى بلدان في أفريقيا أو أميركا الجنوبية أو آسيا على أخذ الحيطة من لدغات الحشرات الناقلة للأمراض، لا سّيما البعوض، داعياً إياهم إلى استشارة أطبائهم قبل سفرهم بشأن سبل الحد من المخاطر الصحية المحتملة. وفي هذا السياق، يمكن الاعتماد على أقراص الملاريا والمستحضرات الطاردة للبعوض، مع ضرورة استعمال ما يُعرف بالناموسية المحيطة بالأسرّة لطرد البعوض في البلدان التي تنتشر بها تلك الحشرة.
كما أشار الدكتور مامتاني إلى ضرورة التخطيط مسبقاً لرحلة آمنة وخالية من المخاطر الصحية، مثل أخذ اللقاحات المناسبة مثل لقاحات التهاب الكبد الوبائي أ والتهاب الكبد الوبائي ب والملاريا والحمى الصفراء، مؤكداً على أهمية توافر تأمين صحي مناسب واصطحاب قائمة بأسماء الأطباء المؤهلين في البلدان أو المدن التي نعتزم السفر إليها.
كما نصح المحاضر المسافرين بأخذ عدد من العقاقير الدوائية الأساسية مثل مضادات الهيستامين، ومنها أيضاً المضادات الحيوية ومضادات الاحتقان ولصقات الجروح والرضوض ومستحضر الحماية من أشعة الشمس، مشدّداً على ضرورة مراجعة الأطباء دون إبطاء عند العودة إلى بلداننا في حال شعرنا بفقدان وزن غير مبرر أو إسهال أو حمّى وغيرها من أعراض الأمراض.
وتمنى الدكتور مامتاني على الذين يعتزمون السفر لمسافات بعيدة وفترات زمنية ممتدة، تناول كمية كافية من السوائل، مشيراً في هذا السياق إلى أن خطر الإصابة بالخثار الوريدي العميق (DVT) يزداد ثلاث مرات عندما يتجاوز زمن الرحلة الجوية ست ساعات، ناصحاً المسافرين في مثل هذه الحالة بالحركة الخفيفة لمدة خمس دقائق على الأقل، مع ضرورة استخدام الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالخثار الوريدي العميق لما يعرف بالجوارب الضاغطة.
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.