ويش يؤكد أهمية دور الحكومات في زيادة الاستثمار بمجالات الابتكار في الرعاية الصحية لإنقاذ الأرواح وتطوير الاقتصاد

يجب استمرار ضخ الاستثمارات في مجال الرعاية الصحية، وخصوصًا تلك التي حفزتها جائحة كوڤيد-19. في الغالب، تكون المنظمات الخاصة، وليست الحكومات، هي مَن تتقدم في الاستثمارات لإيجاد الحلول المبتكرة. على هذا الأمر أن يتغيّر، وعلى الحكومات أن تكون صاحبة الحصّة الأكبر في هذا الميدان". كانت هذه كلمات سلطانة أفضل، الرئيس التنفيذي لمؤتمر القمة العالمية للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، مبادرة الصحة العالمية التابعة لمؤسسة قطر.
تحدثت السيدة أفضل في منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي 2021 لهذا العام، وأكّدت على أن "الاستثمار المناسب في الوقت المناسب يمكن أن ينقذ ملايين الأرواح وأن يساعد الاقتصادات على الازدهار أيضًا".
وحضر فريق مؤتمر القمة العالمية للابتكار في الرعاية الصحية (ويش) منتدى سان بطرسبورغ كجزء من مُشاركة دولة قطر، والتي كانت "ضيف الشرف" لهذا العام. استضافت ويش جلسة نقاشية عن الابتكار في مجال الرعاية الصحية ضمّت ممثلين عن مؤسسة سكولكوفو، مركز الابتكار الرئيسي في روسيا، ومن سپيربنك ، أكبر بنك في روسيا. كما سلطت الجلسة الضوءَ على شركة سينسور تيك (روبين)، وهي شركة ناشئة تعمل على الابتكار من أجل المكفوفين، والتي حصلت على جائزة تسريع الابتكارات في مسابقة جائزة الابتكار من ويش في قمة ويش الافتراضية 2020.
وتحدثت السيدة أفضل في جلسات ومجموعات أخرى ناقشت قضايا متنوعة مثل استراتيجيات تعزيز الابتكار في الأدوية ودور المرأة في المُجتمع الصحي وكيفية تعزيز العلوم والأبحاث بوصفها خيارات مَهنية للطلاب ابتداءً مرحلة المَدرسة، وركّزت على الحاجة الماسّة إلى إشراك الطفل في عملية صنع القرار، مستعينة بتقرير بحثي نشرته ويش تحت عنوان "الاستثمار في الصحة: الجدوى الاقتصادية"، قالت إن :"الناتج المحلي الإجمالي يفشل في تحقيق القيمة الاقتصادية الكاملة لتحسين الصحة، وعند سُؤالهم، يضع الأفراد قيمة ماليّة عالية مقابلًا لسنوات الحياة الإضافية التي يمكن أن تحققها الاستثمارات في الصحة. هذه القيمة لا علاقة لها بمستوى الإنتاجية، وعليهِ، لا يتم احتسابها في مقاييس الناتج المحلي الإجمالي، بل ونادرًا ما يتم النظر إليها، ولكنها حجة قوية ومدعاة للاستثمار في مجال الرعاية الصحية".
وفي أثناء حديثها وتعزيزها لضرورة زيادة الحكومات للدعم المالي في مجال الابتكار في الرعاية الصّحية، أكدت السيدة أفضل على أهمية برامج محو الأمية الصحّية العامة، والتي يمكن أن تؤدي إلى خلق حلولٍ غير مكلفة ومحلية ومبنية على أساس الحاجة. يتطلب تحقيق ذلك إجراءات أكثر من مُجرد ضخ الأموال في الرعاية الصحية، إذ أنها تتطلب وبشكل متزايد، حلولًا قائمة بذاتها لتقليل الموارد المالية اللازمة للوصول إليها. إن العمل على ذلك سيعمل في النهاية على زيادة إمكانية وصول كافة المُجتمعات للرعاية الصحية في جميع أنحاء العالم.
في هذا السياق، يُرحب أصحاب الخبرة والممارسين بكل الطرق التي لا تعتمد على حلول مُعقدة وعالية التقنية، ولكنها في الوقت نفسه، تقدم دَفعة عالية للإنتاجي، مثال الاختراعات والابتكارات البسيطة مثل المرشحات المنزلية للمياه، يمكن أن تساعد في تقديم الرعاية لمن هم في أمسّ الحاجة إليها، وتعمل أيضًا على خفض التكاليف، وتوفير مساحات وأسّرة في المستشفيات للمرضى الآخرين.
أضافت السيدة أفضل: "أنا من أشد المؤيدين لبرامج محو الأمية الصحية، بما يسمح بتزويد المواطنين بأحدث الحلول والمعرفة اللازمة لإدارة صحتهم والذي يُعدّ أمرًا أساسيًا لتحقيق هدف التنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDG) لتحقيق وصول الرعاية الصحية الشاملة للجميع".
يُعدّ ضمان الحياة الصحية وتعزيز الرفاهية من أهم المجالات الرئيسية لخطة التنمية المُستدامة للأمم المتحدة لعام 2030، وعليهِ، فإن محو الأمية الصحية، يعتبر دافعًا ومحركًا رئيسًا لتحقيق هذه الخطّة. وكجزء من الجهود المبذولة لدعم تحقيق هذا الهدف، نفذت ويش في قطر العديد من البرامج المجتمعية لزيادة الوعي حول قضايا الصحة العامة مثل الصحة النفسية واضطرابات طيف التوحد، على مدى السنوات القليلة الماضية.
وإلى جانب المبادرات المجتمعية، تُولي ويش أولوية عالية لدعم الابتكار في مجال الرعاية الصحية، ليس فقط من خلال تزويد رواد الأعمال العالميين بمنصة لعرض ابتكاراتهم في مؤتمراتها التي تعقد كل سنتين، ولكن أيضًا من خلال برنامج الابتكار الخاص بها، والذي يقدم الدعم لهم، وذلك بتسهيل وصولهم إلى صانعي السياسات والمستثمرين المحتملين والمتخصصين في الرعاية الصحية.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.