وايل كورنيل للطب - قطر تناقش التحديات الصحية الناجمة عن تغيّر المناخ وتدهور البيئة
اجتمع في الدوحة جمع من المتخصصين والباحثين وواضعي السياسات والخبراء في مجال الرعاية الصحية من أنحاء العالم لمناقشة الإستراتيجيات القائمة على الأدلة الكفيلة بتخفيف آثار التحديات المناخية على الصحة العامة. وتولى مهام التنسيق للمؤتمر قسم التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب - قطر.
وانعقد المؤتمر بعنوان "استكشاف الروابط المشتركة بين المناخ والصحة والبيئة" على مدار يومين وتناول العوامل المتداخلة بين تغيّر المناخ وتلوث البيئة وصحة الإنسان، مع التركيز بصفة خاصة على التحديات الفريدة الماثلة أمام منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كذلك، شملت محاور المؤتمر التخطيط المستدام للمناطق الحضرية وتوفير الرعاية الصحية، والعلاقة بين الغذاء والطاقة والماء والصحة، وإستراتيجيات تحقيق انبعاثات صفرية صافية في نُظم الرعاية الصحية.
وشمل المؤتمر جلسات عامة وجلسات نقاشية على مستوى الخبراء وحلقات عمل تفاعلية، وقدّم للمشاركين رؤى متعمقة يمكن الانطلاق منها لاتخاذ تدابير عملية تعزّز القدرة على الصمود وترسّخ التكامل بين المناخ والصحة في البحوث والسياسات والممارسات.
وتحدّث الدكتور جاويد شيخ، عميد وايل كورنيل للطب - قطر، عن أهمية المؤتمر قائلاً: "نحن في وايل كورنيل للطب - قطر ندرك الصلة الوثيقة بين صحة مجتمعاتنا وصحة كوكبنا. ويؤكد هذا المؤتمر التزامنا كمؤسسة أكاديمية بجمع الخبراء الإقليميين والدوليين لمناقشة ومعالجة التحديات الصحية الملحّة التي يفرضها تغيّر المناخ، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا".
أدار أعمال المؤتمر الدكتور سدير الكندي، خرّيج وايل كورنيل للطب - قطر الذي يشغل حالياً منصب أستاذ مشارك في هيوستن ميثوديست ووايل كورنيل للطب، والمدير الطبي في مركز الصحة والتغذية في هيوستن بولاية تكساس، والدكتورة نسرين مسائلي الأستاذ المشارك للكيمياء الحيوية في وايل كورنيل للطب - قطر، وهما من المتحدثين أيضاً في المؤتمر.
ومن المتحدثين البارزين في المؤتمر الدكتور سانجاي راجاغوبالان، رئيس قسم طب القلب والأوعية الدموية وكبير المسؤولين الأكاديميين والعلميين في معهد هارينغتون للقلب والأوعية الدموية بولاية أوهايو، ويشغل أيضاً منصب أستاذ هيرمان ك. هيلرستين لطب القلب والأوعية الدموية ومدير معهد كيس لبحوث القلب والأوعية الدموية في جامعة كيس ويسترن ريزيرف.
وقد ألقى الدكتور راجاغوبالان كلمة رئيسة تناول فيها الآثار الصحية المترتبة على تغيّر المناخ والتلوث في العالم وكيفية مساهمة أنواع الإجهاد البيئية في أنماط الأمراض. كما استعرض في كلمته إستراتيجيات معالجة التحديات البيئية في الرعاية الإكلينيكية.
وفي حلقة نقاشية عن الأولويات البحثية الإقليمية في مجال المناخ والبيئة والصحة، حدّد كل من الدكتور الكندي والدكتور راجاغوبالان والدكتورة هنادي آل ثاني، مديرة مبادرات الاستدامة في مؤسسة قطر، التحديات الرئيسة المتعلقة بالمناخ والصحة في المنطقة، مع تحديد أولويات البحوث الإقليمية وفرص التعاون وبناء القدرات.
وقال الدكتور الكندي: "يسهم تغيّر المناخ وتدهور البيئة في تفاقم أعباء الأمراض، مما يفاقم الأعباء على النظم الصحية ويؤثر بشكل غير متناسب في الفئات السكانية الضعيفة، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وعلى عكس مناطق العالم الأخرى، تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فجوة كبيرة في بحوث المناخ والصحة، وتكامل السياسات، وتأهب الرعاية الصحية، مما يجعل العمل والاستثمار الموجّهين مسألة في غاية الأهمية".
وقالت الدكتور مسائلي: "هدف المؤتمر هو تعزيز نشر التوعية بالعلاقة بين البيئة وصحة الإنسان، مع تشجيع التعاون في ما بين بلدان المنطقة وبناء القدرات فيها بما يكفل إعداد إستراتيجيات فعّالة توفر رعاية صحية عالية الجودة للمرضى بأقلّ تأثير ممكن على البيئة".
وقالت الدكتورة ثريا عريسي، نائب العميد للشؤون الأكاديمية وشؤون المناهج في وايل كورنيل للطب - قطر: "للمناقشات المتمحورة حول تغيّر المناخ أهمية بالغة. ومن خلال هذا المؤتمر، نسعى إلى توطيد التعاون وتبادل المعارف والحلول العملية لدفع عجلة الرعاية الصحية وبناء مجتمعات قادرة على التكيّف مع تغيّر المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ونحن سعداء للغاية بما رأيناه من اهتمام كبير من المشاركين كافة بمعالجة هذا التحدي الصحي العالمي".
ومثّل المتحدثون خلال أعمال المؤتمر مؤسسات قطرية وإقليمية ودولية من أبرزها مستشفى هيوستن ميثوديست في تكساس، وايل كورنيل للطب في نيويورك، جامعة كيس ويسترن ريزيرف، كلية طب جامعة هارفرد، مستشفى ماساتشوستس العام، جامعة تكساس أيه أند إم، كلية تي إتش تشان للصحة العامة بجامعة هارفرد، المركز الطبي الجامعي في جامعة يوهانس غوتنبرغ ماينز بألمانيا، جامعة كاليفورنيا سان دييغو، كلية غروسمان للطب بجامعة نيويورك، جامعة كولورادو، مؤسسة قطر، مجلس قطر للبحوث والتطوير والابتكار، معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة بجامعة حمد بن خليفة، ووايل كورنيل للطب – قطر.
حصل المؤتمر على اعتماد من قسم الاعتماد بإدارة التخصصات الصحية التابعة لوزارة الصحة العامة القطرية، ومن مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر في الولايات المتحدة الأميركية.
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.