وايل كورنيل للطب - قطر تعزز القدرات المحلية في مجال التعلُّم القائم على المحاكاة

استضافت وايل كورنيل للطب - قطر خبيرَين عالميين لتقديم دورة تدريبية في مجال التعلّم القائم على المحاكاة وأحدث المنهجيات المتبعة والتقنيات المستخدمة في هذا المجال EuSim. 

عقدت الدورة على مدى ثلاثة أيام في مختبر المهارات الإكلينيكية والمحاكاة في وايل كورنيل للطب – قطر، وقدّمها كل من الدكتور ستيفان غيسن مدير المحاكاة في مستشفى بازل الجامعي في سويسرا والدكتور رالف كريج مدير مركز أمستردام للمحاكاة بالمركز الطبي في جامعة فيرجي أمستردام. وقد اكتسب المشاركون معرفة علمية ثرية والكثير من المهارات والقدرات ذات الصلة، من بينها على سبيل المثال لا الحصر كيفية إعداد بيئات تعلُّم آمنة، وكيفية إعطاء تعقيبات يُستفاد منها ويُسترشد بها بعد تمارين التعلُّم بالمحاكاة، والاستعانة بالتقنية المرئية لإفادة الجلسات المنعقدة لتلك الغاية، وكيفية توجيه جلسات المحاكاة بما يحقّق أفضل محصّلة تعليمية.

وتستعين كليات الطب حول العالم بالتعلُّم القائم على المحاكاة أكثر فأكثر لتمكين طلابها من اكتساب مختلف المهارات الأساسية من خلال ممارستها في إطار سيناريوهات واقعية مستحدثة لتلك الغاية. ويستخدم المدرّبون عدداً من التقنيات والأدوات لاستحداث تلك السيناريوهات، ابتداءً من الأساليب متدنية التقنية مثل تقمّص الأدوار مع مرضى معياريين (وهم ممثلون مدرَّبون على تقمص أدوار المرضى) ووصولاً إلى الدمى الطبية المزودة بتقنية فائقة والقابلة للبرمجة لإظهار نطاق عريض من أعراض الأمراض المختلفة.

وتحدّث الدكتور غيسن عن أهم ما يتميز به التعلُّم القائم على المحاكاة قائلاً: "أحد أبرز مزايا التعلُّم القائم على المحاكاة أنه يتيح لنا استنساخ فرص تعلُّم لا تحدث مراراً في أعمالنا ومهامنا الإكلينيكية اليومية، ومن أمثلتها الأمراض النادرة أو المواقف الصعبة أو العصيبة التي تتسم بطبيعة ملحّة وضيق الوقت. وبالمثل، يتيح لنا التعلُّم القائم على المحاكاة أن نتدرب ضمن مجموعة موسّعة ومتعددة التخصصات".

وشرحت الدورة التدريبية أيضاً أصول كتابة النصوص والتقيّد بها لأغراض سيناريوهات المحاكاة، وكيفية إعداد دورة تدريبية قائمة على المحاكاة، وكيفية القيام بدور متقن عند المشاركة في جلسة تقمّص أدوار. وأتمّ الدورة التدريبية 16 مشاركاً من بينهم محاضرون أطباء، ومحاضرون في التمريض، ومختصون في التعلُّم القائم على المحاكاة، إلى جانب أحد المختصين في علم الاجتماع الطبي.

وفي هذا السياق، قال الدكتور كريج: "الأمر الأهم هنا أن نحدّد بشكل دقيق أهداف التعلُّم التي يريد المحاضر تدريسها، مثلما يتعيّن عليه أن يفهم المجموعة المستهدَفة وأن يستحدث سيناريوهات إكلينيكية وثيقة الصلة بأفراد تلك المجموعة. وبينما يجب أن تكون أهداف التعلُّم واضحة، يتعيّن على المحاضر ألا يخبر المتعلّمين بما يجب وبما لا يجب عليهم فعله، بل عليه أن يراقبهم قبل أن يستهلّ معهم نقاشاً عن المعرفة المكتسبة، وعن رأيهم في التجربة وسُبل تحسينها".

وقال جوشوا فوغنسن، أخصائي التعليم القائم على المحاكاة في وايل كورنيل للطب - قطر: "شهد التعليم القائم على المحاكاة توسعاً كبيراً خلال العشرين عاماً أو أكثر الماضية، ليجد المحاضرون والمعلّمون أنفسهم أمام تحدّ يتمثّل في تمكنهم من الاستعانة بهذه الطريقة الحديثة نسبياً في التدريس دون عناء. وأتاحت هذه الدورة التدريبية للمحاضرين فرصة رائعة لخوض تجربة المحاكاة من منظورين مختلفين، منظور المتعلّم ومنظور المعلّم في الوقت نفسه".

وقالت الدكتورة ستيلا ميجور، الأستاذ المشارك في طب الأسرة في الطب الإكلينيكي ومديرة مختبر المهارات الإكلينيكية والمحاكاة في وايل كورنيل للطب - قطر: "هذه الدورة التدريبية ما هي إلا امتداد لجهد متواصل الغاية منه توفير التدريب اللازم للمختصين في التعليم القائم على المحاكاة في قطر. وجاء إطلاق الندوة السنوية "تحقيق المستوى الأمثل من تعليم المهن الصحية من خلال التعلُّم القائم على المحاكاة" في سبتمبر 2017 ليؤكد الأهمية التي يوليها مختبر المهارات الإكلينيكية والمحاكاة في وايل كورنيل للطب - قطر للاستثمار في إثراء مهارات المحاضرين من خلال الطرق التدريسية التجريبية المتاحة في إطار التعلُّم القائم على المحاكاة".

نالت المحاضرة الاعتمادين اللازمين من إدارة الاعتماد في المجلس القطري للتخصصات الصحية في قطر ومجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر في الولايات المتحدة.