مناظرات الدوحة من مؤسسة قطر تناقش دور الفنانين في الكفاح العالمي من أجل المساواة العرقية

فيما يستخدم الفنانون حول العالم مواهبهم لدعم الدعوة العالمية للمساواة العرقية، بحثت الحلقة الثالثة من  سلسلة برنامج #DearWorldLive التابع لمناظرات الدوحة من إنتاج مؤسسة قطر،  والتي عُقدت افتراضيًا عبر الإنترنت في دور الإبداع والتعبير الفني في تشكيل أدوات قوية للتغيير.

وقد شهدت الحلقة حوارًا بين المخرج والرسام البرازيلي لياندرو أسيس؛ وإيناس ساتير، الفنانة السودانية المقيمة في تورنتو، والتي يتمحور فنها حول قضايا العرق والهوية الإفريقية؛ وآية عادل الباز، كاتبة سودانية وطالبة في جامعة حمد بن خليفة، حيث تتابع درجة الماجستير في التمويل الإسلامي.

بدأت مضيفة البرنامج نيلوفار هدايات الحوار  بتوجيه اسئلة إلى لياندرو أسيس الذي ابتكر هذا العام سلسلة هزلية جديدة شهيرة تنتقد الخسائر في الأرواح التي طالت البرازيليين الفقراء من أصحاب البشرة الداكنة بسبب جائحة كوفيد-19.

هذه السلسلة التي أطلق عليها أسيس اسم "كونفينادا" وتعني "الحبيس"، تقدّم الحقائق المتباينة التي يواجهها المجتمع البرازيلي والتفاوت بين الأغنياء والفقراء خلال فترة الوباء.

متحدثًا من البرازيل، قال أسيس لـ #DearWorldLive :"لقد قررت إنتاج هذه السلسلة الهزلية بأسلوب نقدي يسلط الضوء على الحكومة البرازيلية والرئيس البرازيلي اليميني جايير بولسونارو، في البداية، كانت السلسلة لمجرد الكوميديا، لكن بعد ذلك أدركت أنه لا يزال هناك أمر ما ناقص."

أضاف: "أردت أن أتحدث عن الأشخاص الذين ساعدوا في انتخاب بولسونارو، وهم من أصحاب البشرة البيضاء والأثرياء من ريو دي جانيرو وساو باولو والمدن الكبرى الأخرى،  وعن الأشياء التي يفعلها أصحاب البشرة البيضاء، لكنهم لا يتحدثون عنها عادة في العلن".

وقال أسيس: "كنت أدرك الحاجة لإبراز الجانب الإنساني لأصحاب البشرة الداكنة لأن هذا ما لا يفعله العنصريون. إنهم يجردون أصحاب البشرة الداكنة من إنسانيتهم."

من جانبها، تحدثت الفنانة السودانية إيناس ساتير التي عاشت في السودان والبحرين وتتواجد حاليًا في كندا، عن موضوع مماثل في عمل كلا الفنانين: العمالة المنزلية ذات البشرة الداكنة.

وعلّقت قائلة: "قبل بضعة أشهر، شعرت أن الحوار كان مقتصرًا على العرق الأبيض والعرق الأسود فقط، دون التطرّق إلى أشكال أخرى من العنصرية."

وأوضحت الفنانة أن ذلك يشمل التمييز والتحيّز على أساس اللون،  الذي يكون فيه الأشخاص فيه ينتمون عادة إلى نفس العرق لكن يتم التعامل معهم بشكل مختلف بناءً على تدرج لون بشرتهم أو سماتها.

وقد أقرّ كل من أسيس وساتير بانتشار التمييز على أساس اللون كشكل بارز من أشكال العنصرية في مجتمعاتهما. وعلى الرغم من أنه ليس سودانيًا، إلا أن أسيس أوضح أنه "بالنظر إلى عمل إيناس، تجده جميلًا وفريدًا - ولكن عندما تنتبه ترى أنه مشابه لما أعرفه. لأن هناك شيئًا مشتركًا. لسوء الحظ، إنه التمييز العنصري".

وركز البرنامج أيضًا على ترميز الفنانين من أصحاب البشرة الداكنة، الذي وصفته ساتير بأنه "عندما يُظهر الناس دعمهم للفنان ذو البشرة الداكنة لا يكون بسبب أهمية الفنان"، ولكن لأنهم يريدون جعل الأمر يبدو وكأنهم حريصون على تمثيل هؤلاء الفنانين.

من جهتها قالت الباز أنه عندما لا تعود "حركة حياة السود مهمة" مدرجة على الأجندة العالمية فإن فن ساتير وأسيس سيبقى يمثل إسهامات حيوية وخالدة للكفاح العالمي ضد عدم المساواة العرقية، مضيفة أن "الفن في جوهره هو شكل من الاحتجاج، إنه كأن روحك تتحدث إلى العالم."

جذب البرنامج الذي بُث مباشرة الجماهير من أنحاء العالم، حيث كان معظم المشاهدين من الولايات المتحدة والبرازيل وتركيا والأرجنتين وإسبانيا. ويمكن مشاهدة هذه الحلقة وكافة مقاطع الفيديو عند الطلب عبر صفحات مناظرات الدوحة على تويتر، فيسبوك، يوتيوب، وتويتش، وعبر DohaDebates.com/DearWorldLive