ملالا يوسفزاي تناقش مستقبل تعليم الفتيات في نقاش عقدته مناظرات الدوحة التابعة لمؤسسة قطر

شكّل موضوع توفير التعليم للفتيات في البلدان التي تشهد نزاعات مستمرة مثل أفغانستان محور النقاش الذي استضافته مناظرات الدوحة التابعة لمؤسسة قطر في مكتبة قطر الوطنية، والذي شهد مشاركة الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام ملالا يوسفزاي إلى جانب مراسلة مناظرات الدوحة نيلوفر هدايات، والذي تناول النضال المستمر للفتيات في أفغانستان، وشهد الحوار مشاركة طلابية من قطر وأفغانستان.
خلال الأسبوع الماضي، توجهت آلاف الفتيات في جميع أنحاء أفغانستان إلى الفصول الدراسية، على أمل استئناف مسيرتهن التعليمية. ولكن قبل انقضاء اليوم الدراسي، وبخطوة قاسية، كان قد تم التراجع عن هذا القرار مما أدى إلى عودة الفتيات اللواتي يبلغن من العمر 11 عامًا وما فوق إلى منازلهن. وغرّدت يوسفزاي في 23 مارس تعليقًا على هذا القرار: "لم تفِ طالبان بوعودها". وأضافت: "سيستمرون في البحث عن الأعذار لمنع الفتيات من التعليم - لأنهم يخشون من دور الفتيات المتعلّمات والنساء المتمكّنات."
خلال الحوار، توجهت هدايات إلى يوسفزاي بسؤال عمّا إذا كانت ستضع في اعتبارها يومًا مواجهة من يهاجمونها، فكشفت يوسفزاي، للمرّة الأولى عن أنها قامت بذلك بالفعل خلال مكالمة فيديو قبل بضع سنوات. مشيرةً إلى أنه فيما قدّم الشابان اللذان هاجماها الاعتذار لها، "كل ما شعرت به هو الشفقة، والتعاطف".
وتابعت: "قد تتساءل ما هي الأسباب التي أدت إلى ذلك، لاسيّما وأنك تعرف أن أي كراهية تكنّها لهذا الشخص لن تكون حلاً للتحديّات التي تواجهنا، لأنّ هناك أيديولوجية، وهناك عوامل من شأنها أن تخلق المزيد من العنف. من جانبي، قلت،’أنا أسامحك‘، إذ إنني أشعر أن هذه هي أفضل طريقة يمكنني المقاومة بها ومواصلة والنضال من أجل تعليم الفتيات".
طرح أحد المشاركين تساؤلاً عن الدور الذي يمكن أن يلعبه الآباء وأولياء الأمور. هنا، قدّمت هدايات الناشط ضياء الدين يوسفزاي، والد ملالا، الذي أكّد الدور الفاعل الذي يلعبه الرجل، وقال: "إذا وقف الأب إلى جانب ابنته، فلن تستطيع أي قوة على الأرض أن تمنعها من تحقيق أهدافها. أناشد جميع الآباء داخل أفغانستان، لمساندة بناتهنّ من أجل الأجيال القادمة. ارفعوا أصواتكم ولا تقفوا في وجه طموحاتهنّ، وأطلقوا العنان لهنّ."
من جانبه، خاطب سفير مناظرات الدوحة محمد واساي مير ملالا، مشيرًا إلى التأثير الإقليمي المحتمل لطالبان. وقال "أشعر أن وضع المرأة في أفغانستان سيكون له تأثير مباشراً على مستقبل المرأة في كشمير".
وأضاف: "بصفتك باكستانية، هل تعتقدين بأن بلدنا له دور في الحد من حق الفتيات الأفغانيات في التعليم من خلال الاعتراف بشرعية حكومة طالبان؟" فردّت يوسفزاي قائلة: "يجب ألا يكون هناك أي تنازلات بشأن حقوق الإنسان وحقوق المرأة في أفغانستان". مضيفةً: "نحن نعلم أن القبول بطالبان قد تكون لها تداعيات تؤثر على المنطقة، فهذه الأيديولوجيات تنتشر بسهولة بالغة".
كما شدّدت يوسفزاي على مسؤولية الدول الأخرى، قائلة: "عندما تم تعليق الدراسة للفتيات في 23 مارس، أصدر عدد قليل من الدول مثل إندونيسيا وقطر بيانًا دانت فيه بوضوح عدول طالبان عن قرارها فتح المدارس أمام الفتيات. وشددت حكومات هذه الدول وبعض الدول الغربية الأخرى على ضرورة التحاق الفتيات بالمدرسة. أعتقد أنه من المهم جدا أن تتحد الدول الإسلامية في الإفصاح عما يعنيه هذا الأمر، فالإسلام يحثّ على تعليم المرأة".
وأضافت: "إن وجودكم هنا ومساهمتكم في إيصال أصواتكم وتقديم كلّ ما بوسعكم يثبت أن هذه الأيديولوجية خاطئة، وأنه يمكن للمرأة بالتأكيد أن تكون من روّاد صناعة للتغيير، وأن يكون لها مكان في كافة المجالات. يوجد هنا في قطر نماذج نسائية رائدة في كافة المجالات ومنها السياسية، وهنّ جزء من عمليات صنع القرار ولهنّ مكان على طاولة الحوار.
يمكن مشاهدة اللقاء الذي استضافته مناظرات الدوحة التابعة لمؤسسة قطر، بالكامل عبر منصات تويتر، فيسبوك، ويوتيوب التابعة لمناظرات الدوحة.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.