معهد الدوحة الدولي للأسرة يشارك في المؤتمر الدولي حول التماسك الأسري والوباء

طرحت جائحة كوفيد-19 تحدياتٍ استثنائية أمام الأسر في جميع أنحاء العالم. ففي حين أن العوامل المؤثرة في قدرة الأسرة على التكيف مع ظروف الجائحة تختلف من سياق إلى آخر، إلا أنه ثبتت ضرورة توفر بعض السمات المشتركة لتمكين الأسرة من اجتياز التكاتف أثناء الأزمات.
وقد اجتمع باحثون من أفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية والشمالية وأوقيانوسيا والشرق الأوسط في المؤتمر الدولي الذي عقد مؤخرًا بعنوان "كيف تصمد الأسر القوية حول العالم أمام الوباء العالمي"، وذلك لمناقشة جائحة كوفيد-19، وتأثيرها على الأسر في بلدانهم. وناقش المؤتمر كيفية استخدام الأسر لقوتها الكامنة لتحمل الآثار الكارثية للوباء، والطرق الكفيلة بتقديم الدعم للأسر خلال الجائحة العالمية.
وكان معهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر، متواجد في الحلقة النقاشية من خلال مشاركة مسؤولة السياسات الأسرية هبة الفرا والباحثة عائشة سلطان.
وقالت الدكتورة شريفة العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة: "تواجه الأسرة تحديات مختلفة باستمرار. يمكن أن تكون بعض هذه التحديات عسيرة، مثل تلك التي فرضتها جائحة كوفيد-19. ولكن في ذات الوقت، يمكن أيضاً للتحدي أن يتحول إلى فرصة. قدّمنا في هذا المؤتمر نتائج وأدلة كان يعكف عليها المعهد حول رفاه اليافعين في قطر ومقومات تماسك الأسر إبان الجائحة، والتي تصب في مجملها نحو جهود تعزيز صياغة السياسات وتطوير البرامج المستندة على أدلة علمية".
شهد الحدث، الذي استمر على مدار ثلاثة أيام، عروضًا تقديمية لـ12 مجموعة من المتحدثين، تلتها جلسات أسئلة وأجوبة مع حوالي ألفي مشارك من جميع أنحاء العالم. وقدمت كلا من الفرا والسلطان من معهد الدوحة الدولي للأسرة نتائج دراستين أعدّهما المعهد حول الأسرة خلال الجائحة.
ركز العرض التقديمي الذي قدمته عائشة سلطان خلال المؤتمر بعنوان "نقاط القوة والتحديات التي واجهتها الأسر خلال جائحة كوفيد-19 في قطر"، على تأثير جائحة كوفيد-19 على التماسك الأسري في قطر لتحديد تأثير التحديات المرتبطة بالجائحة على الأسر، واكتساب فهم أفضل لمواقف أفراد الأسرة، واستراتيجيات المواجهة والموارد التي يستخدمونها، والتوصية بسياسات التدخل المناسبة، وببرامج وخدمات لمساعدة الأسر في مثل هذه الظروف.
وكشفت الدراسة أن أكثر من 60% من المشاركين يشعرون أن الوباء أثر بشكل إيجابي على تماسك أسرهم، وعزز الروابط الأسرية، وجعلهم أقرب إلى أفراد أسرهم. وقد توصلت الدراسة أيضًا إلى ظهور مزيدٍ من الحب، والدعم، والتواصل، والاحترام بين أفراد الأسرة خلال الجائحة، وأنه من خلال المناقشات والمشاركة في حل المشكلات، تحسنت مرونة أفراد الأسرة أو قدرتهم على التكيف.
ومن جانبها، قدّمت هبة الفرا عرضًا تقديميًا حول "دور الأسرة في ضمان رفاه اليافعين خلال كوفيد-19، مع التركيز على العوامل الأسرية التي تؤثر على رفاه اليافعين قبل وأثناء انتشار فيروس كوفيد-19. ويطرح المشروع فكرة أهمية الارتباط الوثيق بين الوالدين وأطفالهما في زيادة عوامل الحماية وتقليل عوامل الخطر التي تؤثر على رفاه المراهقين. وتضمنت عوامل الحماية الأولية وضع قواعد صارمة ودائمة، والمراقبة الواعية، والتواصل المفتوح والصحي، والدعم العاطفي، والسلوك النموذجي، في حين تضمنت عوامل الخطر السلوك الاجتماعي السلبي المكتسب، وأساليب التربية غير الفعالة، والمراقبة المحدودة، وكثرة المشاجرات وعدم التماسك الأسري.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.