معهد الدوحة الدولي للأسرة والوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة يستكشفان تأثير ترتيبات العمل المرنة على الأسر

فرضت عمليات الإغلاق العام بسبب جائحة كوفيد-19 على المؤسسات في جميع أنحاء العالم، ضرورة العمل عن بُعد، ما أدى إلى تغيير كبير في الطريقة التي يعمل بها نسبة كبيرة من القوى العاملة.
وقد أظهرت ديناميكية العمل الجديدة جدوى تطبيق المرونة في ترتيبات العمل، وذلك في العديد من أماكن العمل دون التخلّي عن جودة المخرجات، كما سلطت الضوء على التطبيق العملي لنموذج عمل جديد منتج وقادر في الوقت نفسه على تعزيز التوازن بشكل أفضل بين العمل والأسرة.
تماشياً مع هذا التطور، نظم معهد الدوحة الدولي للأسرة، بالتعاون مع الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، جلسة للإحاطة معنية بالتنمية المستدامة حول "العلاقات الأسرية وترتيبات العمل المرنة: الطريق إلى الأمام".
اُفتتح المنتدى بملاحظة تمهيدية لسعادة السفيرة الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، تلاها كلمة ترحيبية من الدكتورة شريفة نعمان العمادي، المدير التنفيذي لمعهد الدوحة الدولي للأسرة.
في حديثها عن مبادرات قطر لدعم الأسر قالت سعادة الشيخة علياء بنت أحمد بن سيف آل ثاني: "إن دولة قطر تدرك الدور المحوري للأسرة في التنمية الاجتماعية، وتولي اهتمامًا خاصًا لدعم هذه الوحدة الاجتماعية الأساسية وتمكينها".
وأشادت سعادتها بدور معهد الدوحة الدولي للأسرة كواحد من المؤسسات القطرية التي تدعو إلى سياسات وممارسات تعزز التوازن بين الحياة العملية والاجتماعية، مما يساهم في تحسين رفاه الصحة البدنية والنفسية لأفراد المجتمع.
وبحسب تقرير معهد الدوحة الدولي للأسرة الأخير حول تأثير كوفيد-19 على التماسك الأسري في قطر، شهد 64 % من المشاركين في الاستطلاع تحسنًا إيجابيًا في علاقاتهم مع أفراد أسرتهم.
من جانبها، قالت الدكتورة شريفة نعمان العمادي، في معرض تعليقها على نتائج الدراسة: "في بحثٍ أجراه معهد الدوحة الدولي للأسرة عام 2019، كانت إحدى التوصيات الرئيسية متعلقة باستحداث ترتيبات عمل مرنة، والتي تم تنفيذها بشكل تلقائي مع انتشار الوباء. لقد منح كوفيد-19 فرصة للأسر لإعادة تشكيل العلاقات القائمة بين أفرادها".
وشمل المنتدى أيضاً حلقة نقاشية، شارك فيها سعادة الدكتور أحمد بن محمد المريخي، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة؛ وخالد النعمه، مدير إدارة السياسات الأسرية بمعهد الدوحة الدولي للأسرة، عضو مؤسسة قطر؛ والدكتورة سارة علي عبدالله، باحث زميل في معهد قطر لبحوث الطب الحيوي، التابع لجامعة حمد بن خليفة، عضو مؤسسة قطر. أدارت الجلسة ريناتا كاكزمارسكا، مسؤول الأسرة في الأمم المتحدة، قسم الشؤون الاقتصادية والاجتماعية.
وقالت ريناتا كاكزمارسكا، حول دعم الأسرة والأبوة: "لقد وضع الوباء تحدياتٍ جديدة أمام الأسر، وسلط الضوء على دورها الذي لا يمكن الاستغناء عنه كمنتجين اقتصاديين ومقدمي خدمات الرعاية. تحتاج هذه الأدوار إلى دعم أقوى من الحكومات والقطاع الخاص".
غطت المناقشة عدة مواضيع مُستمدة من منظور الأمم المتحدة، والأكاديميين، وصانعي السياسات، والشباب وأولياء الأمور، حيث أوضحت الدكتورة سارة علي عبدالله مزايا ترتيبات العمل المرنة على التطور الشخصي وإنتاجية الأفراد، بالإضافة إلى تأثيرها الإيجابي على كل من الوالدين والأطفال، كما تحدثت عن تجربتها الشخصية، وكيف أن المناسبات الأكثر تأثيرًا في حياتها المهنية والشخصية كانت نتيجة لترتيبات العمل المرنة.
وقدّم النقاش لمحة عامة عن السياسات والإجراءات التي تمارس في جميع أنحاء العالم لتنفيذ ترتيبات العمل المرنة، وكيف تؤثر بشكل إيجابي على العلاقات، وأدوار الوالدين، والمسؤوليات، والمساواة بين الجنسين ضمن الأسرة الواحدة.
وأكد سعادة الدكتور أحمد بن محمد المريخي، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة على أن: "هناك مجموعة كبيرة من الأدلة القيمة حول فوائد ترتيبات العمل المرنة، وتقدم الأمم المتحدة مثالاً يحتذى به في توفير أقصى قدر من المرونة لموظفيها مع ضمان الاستمرار في الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وحماية حقوق الإنسان، وتقديم المساعدة الإنسانية ودعم التنمية المستدامة وحماية المناخ".
وقال خالد النعمه: "هناك العديد من السياسات التي يمكن أن تساعد على استقرار الأسر، مثل اعتماد ساعات عمل مرنة، وتوفير دور الحضانة والغرف المخصصة للأمهات لتوفير الرضاعة الطبيعية لأطفالهنّ، وتقديم عقود بدوام جزئي في أماكن العمل. نجدد دعوتنا، في معهد الدوحة الدولي للأسرة، لاعتماد سياسات صديقة للأسرة، والتي يمكن أن توفر نموذجًا أكثر قابلية للتطبيق لتحقيق الاستقرار للعائلات".
يُعدّ هذا المنتدى جزء من مبادرة إحاطة الدوحة التي أطلقها معهد الدوحة الدولي للأسرة، وتهدف إلى توفير منصة للحكومات والمجتمع المدني وكيانات الأمم المتحدة، للمشاركة في حوار لتطوير فهم أفضل للتقدم الذي أحرزته الأسر والتحديات التي تواجهها، وتبادل دروس قيمة بشأن الأدلة والابتكارات الجديدة التي تستهدف الأسر
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.