مدارس مؤسسة قطر تعزز وعي طلابها بكيفية مكافحة التنمر من خلال أنشطة تثقيفية

نظمّت مدارس مؤسسة قطر سلسلة من الأنشطة شارك فيها كل من المعلمين والطلاب، بهدف نشر الوعي حول الطرق الأكثر فعالية لمكافحة مختلف أشكال التنمر، وذلك بمناسبة الأسبوع العالمي مكافحة التنمر.
تم تصميم الأنشطة لتعزيز ثقافة الطلاب حول الطرق السليمة للتصدي لأفعال التنمر، وتسليط الضوء على الدور السلبي للمراقبة الصامتة للتنمر وكيف يمكنها أن تؤدي لتصعيد فعل المتنمر، وكذلك المساهمة في إيذاء الطرف الذي يتعرض لهذا الفعل.
يُعدّ تدريس المهارات الاجتماعية جزءًا لا يتجزأ من تجربة التعلم في أكاديمية العوسج، إحدى المدارس التابعة للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، وهي متخصصة في تلبية احتياجات الطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم.
في كلّ عام، وخلال الأسبوع العالمي لمكافحة التنمر، تنظم المدرسة أنشطة مصممة لتعليم الطلاب كيفية الاستجابة للسلوك المتنمر، وللتأكيد على أهمية التعاطف والتسامح بين الطلاب. في هذا الإطار، قالت سالي شالوحي، أخصائية اجتماعية في أكاديمية العوسج: " نحتاج إلى معالجة قضية التنمّر في المدارس ومواجهتها بشكل عام من خلال مناهج واعية وفعالة، خاصة لأنها تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للأطفال والشباب".
أردفت: "في هذا العام، قمنا بالتركيز على التنمر الإلكتروني بشكل خاص من بين أنشطتنا وذلك نظرًا للظروف الاستثنائية التي نمرّ بها جراء جائحة (كوفيد-19) بالتزامن مع التعلّم عن بُعد. وقد تضمنت تلك الأنشطة إرسال شرح تفصيلي حول تعليمات السلامة الخاصة باستخدام الإنترنت للمعلمين حتى يتسنى لهم مناقشتها مع الطلاب".
كما أظهرت مجموعة مكافحي التنمر – وهي مجموعة من الطلاب من مختلف المراحل الدراسية تم تأسيسها منذ خمس سنوات – حسّ الحماسة، من خلال تصوير مقاطع فيديو تهدف لنشر الوعي حول قضية التنمر، وكيف يمكن للطلاب الدفاع عن أنفسهم وعن الآخرين عند مواجهتهم لمثل تلك المواقف، وكذلك كيف يمكنهم محاربة السلبية، والإفصاح عن أية أفعال تنمر يشهدوها بأنفسهم وسبل السعي للحصول على المساعدة. كما خصصنا نشاطًا بالتعاون مع أولياء الأمور، لتشجيع الطلاب على تصميم زيّ يحمل شعار مناهض للتنمر وارتدائه في يوم خاص بتلك المناسبة".
كذلك يُعد تثقيف الطلاب حول قضية التنمر وحماية الذات، جزءًا من منهج التعلم الاجتماعي والعاطفي الذي يتم تدريسه لكافة المراحل منذ ثلاث سنوات على مدار العام في أكاديمية قطر –السدرة، إحدى المدارس التابعة للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، حيث يتم تخصيص كل شهر لموضوع معين. على سبيل المثال يُخصص شهر نوفمبر بالكامل لتعلم كيفية التصدي للتنمر والحماية الشخصية، بينما يتناول شهر ديسمبر كيفية إدارة المشاعر، ويركز شهر فبراير على الوعي الذهني.
قالت أريستيا مستوراكي، أخصائية اجتماعية في أكاديمية قطر – السدرة: "خلال شهر نوفمبر، تم تثقيف الطلاب من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية حول العديد من الطرق لمكافحة التنمر، مثل كيفية تحديد خصائص البيئات الآمنة وغير الآمنة، وكيفية الاستجابة للضغوط، سواء من خلال التنمر الإلكتروني أو من خلال الأقران، وكذلك كيف يمكنهم تحديد الأشخاص الذين يمكنهم اللجوء إليهم لتلقي المساعدة والدعم في تلك الظروف سواء في المنزل أو في المدرسة أو في مجتمعهم، وما هي الأسباب التي تجعلنا بحاجة إلى الوقوف ضد التنمر، بالإضافة إلى معلومات عامة حول المواطنة الرقمية وكيفية تحمل المسؤولية في الفضاء الرقمي".
أضافت: "وقد تم تناول كل تلك الموضوعات من خلال أنشطة قام بها الطلاب جنبًا إلى جنب مع معلميهم. حيث وضعوا سيناريوهات تحاكي مواقف من الحياة الواقعية واستعرضوا طرق الاستجابة والتصدي لأفعال التنمر خلال عرض مدرسي. بالإضافة إلى ذلك، قاموا بإجراء مناقشات في الفصل وصمموا ملصقات توضح الطرق الصحيحة للتعامل مع الضغوط التي يمكن أن يتعرضوا إليها جراء تلك السلوكيات. "
من جهتها، قالت ريم العالم، طالبة في الصف الثامن في أكاديمية قطر - السدرة: "ساعدتنا الأنشطة على فهم كيفية التعرف على أفعال التنمر وكيفية حماية أنفسنا. كما ساعدتنا على تحديد المخاطر المحتملة التي يمكن أن تقع في بعض المواقف غير المألوفة، وكيف علينا التصرف بحزم ضد أفعال التنمر. كما تعلّمنا أن السلامة لا تقتصر على السلامة الجسدية، بل تتضمن كذلك السلامة الاجتماعية، العاطفية، والإلكترونية والنفسية".
كما تم تشجيع الطلاب في أكاديمية قطر- الخور، وهي كذلك من بين المدارس التابعة للتعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، على كيفية التعامل مع الآخرين بتسامح ولطف، وكيف يمكنهم المساهمة بشكل إيجابي في تجربتهم التعليمية.
كما قام الطلاب بمشاركة أفكارهم حول الطرق السليمة للتفاعل مع الآخرين، بهدف المساعدة في تطوير مهاراتهم الاجتماعية والتواصلية، وتعرفوا على أهمية التحدث عند تعرضهم بشكل شخصي أو أي شخص يعرفونه للتنمر والسعي إلى طلب المساعدة. كما قام معلمو المدرسة بعرض مقاطع فيديو حول التنمر وكيفية التعامل معه أثناء الدروس.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.