مؤسسة قطر تنظم ورشات عمل لتسليط الضوء على التقاطع بين الفن والصحة والعافية

في إطار التزامها بضمان تيسير الوصول والشمول، استضافت مؤسسة قطر ورشتين فنيتين، وذلك ضمن فعاليات معرض "الفن بإدراك"، الذي يقام بالشراكة مع كوكبة من الفنانين العالميين في الدوحة، للاحتفاء بالعلاقة الوطيدة بين الفن والصحة والرفاه.
استضافت إحدى هاتين الورشتين، التي ركزت على صناعة الدمى، مشاركين من برنامج "لكل القدرات"، التابع لمؤسسة قطر، حيث استقطبت أكثر من 20 مشاركًا يتحدث معظمهم بشكل جزئي، وتتراوح أعمارهم بين سبع سنوات و29 سنة.
أوضحت أميرة العجي، رئيس قسم فنون المجتمع في مؤسسة قطر، المشرف على تنظيم ورش العمل، حرصها الخاص على تضمين المعرض ورشات عمل للأفراد من جميع القدرات. وقالت: "يوفر الفن شكلاً من أشكال التواصل غير اللفظي بالنسبة للأفراد الذين قد يجدون صعوبة في التعبير عن ذواتهم ومشاعرهم، ويمكّنهم من استكشاف قدراتهم الإبداعية بشكل مستقل، عبر اختيارهم للألوان والتقنيات والموضوعات - الأمر الذي يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين نظرتهم الذاتية وتعزيز رفاههم بشكل عام، وقدرتهم على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم".
قالت والدة إحدى الفتيات المشاركات، البالغة من العمر 13 عامًا، وتعاني من تأخر في النمو: "تهتم ابنتي بالفن في المنزل؛ بيد أن انضمامها لهذه الورشة سمح لها بالتواجد في بيئة اجتماعية مع أطفال آخرين، وأتاح لها فرصة جديدة للتغيير الإيجابي. وقامت في نهاية ورشة العمل بعرض عملها الفني بفخر أمام الجميع، وهو ما يُعد إنجازًا كبيرًا بالنظر لشخصيتها التي تتسم بالخجل الشديد. إن رؤيتي كأم لطفلتي وهي تفعل ذلك للمرة الأولى كان أمرًا مميزًا للغاية بالنسبة لي".
ركزت ورشة العمل الأخرى على فن النحت، وحضرها أعضاء مركز قطر الاجتماعي الثقافي للمكفوفين. كما انضم للورشة عشرة مشاركين من مصرف قطر المركزي، من بينهم فيصل الكوهجي، رئيس مجلس الإدارة. وقد استخدم المشاركون مواد، مثل الطين والطمي في تشكيل منحوتاتهم المختلفة والتعبير عن أفكارهم من خلالها.
وقال إكرامي أحمد فؤاد، مُعلِم ومُدقِّق برايل، بمركز النور للمكفوفين، الذي شارك بدوره في الورشة: "وُلِدتُ كفيفًا، وأبلغ من العمر 33 عامًا، لم يخطر ببالي أن الفنون البصرية قد تكون ممتعة ومتاحة للمكفوفين وضعاف البصر. فقد أثبتت هذه الورشة أنه مع القليل من التكيّف والمساعدة، يمكن جعل كل شيء متاحًا؛ والأهم من ذلك، مدى قدرة الأفراد، ممن قد لا يتم تضمينهم في الغالب للمشاركة في أعمال فنية، على الإبداع إذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار احتياجاتهم وخصوصياتهم. آمل أن أرى المزيد من ورشات العمل المماثلة، وبصورة أكثر منهجية، بحيث تُمكّن الموهوبين في الفنون من الحصول على تدريب مكثف بغية تنمية مواهبهم بشكل أكبر".
والجدير بالذكر أن معرض "الفن بإدراك" المفتوح للجمهور يقام حتى غاية 30 أكتوبر في جاليري بمبنى ملتقى (مركز طلاب المدينة التعليمية) بهدف إتاحة الفرصة لأفراد المجتمع لاستكشاف قوة الفنون الإبداعية كأداة للتعبير عن الذات والترويح عن النفس.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.