كيف يمكن للمناظرات أن تكون نافذة لعبور الثقافة
اللغة أحد أهم المفردات الثقافية التي تحدد هوية الشعوب، وهي الوسيلة الأولى للتواصل وتبادل الثقافات فيما بينها، وقد نجح مركز مناظرات قطر، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، عبر السنوات الأخيرة من عقد اتفاقات تعاون وشراكات مع أكبر الجامعات الامريكية منها جامعة شيكاغو، هارفرد، يوتا، ويسترن كنتاكي، إلينوي وغيرها من الجامعات، وذلك لتنفيذ برامج نوعية للمناظرات باللغة العربية، بهدف تعزيز انتشار اللغة العربية بأسلوب غير تقليدي.
ويسعى المركز إلى نشر اللغة العربية في الولايات المتحدة من خلال الاعتماد على المناظرات، والتي تعد من أنجح الأدوات لإطلاق القدرات اللغوية وبنائها، بالإضافة لقدرتها على فتح النوافذ بين الثقافات، والإسهام في إبراز الثقافة العربية.
وقالت الدكتورة حياة معرفي، المدير التنفيذي لمركز مناظرات قطر: "توفر أنشطة المناظرات التي يقيمها المركز في الولايات المتحدة منصة مفتوحة للنقاش وتبادل المعرفة حول القضايا العربية والعالمية، وهذا يحاكي شغف الطلبة في استكشاف المنظور العربي للقضايا العالمية، وكيفية التعبير عنها".
وأضافت: "استطاع مناظرات قطر خلال السنوات الماضية من إطلاق أول بطولة أمريكية للمناظرات باللغة العربية استضافتها جامعة هارفرد، كما ساهم المركز في اعتماد مقررات دراسية كمساقات لتعليم اللغة العربية من خلال فن المناظرات في عدد من الجامعات الأمريكية، ويتم الآن العمل على تأسيس الاتحاد الأمريكي للمناظرات باللغة العربية".
وكشفت الدكتورة حياة عن أن مناظرات قطر يتبع أسلوباً إبداعياً وتفاعلياً في تحقيق رسالته، متجاوزاً النمط المنهجي في تعليم اللغة وطرح القضايا، وقالت: "نعمل علئ تعزيز ونشر الثقافة العربية من خلال التنوع في الأنشطة، والاعتماد على إشراك الطلبة والشباب كجزء من حلقة التعلم، لتلبية رغبتهم في اكتشاف اللغة العربية وتعلمها، ونلمس نتائج هذه البرامج من خلال الإقبال المتزايد للراغبين بالالتحقاق بها، ومن خلال طلبات الشراكة والتعاون التي يتلقاها المركز باستمرار".
وفي إطار الاحتفاء بالعام الثقافي قطر – الولايات المتحدة الأمريكية ٢٠٢١، قام وفد من مركز مناظرات قطر مؤخرا بزيارة للولايات المتحدة لافتتاح مجلس مناظرات قطر في جامعة كنتاكي الغربية، كما عقد الوفد خلال هذه الزيارة النسخة الثانية من برنامج بناء القدرات في المناظرة باللغة العربية، والمنتدي الثاني لمناهج المناظرة.
وقالت الدكتورة حياة: "تأتي زيارة وفد من المركز للولايات المتحدة الأمريكية استجابة لرغبة عدد من الجامعات هناك في التعاون معنا في مجال المناظرات باللغة العربية، والاستفادة من برامجنا المتنوعة، لاسيما وأن تلك المؤسسات التعليمية لمست أثر تلك البرامج عبر مشاركات فرقها وطلبتها بشكل دوري في البطولة الدولية للمناظرات باللغة العربية، وعدد من برامج المركز التي ينظمها في الدوحة".
وتابعت: "مركز مناظرات قطر فخور بما يحققه في الولايات المتحدة الأمريكية، فرغم كبر المسؤولية والجهد المبذول في سبيل تحقيق تطلعات المؤسسات التعليمية الشريكة والأجيال الطامحة لتعلم اللغة والاحتكاك بالثقافة العربية، إلا أن كوادر المركز تعمل بجد وإيمان للاستمرار بحمل شعلة قطر لإنارة دروب المستقبل أمام أجيال توّاقة لتعلم اللغة العربية، وللتعرف على تاريخ الحضارة العربية وحاضرها".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.