كيف يحمي رجال الأعمال أنفسهم من الاختراق الرقمي أثناء السفر؟

يُعد رجال الأعمال الذين يحتفظون بأسرار الشركة أهدافًا مهمة للجهات التي تقف وراء عمليات التجسس الإلكتروني، لذلك وجب عليهم الحرص، ولا سيما عند السفر، واتخاذ تدابير وقائية ضرورية على المستويين الرقمي والمادي، مع الاهتمام بالوعي الأمني التشغيلي.

ويزداد تركيز كاسبرسكي، الشركة العالمية البارزة في مجال الأمن الإلكتروني، على تحسين الوعي بأمن تقنية المعلومات في جميع الظروف، ومنها مثلًا السفر، إذ تحرص الشركة على صقل مهارات المسافرين من رجال الأعمال وتوعيتهم من أجل تمكينهم من حماية بياناتهم والتصدّي للهجمات ذات الطبيعة المادية. وثمّة العديد من مصادر الخطر المحتملة أثناء سفرات رجال الأعمال الذين عليهم أن يكونوا على دراية بها.

وتمكنت كاسبرسكي من إجراء اختبار لمدة أسبوع على القطارات المسافرة بين المدن وجدت خلاله أن المسافرين من رجال الأعمال لا يتمتعون بالحماية الكافية للمعلومات المؤسسية التي بحوزهم أو التي يستطيعون الوصول إليها. ويمكن أن يكون اختيار مجرم إنترنت اسم أحد رجال الأعمال هو كل ما يلزمه لإنشاء عنوان بريد إلكتروني مزيف يبدو كأنه يتبع عنوان الشركة التي يعمل بها، ثم استخدامه في هجمات تصيّد.

وفي هذا السياق، قال ماركو بروس، مدير فريق البحث والتحليل العالمي لدى كاسبرسكي، إن حملة DarkHotel التي كشف عنها خبراء كاسبرسكي في كوريا الجنوبية في العام 2014 قد لفتت الانتباه إلى حقيقة أن الضيوف في بعض الفنادق الفاخرة قد جرى التجسس عليهم على مدار سنوات بمساعدة شبكات الإنترنت اللاسلكية التي تعرّضت للعبث في تلك الفنادق، وأضاف: "وفقًا لتقارير إعلامية، جرى التجسس كذلك على أكثر من 1,600 ضيف في 42 غرفة في 30 فندقًا أصغر بكوريا باستخدام كاميرات دقيقة حتى ربيع العام الجاري 2019. ولسوء الحظ، يبدو أن الاستخدام السري للكاميرات في دورات المياه النسائية، مثلًا، أصبح شائعًا في أرجاء البلاد".

ويوصي بروس باتخاذ التدابير التالية لضمان الأمن أثناء رحلات العمل:

• تقييد الاتصالات الإلكترونية بالأشياء الضرورية، مع الحرص على استخدم حلول الشبكات الافتراضية الخاصة VPN لتشفير الرسائل وتأمين البيانات السرية أثناء الاتصال بشبكات الإنترنت العامة، كتلك التي في صالات المطارات.
• استخدام وصلات SyncStop أثناء شحن الأجهزة لتجنب تحميل أية برمجيات خبيثة أثناء استخدام كبلات USB.
• اصطحاب أقلّ قدر من المعدات الإلكترونية، ومن الأفضل اصطحاب حاسوب محمول وهاتف ذكي منفصلين مخصصين للسفر يحتويان على أقل قدر ممكن من البيانات.
• عدم وضع ملصقات على الأجهزة تشير إلى مكان العمل.
• الحرص على التصرف بصورة طبيعية والتعاون قدر الإمكان عند التعامل مع أمن المطارات حتى لا تُصادر المقتنيات ولا سيما الإلكترونية.

أما بخصوص التهديدات المادية، فتوصي كاسبرسكي بشدة باتباع التالي:

• يمكن التعرف على المرآة ثنائية الاتجاه باستخدام "اختبار الإصبع"؛ فإذا تلامس الإصبع عند وضعه على المرآة مع صورته فهذا يعني أنها مرآة تجسس.
• تشغيل صنبور المياه أو أصوات "الضوضاء البيضاء" عند مستوى مرتفع من الإنترنت سوف يساعد في التشويش على محاولات التنصت.
• يمكن التقط مصابيح الأشعة تحت الحمراء من الكاميرات المصغرة المخفية، أو إشاراتها الكهرومغناطيسية، فالأولى يمكن رؤيتها عبر كاميرا الهاتف المحمول والثانية يمكن سماعها أثناء التحدث في الهاتف لأنها تداخل مع المكالمات عندما تُجري قريبًا من الكاميرا.
• تجنُّب تخزين المعدات الإلكترونية في غرف الفنادق وخزائنها، وسيكون من الأفضل منع العبث بوضع الأجهزة في أكمام واقية خاصة لا يمكن فتحها دون ترك أي أثر. كما يمكن لشيفرة boot_check برمجية يعدها أحد خبراء كاسبرسكي المساعدة في الكشف عن أية محاولات لفتح الأجهزة من قبل العاملين في الفندق.