طلاب مؤسسة قطر يعرضون ابتكاراتهم وتصاميمهم في باريس

شارك طلاب الفنون بمؤسسة قطر بعرض إبداعاتهم في المعرض التجاري السنوي "ميزون آند أوبجيت" بفرنسا، وذلك بالتزامن مع العام الثقافي قطر – فرنسا 2020.
يُشكل المعرض فرصة للمصممين ممن يمتلكون الخبرة والمصممين الصاعدين على حد سواء، لعرض أحدث الابتكارات وكذلك الأعمال الكلاسيكية التي عززت سمعة العديد من العلامات التجارية. وفي إطار البرنامج السنوي للتبادل الثقافي الذي يمتد على مدار عام بقيادة متاحف قطر، تضمنت نسخة عام 2020 من البرنامج معرضًا مخصصًا للمواهب الناشئة من قطر، حيث عُرضت الأعمال الفنية لـ 13 مصممًا وفنانًا من جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر.
تضمن المعرض أعمالًا لكلٍّ من ليفي هاميت، ومريم الحميد، وحصة العلي، وحازم عاصف، وريما أبو حسن، وتوماس مودين، وهناء السعدي، وعقيفة ألطاف، ونورة الملحم، وعلاء باطا، وعائشة السويدي، ومحمد جواد، وريم آل ثاني. وتم تكليف الطلاب المبدعين جميعًا بتجسيد موضوع واحد، يتمحور حول الهوية، وذلك بمختلف أعمالهم، في حدث وفَّرَ للجمهور الدولي نافذة على الثقافة وساعد أيضًا في تمهيد الطريق لمزيد من التقارب الثقافي والتقدير بين قطر وفرنسا.
يقول فرانسوا ليبلانك دي سيسيليا، القيّم على المعرض: "يمكن للتصميم أن يكون أداة للتميُّز والتكامل، حيث يمكن تكييف العناصر الغريبة لاستخدامها بشكل مختلف واعطائها هوية مميّزة، وفي الوقت نفسه يصنع التصميم تكاملًا بين العناصر وطريقة التصميم والناتج الفني".
بدورها استطاعت المصممة عائشة السويدي توظيف الجديد والقديم، والتقليدي والمعاصر، في مشاريعها الثلاثة المعروضة: أماكن جلوس عصرية على الطراز العربي التقليدي، بالإضافة إلى سلسلة من الجرار الزجاجية التي تحمل الفحم لحرق البخور، والتي صممتها السويدي "بحيث يتناسب شكلها مع استخدامها في المنزل والثياب والشَّعر".
كما عرضت السويدي مجموعة من ثلاثة مقاعد مستديرة، مصممة أصلاً لمدخل كبار الزوار في متحف قطر الوطني، حيث تتشبّع المقاعد المصنوعة من الصوف والمخصصة للاستخدام من قبل الزوار الروائح المحيطة بهم من أجل أجواء فريدة.
لم يكن موضوع الهوية مجرد حجر أساس يتكئ عليه المبدعين القطريون في ابتكار أعمالهم، بل كان تذكيرًا قويًا بأسباب الشعور بالفخر لدى العديد من المصممين القطريين المشاركين في المعرض.
تقول الشيخة ريم آل ثاني، المصممة البارزة ومديرة المعارض في متاحف قطر: "لطالما كانت هناك صلة تاريخية بين قطر وفرنسا، ومع بداية هذا العام الثقافي الذي يتيح لنا التبادل الثقافي بطرق متنوعة، كان من المهم إنشاء منصة تعبّر عن كل ذلك".
تضيف آل ثاني: "يرغب الناس دائمًا بتقديمنا كثقافة تقليدية مستوحاة من طابع واحد فقط، بينما في الواقع نحن مواطنون عالميون نقدم أعمالنا بناءً على رغبتنا وما نود تصميمه وإظهاره، وليس بالضرورة أن تكون أعمالنا انعكاسًا فقط لجانب واحد من ثقافتنا."
وتهدف قطعة آل ثاني، التجريدية متعددة الجوانب والمصنوعة من الخشب، إلى إظهار الفرق بين ما يظنه المشاهد عن العمل الفني وما يحاول العمل إيصاله للمشاهد.
المصممة ريما أبو حسن استخدمت تدريبها كمهندس معماري ومصمم رقمي لإنشاء سلسلة من المزهريات الخزفية الطويلة، والبيضاوية القصيرة. وقد أنتجت المجموعة باستخدام الطين الأحمر وطابعة ثلاثية الأبعاد في محاولة للجمع بين الأدوات الرقمية والعمل اليدوي. وتأتي هذه القطع الفنية جزءًا من تعاون بين جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، إحدى الجامعات لمؤسسة قطر، ومؤسسة قطر، في مشروع سيستقر في متحف قطر الوطني.
تقول أبو حسن، مؤسس ومدير لقاءات فنون وتصاميم من صلصال، وهو استوديو للخزف ومتجر للتصاميم الفنية في الدوحة: "أحاول سد الفجوة بين عملي كمهندسة معمارية وعملي كخزّافة".
ويعتبر معرض "ميزون آند أوبجيت" واحدًا من الأنشطة العديدة التي تجري خلال العام الثقافي لنشر الثقافة القطرية في فرنسا وتعزيز العلاقات بين البلدين.
تعمل سفارة قطر في باريس جنبًا إلى جنب مع سفارة فرنسا في الدوحة، ومع المركز الثقافي الفرنسي، بالإضافة إلى مجموعة من المؤسسات والأفراد من قطر وفرنسا، لإقامة فعاليات تجمع بين المجتمعين.
يقول سعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني، سفير دولة قطر لدى الجمهورية الفرنسية، والذي اطلع على أعمال المواهب القطرية الناشئة: "علاقتنا بفرنسا ذات جذور عميقة، ومن المهم للغاية إظهار تراثنا، حيث تلعب الثقافة دورًا مهمًا للغاية في تبادل وجهات النظر بين البلدين، فهي نابعة من المجتمع وإليه".
كما حضر معرض "ميزون آند أوبجيت" سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري، وزير الدولة، وبصفته وزير الثقافة السابق في البلاد، يقول إن مبادرة العام الثقافي لها تأثير كبير على العلاقات بين قطر والدول الأخرى، وعبّر عن فخره بعرض إنجازات الشباب القطري، وخاصة النساء، للعالم.
قال سعادة الدكتور الكواري "يعكس اللقاء بالفنانين القطريين المثقفين هنا تقاليدنا وثقافتنا، وكذلك انفتاح الثقافة العربية، كما يقدم الثقافة القطرية للآخرين". وأضاف: "في السنوات القليلة الماضية، شهدت قطر إنجازات ثقافية كبيرة في المتاحف والمسرح والفنون الجميلة والموسيقى، ونأمل أن يعكس هذا العام كل هذه الإنجازات".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.