طلاب مؤسسة قطر يتألقون أمام الحضور في عرضهم المسرحي "شوتايم"!

بعد مرور عامين، تخللهما عشرات الحصص التدريبية، وعقب الفوز بثلاث جوائز عالمية، وتجاوز تحدّيات جائحة غير مسبوقة، أدّى عدد من طلاب ومعلمي مدارس مؤسسة قطر عملهم الفنيّ الموسيقي الرائع "شوتايم"! وذلك على خشبة المسرح في المدينة التعليمية أمام جمهور مكتمل الحضور لأول مرة بعد رفع القيود الاحترازية المتعلقة بجائحة كوفيد-19.
وقد قام الطلاب والمعلمون ممن يجمعهم الشغف بالفنون المسرحية والتعبير الإبداعي، والذين عملوا بلا كلل طوال أشهر على التدريبات المسرحية وخلف الكواليس بدعوة أفراد المجتمع للاحتفال بمشاهدة أدائهم لعرض "شوتايم"! الفني لأول مرة على خشبة المسرح، حيث قدموا لهم تجربة وصفها الحضور بأنها "لا تُنسى".
هيّأت الموسيقى الافتتاحية التي عزفتها أوركسترا قطر الفلهارمونية، عضو مؤسسة قطر، إلى جانب الإضاءة المسرحية المدهشة أجواء العرض، وشكّل الحضور مزيجًا فريدًا من الثقافات والجنسيات، تنوعوا بين أولياء أمور ومعلمين، وهتفوا لأطفالهم وطلابهم مع بدء العرض المسرحي.
قدم الطلاب من الصف الثالث وحتى الصف الثاني عشر، إلى جانب معلميهم من مختلف مدارس مؤسسة قطر مجموعة من أشهر العروض الفنية الموسيقية بما في ذلك ويكيد، وأوليفر، وآني، وهير سبراي، ماري بوبينز، وماتيلدا، وذلك بعد حصص تدريبية مكثفة قدّمها ستيف وجاين غريفيث، الفريق الإبداعي، وكريستوفر بايبر، مصمم الحركات الإبداعية على مدار أشهر استعدادًا لإطلاق العرض على خشبة المسرح.
وقد تركت المواهب التي كشف عنها الطلاب في العرض لدى أولياء أمورهم ومعلميهم شعورًا غامرًا بالفخر والسعادة. قال مراد الملاوي، والد أحد الطلاب المشاركين في العرض: "إن مشاهدتي لإبني اليوم جعلتني أشعر بالفخر. ويسعدني كثيرًا أن أراه يستمتع بالأداء ليس فقط على المسرح، ولكن خلال الأشهر الأربعة الماضية من التدريبات. فقد شعرنا بالفعل كأسرة بتأثير هذه التجربة برمتها عليه. فإن السعادة التي تأتي من العمل الجماعي وتحقيق النجاح كفريق قد انعكست بشكل إيجابي للغاية على سلوكه".
أردف: " كما أنا انخراطه في عمل فني على هذا المستوى قد أتاح له الفرصة لاكتشاف المجال الأوسع لفنون الأداء، بما في ذلك الغناء والاستعراض والتمثيل، التي يمكن الجمع بينها في آن واحد".
كذلك غمر المعلمون الشعور ذاته تجاه مواهب طلابهم حيث قالت جيس هوفمان، معلمة بالمرحلة الابتدائية في أكاديمية قطر- الدوحة، إحدى المدارس العاملة تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر: "شاهدت اليوم إحدى الطالبات التي قمت بتدريسها على مدار عامين وهي تقوم بأداء غنائي مذهل. فإن ما رأيناه اليوم من أداء الطلاب والمعلمين جنبًا إلى جنب، يعكس مقدار الوقت والتفاني حتى يتمكنوا من إنتاج مثل هذا العمل الرائع والأداء الاستثنائي".
من جهتها، قالت أغنيس براغانزا، وهي أيضًا معلمة ابتدائية في أكاديمية قطر - الدوحة، أن العرض المسرحي قد كشف عن إمكانات جديدة لدى الطلاب خارج إطار الفصل. وقالت: "إنه لأمر مذهل حقًا أن ترى الطلاب خارج البيئة المدرسية، وأن يتم منحهم منصة لاستكشاف قدراتهم ومواهبهم الخفية. وإن رؤيتنا لمراحل تطور مواهبهم على مدار مشاركتهم في هذا العمل تملأ قلوبنا بالسعادة".
كان التغيير السريع والسلس للأزياء وكيفية الظهور على المسرح من أكثر العناصر التي لفتت الأنظار في العرض، حيث قالت روضة آل ثاني، شقيقة أحد المشاركين في العرض من أكاديمية قطر – الدوحة: " لعب تغيير الأزياء وكيفية ظهور المؤدين دورًا هائلاً في نقل المشاهد من عالم لآخر مع كل عرض أدائي، وهو الجزء الذي نال إعجابي كثيرًا".
أردفت: " وقد سعدت للغاية لرؤية أخي منخرطًا وواثقًا خلال العرض بعد شهور قضاها في التدريب. واعتقد أن هذه التجربة ستعزز ثقته بنفسه وقدراته التعبيرية والإبداعية. إلى جانب ذلك، فإن تلك التجربة قد ساعدت جميع المشاركين على العمل معًا والالتزام بما كانوا جزءًا منه، وهي مهارات يمكنهم تطبيقها بعدة طرق مختلفة في المستقبل".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.