طالبان من وايل كورنيل للطب قطر يسهمان في جهود الارتقاء بجراحة ترميمية طفيفة التوغل للثديين

أسهم طالبان باحثان من وايل كورنيل للطب - قطر في التوصل لفهم أفضل للجراحة الترميمية الطفيفة التوغل للثديين التي تُجرى لكثير من النساء المتعافيات من سرطان الثدي.
وتقوم التقنية الجراحية الابتكارية على أخذ أنسجة دهنية من منطقة الوركين أو البطن ومن ثم حقنها في الثدي على مدار سلسلة من العمليات الجراحية الوجيزة التي تستغرق أقلّ من ساعة واحدة لكل منها. وهذه التقنية يُعمل بها منذ أعوام عدة وطُبّقت على عدد كبير من المتعافيات من سرطان الثدي، إلاّ أنها لا تُعتبر بعد بروتوكولاً علاجياً معيارياً يُقاس عليه. وأنشأ الدكتور جيريمي أراش تبريزي أستاذ الطب الوراثي وطب أمراض النساء والتوليد في وايل كورنيل للطب - قطر، والدكتور قيس رزوق طبيب أمراض النساء وجرّاح الأورام النسائية في معهد سانتا ماريا لأمراض الثدي في مدينة نيس الفرنسية، برنامجاً بحثياً مخصصاً الغاية منه إثبات كفاءة هذه التقنية المعروفة باسم حقن الدهون الذاتية.
وفي هذا الإطار، قام طالبان من السنة الرابعة في برنامج الطب في وايل كورنيل للطب - قطر غابرييلا أندروز ودانيال أحسن بتحليل آلاف نقاط البيانات لتقديم معلومات قيّمة إلى الدكتورين تبريزي ورزوق بغية تمكينهما من تعديل النهج المتبع لتعظيم فعاليته وتقليل مخاطر المضاعفات المحتملة وإبقائها ضمن أضيق نطاق ممكن إلى جانب صون الصحة النفسية للمريضات أنفسهن.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور تبريزي: "قام الطالبان بعمل يستحق الثناء في تحليل كمية هائلة من البيانات لتقديم معلومات قيّمة استرشدنا بها أنا والدكتور رزوق كثيراً في إطار عملنا، وقد استفدنا الكثير من مساهمتهما لتنقيح هذا الإجراء الجديد وتحسينه بأفضل شكل ممكن".
وتمثّل عملية ترميم أحد الثديين أو كلاهما بعد استئصال أحدهما أو كليهما والعلاج الإشعاعي جانباً مهماً من عملية تعافي الكثير من المصابات بسرطان الثدي، وتسهم في تمكين المتعافية من تضميد جراحها النفسية بعد تجربة مريرة. والطريقة الجديدة أقلّ بكثير من حيث التوغل من الطريقتين الجراحيتين الأكثر شيوعاً المتبعتين في ترميم الثديين والقائمتين على أخذ سديلة نسيجية أو عضلية، إما من الظهر أو البطن، وحقنها في الثدي. ويمكن أن تمتد هاتان العمليتان لخمس ساعات وأكثر وتتركان ندوباً واضحة وتستغرقان الكثير من الوقت للشفاء وتستلزمان الإقامة لليالٍ عدة في المستشفى. وفي المقابل، تتسبب الطريقة الجديدة بأقلّ القليل من الندوب ويمكن إجراؤها في العيادات الخارجية، ما يسمح للمريضة بالخضوع للعملية والخروج في اليوم نفسه. وتسهم هذه الطريقة أيضاً في ترميم الأنسجة المتضررة من المعالجة الإشعاعية، ما يعزز فرص نجاح عملية الزرع التعويضية في حال قررت المريضة الأخذ لاحقاً بهذا الخيار.
وأشار الدكتور تبريزي إلى أن غابرييلا ودانيال قاما بتحليل مجموعة متنوعة من نقاط البيانات، مثل كمية الدهون المنقولة من الوركين إلى الثديين في كل عملية جراحية ومن ثم مقارنة ذلك بحصيلة كل عملية منها، بالاستناد إلى عوامل منها رضا المريضة والأبعاد التجميلية وحدوث مضاعفات مثل النزيف أو العدوى. وسمح هذا التحليل للجرّاحين تبريزي ورزوق بمواءمة كمية الدهون المنقولة لتحقيق أفضل حصيلة جراحية إجمالية ممكنة.
وقالت غابرييلا: "نحن في غاية السعادة لأننا استطعنا الإسهام في مثل هذا الابتكار الجدير بالاهتمام في مجال الجراحة الترميمية للمتعافيات من سرطان الثدي".
كما توصّل الطالبان الباحثان إلى نتيجة مهمة أخرى تتعلق بالتواصل مع المريضة. فهذه العملية تعتمد على الترميم بطريقة تدريجية، مرحلة تلو أخرى، وقد تكون حصيلة المرحلة الأولية مخيبة لأمل المريضة أو دون توقعاتها. وللتغلب على ذلك، طوّر الدكتوران تبريزي ورزوق بروتوكول تواصل جديداً لتمكين المريضة من استيعاب أن العملية تستغرق وقتاً أطول بقليل من الجراحة التقليدية، لكن عند اكتمالها تحقق حصيلة جمالية مساوية، إِن لم تكن أفضل، إضافة إلى ما تتسم به من توغّل أقلّ بكثير وأيضاً خطر أقلّ من حيث حدوث مضاعفات. وهذا الابتكار الصغير في استراتيجية التواصل مع المريضة يحسّن بشكل كبير رضاها عن العملية. وأجرى تبريزي ورزوق العملية الجراحية الجديدة قرابة 300 مرة في مؤسستين طبيتين في فرنسا، إحداهما في نيس والأخرى في باريس.
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.