طالبات من وايل كورنيل للطب - قطر يتلقين منحة لتمويل دراسة بحثية إيكولوجية

حصلت طالبات من برنامج ما قبل الطب في وايل كورنيل للطب - قطر على منحة تمويلية من برنامج إرشاد البحوث الطلابية في الكلية، لإنجاز دراسة بحثية لتصنيف وفهرسة الطبيعة البيولوجية المتنوعة لبحيرة الكرعانة التي نشأت عن محطة لمعالجة المياه العادمة. 

وقد بدأت هيئة الأشغال العامة في قطر مشروع استصلاح بحيرة الكرعانة وإعادة تأهيليها في عام 2017 بعد أن توسعت بفعل محطة محلية لمعالجة المياه العادمة في المنطقة المجاورة. ومنذئذ، أصبحت المنطقة الواقعة على بُعد نحو 60 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة بمحاذاة طريق سلوى، أحد موائل الحياة البرية، وتتميز البحيرة على وجه الخصوص بأنها غنية بالطيور.

وتحت إشراف الدكتورة كواي-تشو تشين، الأستاذ المشارك للبيولوجيا في وايل كورنيل للطب - قطر، سيقمن الطالبات بتوثيق مختلف النباتات والحيوانات في الموقع المذكور ومقارنة إحصاءاتهن بنظيراتها للعامين 2015 و2017 قبل تنقية المياه إلى المستويات العالية الحالية. ولهذه الغاية، زارت الطالبات الموقع المذكور للتعرّف عن قرب على كيفية معالجة المياه العادمة ومشاهدتها عند ضخها في البحيرة. 

والطالبات المشاركات في هذه الدراسة هن آية الرحمن دريديا ومومينا تارين ونوران بياكتار. وقالت آية الرحمن: "كنت أتطلع إلى رحلتنا إلى محطة معالجة المياه العادمة منذ وقت طويل، ومثلت بالفعل طريقة رائعة لوضع جميع البحوث التي أجريناها في سياقها ونحن نشاهد العملية برمتها أمام أعيننا. وفي البداية، تم إطلاعنا على العملية المتكاملة لإزالة الملوثات من المياه العادمة والخطوات العديدة اللازمة لهذا الأمر، وشرح لنا مهندسو الموقع بطريقة وافية كيفية عمل المحطة. وبعدئذ، أتيحت لنا فرصة القيام بجولة في المحطة بكل مرافقها، والاطلاع عن كثب على جميع الخزانات والمولدات المستخدمة بهذه العملية. وشرح لنا المختصون العملية بكل تفاصيلها، ابتداء من وصول المياه العادمة إلى محطة المعالجة وانتهاء بالمرحلة الأخيرة، وذُهلنا تماماً ونحن نشاهد المحصلة النهائية المتمثلة في مياه بدرجة نقاء لا تقلّ عن نقاء مياه الشرب".

وتابعت قائلة: "الغرض الأول من هذه الدراسة هو رصد أي تغيرات طرأت على التنوع البيولوجي في بحيرة الكرعانة بعد استصلاحها بيئيّاً، وسنجمع لهذا الغرض بيانات عن مختلف الكائنات الحية، ابتداء بالطيور. أنا مقيمة منذ عهد بعيد في قطر، وكم تفاجأت عندما أدركت أني لا أعرف إلا أقلّ القليل عن طيور قطر وعن ثراء تنوعها. ومن المتوقع أن يشجع نجاح بحيرة الكرعانة كأرض رطبة مشيّدة، على النظر أكثر فأكثر إلى كل أرض رطبة كوسيلة ممكنة ومجدية لصون التنوع البيولوجي. وحتى يومنا هذا، من المرجح أن تكون دراستنا الوحيدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، لذا نأمل أن تشجع دراستنا على إجراء المزيد من البحوث العلمية في المستقبل عن أراض رطبة مشيّدة".

ستتم عملية فهرسة الكائنات الحية في بحيرة الكرعانة خلال فترات نهارية وليلية على السواء، وقد تُظهر هذه العملية أهمية البحيرة في مسار الطيور المهاجرة. وكانت هيئة الأشغال العامة قد أجرت في سبتمبر 2015 دراسة كشفت عن ارتباط 48 نوعاً من الطيور بهذا الموقع، لكن كان ذلك قبل معالجة المياه العادمة إلى المستويات النقية الحالية وإزالة الملوثات منها. 

ونوَّهت الدكتورة كواي-تشو تشين بأهمية الدراسة واصفة إياها بالتجربة القيّمة للطالبات المشاركات، وقالت في هذا السياق: "بطبيعة الحال، قطر دولة صحراوية جافة بلا مياه عذبة ساكنة، لكنها ضمن مسار رحلة آلاف الطيور المهاجرة. وسيكون من المثير للاهتمام معرفة عدد أنواع الطيور التي بدأت تستفيد من بحيرة الكرعانة كنقطة استراحة في مسار رحلتها. ومن وجهة نظر تعليمية، ستكون الدراسة أداة تعليمية قيّمة لأنها ستعرّف الطالبات المشاركات على مفهوم البحوث العلمية وتمكينهن من أخذ زمام المبادرة في إنجاز بحوثهن. فالطالبات المشاركات سيكنّ يوماً ما طبيبات مؤهلات، وتتوقع وايل كورنيل للطب - قطر من جميع خريجيها القيام ببحوثهم الطبية وانتهاج مفهوم التعلّم واستحداث المعرفة طوال حياتهم، وتمثل مثل هذه الدراسة الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الهدف".