سمو الأمير يشهد حفل تكريم خريجي مؤسسة قطر

شهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفل تكريم خريجي مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الذي أقامته المؤسسة في الشقب بالمدينة التعليمية مساء اليوم.
حضر الحفل صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وسمو الشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني حرم سمو الأمير.
كما حضره سعادة السيد حسن بن عبدالله الغانم رئيس مجلس الشورى وعدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى الدولة وكبار المسؤولين، ورؤساء وعمداء الكليات وأعضاء الهيئتين الإدارية والتدريسية للجامعات وأولياء أمور الخريجين.
وشهد الحفل تخريج أكثر من 800 طالب وطالبة لدفعة 2022 من جامعة حمد بن خليفة والجامعات الشريكة لمؤسسة قطر بالإضافة إلى انضمام خريجي المؤسسة من دفعتي 2020 و2021 للحفل.
كما شمل الحفل تكريم الراحل الدكتور فتحي سعود الرئيس التنفيذي الأسبق لمؤسسة قطر للتربية والعلوم و تنمية المجتمع وذلك لدوره وإسهاماته في تأسيس المؤسسة وتطورها، حيث تم الإعلان عن إنشاء منصب باسم الراحل كـ"أستاذ كرسي" في العلوم البيولوجية بكلية العلوم الصحية و الحيوية في جامعة حمد بن خليفة.
وقالت سعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع والرئيس التنفيذي للمؤسسة، خلال كلمتها في حفل التكريم:" لا يوجد أفكار منقطعة ولا أجيال منفردة، لأننا سنُكمل دائمًا مسيرة الذين عاشوا قبلنا في هذه الحياة، وإذا صادفتكم بعض الوقائع المُرهقة والضغوطات الصعبة، كونوا مستعدين لها، واستمعوا إلى من خاض تجربتها، واسعوا إلى فهم الظروف التي دفعت بالأجيال السابقة للدفاع عن هذه الفكرة أو تلك، وامنحوا أنفسكم المجال الكافي لإدراك الدور الذي ترغبون به في رحلتكم القادمة. واعلموا أن رحلة التعلّم الخاصة بكم قد انطلقت الآن".
في هذا السياق، قالت فاطمة الشيباني خريجة وايل كورنيل للطب – قطر:" في البداية، كنتُ أحلم بالتخرج لأكون طبيبة وأُساعد في توفير العلاج للمرضى، لكن مع استكشافي طُرق التعلّم في مؤسسة قطر تعلّمتُ أنه بإمكاني تحقيق قدر أكبر من المساعدة، لذا قررتُ متابعة دراستي للماجستير في مجال الصحة العامة، لأنني أرغبُ بالعمل في مجال البحوث والتقنيات المتقدّمة، والتوصل إلى نتائج علمية تفيد أكبر عدد ممكن من المرضى حول العالم".
من جهتها، قالت نوف النعمة، خريجة جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، والتي تعرّفت على ما توفره مؤسسة قطر منذ بلغت الـ13 عامًا، حين التحقت بدورات تعليمية صيفية في مجال الفنون والتصميم:" تمتلك أُسرتي إرثًا فنيًا، وأتطلعُ إلى المضي قدمًا في الحفاظ على هذا الإرث ونقله للأجيال القادمة". وكحفيدة للفنان جاسم الزيني، أبرز روّاد الفن التشكيلي في قطر، تقول نوف:" من المهمّ أن يُحقق الناس تطلعاتهم من خلال التعليم، لأن التعليم هو الطريقة التي نقدّم فيها الأفضل لمجتمعنا".
بدوره قال عيد البرديني الذي تخرج من جامعة حمد بن خليفة، تخصص ماجستير العلوم في إدارة الأنشطة الرياضية والفعاليات: "إنني أرغبُ تقديم بمزيد من العطاء لوطني ومجتمعي، لقد أثبتنا في قطر أننا قادرون على استضافة الفعاليات الضخمة، وقد أدرك العالم قدرتنا على ذلك، وأريدُ أن أكون جزءًا من هذا الإنجاز".
كذلك سلّط خالد العمادي، خريج الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب من جامعة تكساس إي أند أم في قطر، الضوء على تجربته التعلّمية في مؤسسة قطر، مُعربًا عن فرحته "بالعودة إلى الدراسة داخل الفصول، واللقاء مع الزملاء وجهًا لوجه، وذلك بعد التعلّم عن بُعد على مدى عامين".
أمّا سوتيريوس كوماريديس خريج جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال Paris HEC في قطر، فقد أكّد على دور المؤسسة في تعزيز مسيرته التعلمية والمهنية، قائًلا:" لقد أتاحت لي الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر مقابلة زملاء من ثقافات مختلفة ومتنوعة واكتساب الصداقات مدى الحياة".
وأشارت وعد الخنجي، خريجة جامعة كارنيجي ميلون في قطر، تخصص هندسة حاسوب، إلى شعورها "بالقدرة على تحقيق أهدافها"، وقالت: "الرحلة لم تكن سهلة لا سيّما خلال التعلّم عن بُعد أثناء الجائحة، ولكنها كانت رحلة جميلة مع زملاء وأعضاء هيئة التدريس الذي يُشكّلون مصدر إلهام مستمر لنا. ولم أكن لأحقق النجاح لولا دعمهم". وأضافت:" سأكون مصدر إلهام للنساء في مجال تخصص هندسة الحاسوب".
وأوضحت إيمان عبد الباقي إسماعيل، خريجة جامعة جورجتاون في قطر، تخصص الثقافة والسياسة، كيف وفّرت الدراسة في مؤسسة قطر "تجربة رائعة"، وأتاحت لها فرص المشاركة في حضور المؤتمرات المتخصصة والتي نظمها أحد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة. وقالت: "لقد أدركنا من خلال هذه المؤتمرات أهمية دور المرأة في المجالات الأكاديمية، وكيفية تعزيز دور المرأة في المجال البحثي والأكاديمي. هذه هي بعض الذكريات التي تتبادر إلى ذهني، وكان لهذه المشاركة بالغ الأهمية على تحديد خياراتي ومخططاتي المستقبلية".
كما لخّصت حصة الخليفي، خريجة الاتصال من جامعة نورثوسترن في قطر، أعوام الدراسة في مؤسسة قطر وقالت: "اليوم، أشعر أنني أثق بنفسي أكثر ورؤيتي أصبحت أكثر وضوحًا لاتخاذ القرارات وذلك مقارنة بالسنوات الأربع الماضية، وأنوي استخدام دراستي الجامعية للإسهام في بناء مستقبل قطر".
وأضافت:" النصيحة التي أرغب بمشاركتها مع طلاب مؤسسة قطر الحاليين وفي المستقبل، هي اغتنام ما تقدّمه المدينة التعليمية من فرص، لأن سنوات الدراسة تسير بشكل أسرع مما نعتقد، لذا استمتعوا بالرحلة التعلّمية، واصنعوا الذكريات، وكونوا جزءًا من مجتمع مؤسسة قطر، وتعرّفوا عن كثب على زملائكم، فقد يُصبحون أصدقاء لكم مدى الحياة".
استضاف حفل تكريم خريجي مؤسسة قطر، الدكتور محمد النوفل، كمتحدث رئيسي، وهو خريج سابق في كلية وايل كورنيل للطب-قطر عام 2012، وطبيب معتمد من المجلس الأمريكي، ويشغل حاليًا منصب رئيس اللجان الطبية للأطفال في شمال فلوريدا، وكان من بين المتحدثين الذين شاركوا في مساعي قطر للفوز باستضافة كأس العالم FIFA قطر ٢٠٢٢™.
وقبل 200 يوم على انطلاق هذه البطولة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، قال الدكتور النوفل:"بتجارب السنين شاهدتُ وتعلمتُ الكثير من الدروس التي وجدتها عنصرًا أساسيًا في نجاح أي مشروع، صغيرًا كان أم كبيرًا بكبر مؤسسة قطر، وأولها أن تؤمن بالفكرة التي تُريدُ تحقيقها كما آمنت مؤسسة قطر برؤيتها".
وأضاف النوفل: "من الدروس التي تعلّمتها أيضًا ضرورة تحديد سقف التوقعات والطموح، فعندما تكون الفكرة موجودة وسقف الطموح مُحدد، لا بُدّ وأن تبدأ العمل الجاد على ذلك. وهنا، لا يُحدد مقياس العمل الجاد بالوقت الذي قضيته بالعمل على هذا المشروع، بل يُقاس بالتضحيات المقدمة. لذا من الأفضل جعل هذا الوقت قيّمًا".
وتابع:" الدرس الأخير الذي يمكنني مشاركته معكم اليوم، هو أن تحيطوا أنفسكم بأشخاص يحملون نفس الطموح والمسؤولية. لأنّ هذا الفريق سيكون سببًا في نجاحكم؛ وعليه اختاروا فريقكم بتأنٍ".
ختم النوفل:" آمنو بقدراتكم كما آمنتُ بقدراتي، لأنكم قادرون على تحقيق الأفضل".
وينضمّ خريجو دفعة هذا العام إلى شبكة خريجي المؤسسة الذين يزيد عددهم عن 8 آلاف خريج، وتمكّنوا من اغتنام الفرص التي وفرّتها لهم المؤسسة عبر برامج تعليمية مختلفة، لتحقيق أهدافهم، وتنمية مهارات القيادة لديهم، وتلبية تطلعاتهم في مجالات متنوعة منها: الطب، والهندسة، وفنون التصميم، والاتصال، والشؤون الدولية، والدراسات الإسلامية، والدراسات القانونية، والسياسات العامة، وعلوم الحوسبة، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، بالإضافة إلى إدارة الأعمال.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.