سلسلة المحاضرات المتخصصة في وايل كورنيل للطب - قطر تستضيف خبيرين عبر الإنترنت

استضاف قسم التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب - قطر خبيرين بارزين ضمن سلسلة المحاضرات المتخصصة التي تنعقد عبر منصة رقمية والمعتمدة من قسم الاعتماد بإدارة التخصصات الطبية التابعة لوزارة الصحة العامة القطرية ومن مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر في الولايات المتحدة. وقد تابع المحاضرتين أطباء وممرضون وأطباء أسنان وصيادلة إلى جانب عاملين في المهن الطبية المساندة وطلاب طب وباحثين ومحاضرين.
وناقش الدكتور لورنس غوتماخر، أستاذ الطب النفسي الإكلينيكي والعلوم الإنسانية الطبية الإكلينيكية والأخلاقيات البيولوجية في كلية طب جامعة روتشستر، الإسهام المهم لدراسة العلوم الإنسانية في تمكين طلاب الطب من اكتساب مهارات متنقلة تجعل منهم أطباء أفضل وأكثر فاعلية. وقال: "في وقت يئنّ فيه الأطباء من وطأة ضغوط العمل، ويتواتر الحديث فيه هنا وهناك عن الإنهاك، ويجد الأطباء أنفسهم في مواجهة الكثير من الأمور التي تحاول أن تشدّهم بعيداً عن صميم الاهتمام الذي جعلهم يختارون مهنة الطب، أي عملهم ومرضاهم، يمكن أن يكون للعلوم الإنسانية إسهام مهم. وبالنسبة لي، تتمثل إحدى أعظم فوائد الاستفادة من العلوم الإنسانية في أنها تذكّرنا بمتعة العمل مع مرضانا والقيام بأعباء هذه المهنة الإنسانية النبيلة".
وأوضح الدكتور غوتماخر أن دراسة العلوم الإنسانية تدعم الأطباء من خلال إثراء فهمهم لقصص مرضاهم، وتعزيز مهاراتهم في مجال الاتصال والمراقبة الإكلينيكية، وتوطيد المهنية المشتركة والتعاون في تقديم الرعاية الصحية، وترسيخ جوانب المهنية والإيثار والتعاون. وقال إن العلوم الإنسانية تسهم كما يبدو في الحدّ من معدلات الإنهاك وتعزّز تعاطف الأطباء مع مرضاهم. وتطرّق في محاضرته أيضاً إلى سبل توسيع نطاق دراسة العلوم الإنسانية في سياق تعليم طلاب الطب وناقش استراتيجيات قياس وتوثيق تأثير العلوم الإنسانية في طلاب الطب.
كما استضافت السلسلة الدكتورة فاطيمة جانجوا، رئيسة قسم طب الأطفال التطوري والطبيبة المعالجة الأولى في مجال الإعاقة العصبية في سدرة للطب والأستاذ المساعد لطب الأطفال الإكلينيكي في وايل كورنيل للطب - قطر. وقد ناقشت في محاضرة بعنوان "ماهية وأسباب وكيفية التوحّد"، الأعراض الأساسية للتوحّد وقدّمت لمحة عامة عن مختلف اضطرابات طيف التوحّد، وأعطت توصياتها بشأن كيفية تطبيق بعض الاستراتيجيات السلوكية البسيطة الخاصة بالتوحّد.
وقالت الدكتورة جانجوا إن التوحّد يتّسم بصعوبات في القدرات اللغوية والتواصل والتخاطب والمهارات الاجتماعية وفي التفاعل مع الآخرين. وغالباً ما يُظهر الأشخاص المصابون بالتوحّد سلوكيات نمطية تكرارية، ولديهم اهتمامات ضيقة، وقد يعانون اضطرابات في النوم أو يظهرون اضطراباً في أفعالهم وحركاتهم. كما أشارت إلى التباين الكبير في الصعوبات التي يواجهها كل متوحّد وأيضاً في أوجُه قوته، وذكرت أن قرابة 75% من المتوحّدين يتّسمون بأداء عالٍ.
وأضافت قائلة: "التوحّد هو أحد الاضطرابات النمائية التي تؤثر في طريقة معالجة الدماغ للمعلومات. وتتفاوت شدته من فرد إلى آخر وهو يلازم الإنسان طوال حياته وعلينا أن نشرح للآباء بكل وضوح أن الطفل المتوحد سيظل كذلك عند البلوغ. ولكن، لا يعني ذلك أنه سيواجه الصعوبات ذاتها طوال حياته، فقد رأينا تحسّناً ملموساً في مسار المرض عند بعض الأطفال".
كما أشارت إلى أن سبب التوحّد لا يزال غير واضح لكن يعتقد خبراء كثيرون أنه لا ينجم عن سبب واحد. ومع ذلك، من المؤكد أن التوحّد لا ينتج عن الحرمان العاطفي أو الطريقة التي ينشأ بها الطفل. وتتعدّد أوجه إدارة اضطراب طيف التوحّد ويختلف الأسلوب من شخص إلى آخر. وبشكل عام، يشعر الأطفال المصابون به بسعادة وهدوء أكبر إذا حُدّدت لهم إجراءات روتينية واضحة ومنتظمة لاتباعها، وإذا تمّ تنبيههم مسبقاً قبل إدخالهم أو انخراطهم في تجربة جديدة، وإذا أتيحت لهم مُعينات بصرية لمساعدتهم على اتباع التعليمات، وإذا وُفّرت لهم أماكن هادئة للاسترخاء لحظة دخولهم في نوبة قلق. وأشارت أيضاً إلى الفعالية العالية للنّهج المتعدد الجهات والأطراف الذي يعتمد على خدمات كلّ من المعلمين المتخصصين، والمختصين في علاج النطق، وأطباء أعصاب الأطفال، وعلماء النفس، وأخصائيي العلاج المهني والأخصائيين الاجتماعيين.
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.