ديلويت تكشف عن القوى السّتة الأكثر تأثيراً على سلوك المستهلكين مستقبلاً

شاركت ديلويت، الشركة العالمية للخدمات المهنية، في أعمال قمة قادة التجزئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي انعقدت في الرياض وذلك بصفتها شريك الذكاء الاصطناعي والمسار التكنولوجي الرسمي للقمة. وقدمت ديلويت استنتاجاتها البحثية حول العوامل الأبرز التي تؤثر على سلوك المستهلكين في المستقبل.
وفي دراستها المستندة إلى دراسة عالمية شاملة، حددت ديلويت ستة قوى رئيسية سيكون لها تأثير ملحوظ على سلوك المستهلكين في السنوات القليلة القادمة. وتشمل هذه القوى كلاً من التقدم التكنولوجي المتسارع، وسلوك المستهلكين المتغير، ونمو المجتمع والثقافة، والتغييرات الجذرية في صناعة التجزئة، والتغييرات المناخية الحادة، والتحولات في الاقتصاد والسياسة والسلطة.
وتكتسب دراسة ديلويت في هذه القمة أهميتها من استنادها إلى بحث ميداني شامل أجرته الشركة السنة الماضية شاركت فيه عينة متنوعة تمثل العديد من القطاعات والأجيال شملت أكثر من 600 مهني وخبير في صناعة التجزئة ومتخصص وأكاديمي ومستهلك استطلعت ديلويت آراءهم عبر عدة قنوات تفاعلية مثل ورش العمل، والمقابلات، واللقاءات الجماهيرية، والدردشات، بالإضافة إلى القنوات الإلكترونية.
في استعراضه لنتائج هذه الدراسة أمام القمة، قال بافيش مورار، مسؤول التجزئة والمستهلكين في ديلويت الشرق الأوسط: ”يكشف هذا البحث الذي أجريناه أنّ التأثير العميق لهذه القوى على سلوك المستهلكين سيكون على مستوى العالم أجمع رغم اختلاف درجة هذا التأثير من سوق لآخر بناء على مجموعة الظروف الخاصة بكل سوق. وسوف نستفيد من نتائج هذه الدراسة في ديلويت من أجل تقديم الاستشارات للشركات العاملة في قطاع التجزئة الراغبة بالتعرّف عن كثب على الطبيعة المعقدة التي سيكون عليها سلوك المستهلكين في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط خلال السنوات القادمة، الأمر الذي يحتم على شركات التجزئة فهم هذه التغييرات والعمل على التكيّف معها إذا ما أرادت تحقيق النمو والازدهار في مشهد السوق المتغير باستمرار.“
القوى الست التي تشكل مستقبل سلوك المستهلكين:
التقدم التكنولوجي المتسارع: يشهد العالم قفزات من التقدم في مجال الرقمنة والعلوم الحيوية، الأمر الذي يؤدي إلى تطوير تقنيات وأسواق جديدة بوتيرة لم يشهدها العالم من قبل. ويعمل التقدم المتسارع في الذكاء الاصطناعي والتقنيات التحويلية على إعادة تشكيل الصناعات وتجربة المستهلكين.
سلوك المستهلكين المتغير: تؤدي التحولات السكانية إلى زيادة التنوع في رغبات المستهلكين في جميع الأسواق العالمية. في المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، تعمل الفئة السكانية الشابة والحيوية على إعادة تشكيل مشهد الاستهلاك في المملكة، الأمر الذي يخلق مجموعة من التحديات والفرص الجديدة لشركات التجزئة.
نمو المجتمع والثقافة: يبتعد المستهلكون عن أنماط الاستهلاك التقليدية من خلال إعادة تحديد أولوياتهم، الأمر الذي يؤثر على تحديد طريقة قضاء أوقاتهم وإنفاق أموالهم. وهذا ما يحتم على شركات التجزئة التكيّف مع هذه التغييرات المجتمعية والثقافية حتى تظل قادرة على التنافس في السوق.
التغييرات الجذرية في صناعة التجزئة: على ضوء التغيير الحالي في أنماط الشراء لدى المستهلكين، يتعين على شركات التجزئة إيجاد طرق مبتكرة لتلبية التحولات في طلب المستهلكين. وهذا يعني أن الشركات التي تتبنى الابتكار وسرعة التكيّف ستكون قادرة على النجاح وسط التغييرات الجذرية في صناعة التجزئة.
التغييرات المناخية القصوى: أصبح اتباع ممارسات استهلاكية مستدامة أمراً ضرورياً على ضوء ازدياد طلب المستهلكين على المنتجات والخدمات الصديقة للبيئة. لذلك، فإن الشركات التي تعطي الأولوية للاستدامة سوف تكسب ميزة تنافسية من خلال القيام بدورها في محاربة التغير المناخي.
التحولات في الاقتصاد والسياسة والسلطة: يتسم المشهد العالمي اليوم بعدم وضوح الأفق السياسي والاقتصادي، الأمر الذي يؤثر سلباً على قطاع الأعمال في كل دول العالم. لذلك، يتعين على الشركات البقاء على اطلاع دائم على التغيير في التشريعات وفي القوى الجيوسياسية العالمية لكي تحافظ على قدرتها على الصمود والنمو وسط هذه التغييرات.