خبراء يحذرون خلال مناظرات الدوحة التابعة لمؤسسة قطر: جائحة (كوفيد-19) وحدها لن تعكس مسار التغيّر المناخي

بيان صحفي
تاريخ النشر: 11 مايو 2020 - 10:02 GMT

 خبراء يحذرون خلال مناظرات الدوحة التابعة لمؤسسة قطر: جائحة (كوفيد-19) وحدها لن تعكس مسار التغيّر المناخي
خلال الحدث
أبرز العناوين
 على الرغم من أن جائحة (كوفيد-19) ربما قد تكون أدت إلى تحسين الظروف المناخية، إلا أن "المسار" نحو التغيّر المناخي لن يحيد عن اتجاهه حتى وإن استمرّت التغييرات السلوكية للأفراد التي فرضها الوباء بعد انتهائه

 على الرغم من أن جائحة (كوفيد-19) ربما قد تكون أدت إلى تحسين الظروف المناخية، إلا أن "المسار" نحو التغيّر المناخي لن يحيد عن اتجاهه حتى وإن استمرّت التغييرات السلوكية للأفراد التي فرضها الوباء بعد انتهائه، هذا التحذير الذي أطلقه عالم رائد في مجال المناخ خلال مناظرات الدوحة، إحدى مبادرات مؤسسة قطر. 

خلال مشاركته في النسخة الأخيرة من سلسلة  #DearWorld المباشرة، والتي تُعقد ضمن جلسات مناظرات الدوحة الإفتراضية الأسبوعية التي تناقش القضايا الرئيسية المتعلقة بجائحة (كوفيد-19)، صرح الدكتور  زيك هاوسفاذر، رئيس قسم المناخ والطاقة بمؤسسة "بريك ثرو" في كاليفورنيا بأن التصورات التي تزعم أن وباء (كوفيد-19) أثر بشكل إيجابي في الحد من معدلات تلوث الهواء هي تصورات بعيدة كل البعد عن الدقة.

أفادت وكالة الطاقة الدولية أن استهلاك الطاقة العالمي انخفض بنسبة 3.8 بالمائة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2020، وقد ينخفض​​بنسبة 6 في المائة بحلول نهاية العام، وأن هذا قد يؤدي إلى انخفاض مستويات ثاني أكسيد الكربون في العالم بنسبة 8 في المائة سنويًا – وهي أكبر نسبة انخفاض على الإطلاق.

إلا أن الدكتور هاوسفاذر أوضح أثناء الحلقة المباشرة من سلسلة  #DearWorld عن جوانب جائحة (كوفيد-19) التي تفيد الأزمة المناخية وكذلك عن جوانبها الضارة قائلاً: "حتى وإن انخفضت معدلات إنبعاث ثاني أكسيد الكربون بنسبة 6 إلى 8 بالمائة هذا العام، فإن ذلك لن يُحدث فرقًا هائلاً في تحسين حالة غلافنا الجوي المشبّع بالتلوث. يجب أن ندرك بأن حدثًا واحدًا فقط لن يغيّر مسار العالم كليًا. وهذا يتطلب منا تغيير الطريقة التي نولد بها الطاقة من خلال وقف إصدار غازات الإحتباس الحراري، وهو استثمار طويل الأجل، لن يتحقق في غمضة عين. أود أن أرى سماءً صافية فوق جبال الهيمالايا أو سان فرانسيسكو، ولكن تحقيق ذلك بطريقة مستدامة سيتطلب تغييرات في طريقة استهلاكنا للطاقة، وليس عن طريق إبقاء الجميع في منازلهم".

وتابع قائلاً: "التغيّرات الجذرية في سلوك الأفراد نتيجة إجراءات العزل المنزلي في دول بأكملها لم تُسفر سوى عن انخفاض متوقع بنسبة 8 في المائة من الإنبعاثات الضارة. وما نحن بصدد تحقيقه هو نسبة انخفاض تصل إلى 90 بالمائة، أو حتى 100 بالمائة حتى نتمكّن من القضاء على ظاهرة الإحتباس الحراري، وهو ما يستحيل تحقيقه من خلال تغيير السلوك البشري وحده، حتى وإن كان ذلك يمثّل جزءًا من الحل".

ووفقًا لما ذكره الدكتور هاوسفاذر، نجحت  بعض البلدان في "خفض منحنى" انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، لكنه أكّد قائلاً: "هناك أمثلة قليلة جدًا تحذو نفس الحذو، في حين تسير معظم الدول في الإتجاه الخاطئ  وتزيد الإنبعاثات الضارة عامًا تلو الآخر على مستوى العالم، حتى وإن كان بمعدل أبطأ قليلاً مما كان عليه قبل 10 سنوات".

وأضاف: "السؤال الذي يطرح نفسه حاليًا هو كيف يمكننا تسخير هذه اللحظة لتغيير مسار العالم من الآن فصاعدًا. في العديد من الدول؟ هناك حالة من الجمود السياسي في ما يتعلق بقضايا تغيّر المناخ واستثمارات الطاقة. وتمثّل تلك الأزمة الراهنة فرصةً ليس فقط للاستثمار في جهود التعافي، ولكن أيضًا للاستثمار في البنية التحتية اللازمة للإستغناء عن الكربون في اقتصاداتنا، مثل عمليات نقل الطاقة الكهربائية ذات الجهد العالي، ونشر الطاقة النظيفة، وإنشاء بنية تحتية لشحن المركبات الكهربائية".

شاركت أيضًا في الحلقة المباشرة من سلسلة  #DearWorldالعالمة والناشطة البيئية الدكتورة فاندانا شيفا، التي دافعت عن حقوق النساء وصغار المزارعين، وقالت من جانبها: "نحن نواجه ثلاث أوبئة – أولهما الفيروس، وثانيهما إجراءات العزل التي خلقت أزمة ضخمة أدت إلى تدمير سبل العيش، وثالثهما وباء الجوع. إذا استمرينا في رؤية أزمة الفقر وتدمير سبل العيش، واستمرينا في إنتاج وتوزيع أغذية معالجة كيميائياً بكثافة وبكميات كبيرة، فهذا سيضاعف أزمة إنبعاث الغازات المسببة للإحتباس الحراري التي تَسبّب نظام الزراعة الصناعي المعولم في خلقها. حيث نشأت هذه الأزمات من خلال محركات التكنولوجيا الصناعية وجني الأموال، وبالتأكيد لا يمكن الإعتماد على تلك المحركات لحل الأزمة".

وأضافت: "يجب أن ننتهز الفرصة لخلق حركة واعية أوسع نطاقًا لمعالجة الأزمات المتعددة التي نواجهها. حيث أننا قد نواجه خطر الانقراض إذا واصلنا اتباع الطرق التقليدية في انجاز الأعمال، وتلك الطرق التقليدية تضع جني الأرباح وخلق المعجزات في المقام الأول وتواصل إهمال النظام البيئي الطبيعي وتتجاهل قدرة الناس على الصمود والابتكار".

من جهته، قال القائد الشبابي والناشط الجنوب أفريقي، أوباكينج ليسيان أثناء الحلقة الإفتراضية: "إذا تطلب الأمر أن يكون الناس تحت إجراءات العزل حتى يتحقق الحد الأدنى من الفوائد المناخية، فعقب تلك الأزمة، يجب علينا أن نسأل عن الدور الذي تلعبه اقتصاداتنا في تغير المناخ، وكيف يمكننا بناء اقتصادات صديقة للمناخ. فإن جزءًا رئيسيًا من هذا سوف يتلخص في مدى قوة إرادتنا السياسية وإلحاحنا الإنساني لإعادة تصور اقتصاداتنا، لأنه بدون حد أدنى من الإصلاح الاقتصادي، سنعود إلى ما كنا عليه ولن يكون هناك سبيلاً لتحقيق أيةً منافع مناخية في المستقبل".

يمكن مشاهدة الجلسات الحوارية المباشرة بعنوان #DearWorld كل يوم ثلاثاء في تمام الساعة 5:00 مساءً بتوقيت الدوحة من خلال حساب تويتر، وصفحة فيسبوك، وقناة اليوتيوب الخاصة بمناظرات الدوحة. للمزيد من المعلومات، يرجى زيارة  www.dohadebates.com

خلفية عامة

مؤسسة قطر

تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.

توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن