حوار في الجامعة الأميركية في بيروت مع الروائية نجوى بركات حول "الذاكرة في مواجهة الزمن"
استضافت الجامعة الأميركية في بيروت فعالية عامة بعنوان "الذاكرة في مواجهة الزمن"، جمعت الروائية اللبنانية المعروفة نجوى بركات بالباحثة والكاتبة رنا روكز في حوار مفتوح. نُظِّم هذا اللقاء بالتعاون بين برنامج "جامعة الكبار" وكرسي الشيخ زايد للدراسات العربية والإسلامية في الجامعة الأميركية في بيروت، وعُقد حضوريًا في حرم الجامعة مع بث متزامن عبر تطبيق زوم.
اتسمت الجلسة بطابع أدبي وفلسفي مستمدّ من أعمال بركات الروائية، وتناولت موضوع الذاكرة والتقدّم في العمر بما في ذلك التوتر بين الذات والجسد المتقدّم في السن. ناقشت بركات كيف تُشكّل الذاكرة والنسيان تجربة الشيخوخة، متسائلةً ما إذا كان النسيان نتيجة حتمية للتقدّم في العمر أم خيارًا إراديًا للهروب من التجارب الماضية المؤلمة. كما تساءلت عمّا إذا كان الخوف من النسيان ينبع من فقدان الهويّة الشخصية أم من الخشية من التلاشي من ذاكرة الآخرين.
وتطرّق النقاش أيضًا إلى موضوعات اجتماعية وشخصية شملت العلاقات الأسرية وغيرها من العلاقات الإنسانية، من بينها الأمومة وما قد يكتنفها من مسافة عاطفية، وتعقيدات العلاقات النرجسية وثنائية الضحية والجاني. وربطت بركات بين معاناة الأفراد والأزمات على نطاق أوسع، متأملةً في الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الراهن في لبنان. وأشارت إلى أن أهل بيروت يواصلون إظهار روح الصمود وسط الشدائد، تمامًا كشخصيات رواياتها التي تُصرّ على مجابهة المحن. وقدّم هذا المنظور السردي تعليقًا مؤثرًا حول معاني البقاء والأمل رغم الأزمات.
أدارت رنا روكز الجلسة بطرح أسئلة مُحفّزة أتاحت لبركات تقديم رؤى شخصية معمّقة. وتفاعل الجمهور في القاعة وعبر الإنترنت من خلال أسئلة ومداخلات أضفت مزيدًا من الثراء على الحوار.
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.