تقرير بي دبليو سي لمنطقة الشرق الأوسط يحدّد التوجهات الخمس الرئيسية وعوامل الفرص التي ستقود قطاع العقارات في قطر خلال الأعوام المقبلة

يشير تحليل جديد أعدته بي دبليو سي الشرق الأوسط إلى أن خمسة عوامل رئيسية ستقود قطاع العقارات في قطر خلال العام 2022 والسنوات القادمة. وبحسب التحليل، وفي حين أن التعافي الحالي الذي يسود القطاع قد يفسح المجال أمام تسجيل تباطؤ على المدى المتوسط، فإن قائمة الفعاليات الضخمة التي ستنظمها قطر قد تشكّل الحلّ للتصدّي لهذه الانعكاسات. 

إن العوامل الخمسة الرئيسية هي:

• فيروس كورونا (كوفيد-19): في ظل انحسار الجائحة، يواجه قطاعا المكاتب وتجارة التجزئة واقعًا جديدًا.
• بطولة كأس العالم لكرة القدم: إن هذه البطولة ليست مجرّد حدثًا هائلًا فحسب، بل وسيلة تحقق ازدهارًا اقتصاديًا بعد العام 2022.
• السياحة: في ظل عودة العلاقات مع الدول المجاورة، من المتوقّع أن يزداد عدد السياح الوافدين إلى دولة قطر بشكل كبير.
• الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية: يسير قطاع العقارات في قطر على الطريق الصحيح لخفض البصمة الكربونية.
• تكنولوجيا العقارات: قد يعود ظهور تكنولوجيا العقارات على قطر بمنافع كبيرة.

فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)

أدّت جائحة فيروس كورونا إلى سلسلة من التغييرات الجذرية في مختلف القطاعات على المستويين العالمي والإقليمي. وعلى الرغم من العقبات الناجمة عن حظر السفر والقيود التي فُرضت للسيطرة على تفشي الفيروس، كشفت قطر عن مرونة ملحوظة للصمود في وجه الرياح المعاكسة. ففي نوفمبر 2021، ارتفع مؤشر مديري المشتريات إلى 63.1 (علمًا بأن أيّ رقم يتخطى ال50 يشير إلى تفاؤل اقتصادي). بدوره، بلغ مؤشر أسعار العقارات (الوارد في الرسم أدناه) 223.54 في أكتوبر 2021. 

بطولة كأس العالم لكرة القدم

تحظى الآفاق الإيجابية لقطاع العقارات بدعم خاص من بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 والتي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بين 21 نوفمبر و18 ديسمبر.

لقد كانت بطولة كأس العالم في قلب الخطط الاقتصادية لدولة قطر وبعثت على التفاؤل أثناء مرحلة التراجع. ووسط التوترات السياسية وتفشي الجائحة، بقي هذا الحدث نافذة للأمل بالنسبة إلى العامة وصنّاع القرار الاقتصاديين على السواء. مع العلم أن بطولة كأس العالم ليست مجرّد أداة استراتيجية تبشّر بتحقيق نجاحات كفعالية منفردة فحسب، بل إنها أحد محرّكات النمو القيّمة لازدهار الاقتصاد ما بعد العام 2022، وجزءًا لا يتجزأ من رؤية قطر الوطنية 2030. وستدعم هذه البطولة دولة قطر في تحقيق أهداف التنمية الحضرية والتنوع الاقتصادي طويل الأمد من جهة، وتعزيز جاذبيتها كوجهة استثمارية من جهة أخرى.

السياحة

تركّز قطر والدول الأخرى في العالم على قطاع السياحة بشكل متزايد. بعد الهبوط الحاد في إيرادات الغرفة المتاحة خلال العام 2016، حوّلت قطر أنظارها نحو تنويع اقتصادها عبر تطوير وجهات الاستقطاب المحلية مثل متحف قطر الوطني. علاوةً على ذلك، مُنح مواطنو 88 دولة حق الدخول من دون تأشيرة، ما ساهم في تعزيز صورة قطر كواحدة من أكثر دول العالم انفتاحًا.  

شهدت ثلاثة مؤشرات رئيسية على صحة القطاع السياحي - معدلات الإشغال، ومتوسط إيرادات الغرف، وإيرادات الغرفة المتاحة - جميعها تحسّنًا في النصف الأول من العام 2020 والنصف الأول من العام 2021، حيث تقدّمت بنسبة 7%، و16%، و24% على التوالي.

والجدير بالذكر، أنه من المتوقّع زيادة أعداد السياح الوافدين بشكل كبير بالتزامن مع اقتراب موعد انطلاق مباريات كأس العالم وعودة العلاقات مع الدول المجاورة إلى سابق عهدها. 

الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية

يتقدّم قطاع العقارات في قطر نحو خفض البصمة الكربونية، ويمهد الطريق أمام مستقبل أكثر اخضرارًا. ووضعت ثلاثة مشاريع رئيسية قامت الدولة بتنفيذها مؤخرًا - مترو الدوحة، ومشيرب قلب الدوحة، ومدينة لوسيل- أجندة الاستدامة في صلب خططها التنموية، والدليل على ذلك تشديدها على حلول الطاقة المتجددة مثل توليد الطاقة في الموقع، ونظم الإضاءة بتقنية الصمام الثنائي الباعث للضوء (LED)، وأجهزة مراقبة ثاني أكسيد الكربون. 

كما ينعكس التزام قطر بالاستدامة في استعداداتها لاستضافة مباريات كأس العالم. وتسير الملاعب التي ستستضيف مباريات كأس العالم لكرة القدم 2022 التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على الطريق الصحيح بهدف الحصول على شهادة 4 نجوم على الأقل من قبل النظام العالمي لتقييم الاستدامة في فئات مثل التصميم، والبناء، واستخدام الطاقة والمياه. 

تكنولوجيا العقارات

تُعد تكنولوجيا العقارات من بين الأدوات الهامة التي يمكنها استكمال رؤية قطر في مجال الاستدامة وتسريع وتيرة نمو القطاع. وتُعتبر هذه التكنولوجيا أحد المجالات التي يتعيّن علينا النظر فيها بشكل أكبر. ولطالما أظهر قطاع العقارات قدرته على الصمود أمام التغييرات الجذرية الناجمة عن التحول الرقمي، لكن هذا النهج قديم الطراز في عهد باتت فيه المرونة من بين الكفاءات الرئيسية لمختلف القطاعات حول العالم.

هذا ويتمّ تصوير الانتشار المحتمل لتكنولوجيا العقارات في القطاع العقاري من خلال البيانات الضخمة التي يمكنها تقديم معطيات تساعد في صنع السياسات والتخطيط للمشاريع، في ظل تحسين أداء نظم البيانات الداخلية مثل نظم التدفئة والتهوية وتكييف الهواء والبنية التحتية الكهربائية؛ والذكاء الاصطناعي الذي يمكنه توقّع توجهات التسعير بدقة أكبر؛ والواقع الافتراضي الذي يأخذ المشترين المحتملين في جولة شاملة على عقارات حتى قبل بدء أعمال البناء. 

إلى ذلك، علّق كمال فايد، الشريك المسؤول  في قسم الصفقات في بي دبليو سي قطر، قائلًا: "إننا نتوقّع أن تكون آفاق قطاع العقارات في قطر مشرقة إذا ما أخذنا جميع العوامل الرئيسية في الحسبان. وتحظى هذه الآفاق بدعم خاص من بطولة كأس العالم المرتقبة والنهاية المتوقّعة لجائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وعلى الرغم من المخاطر التي تهدد بحصول تباطؤ في مرحلة ما بعد الانتعاش على الأمد المتوسط، نعتقد أن العوامل المحرّكة ستدفع بالقطاع العقاري في قطر إلى مستويات مرتفعة جديدة خلال الأعوام القادمة".