تعزيزاً للابتكارات التكنولوجية في الرعاية الصحية وايل كورنيل للطب – قطر تستضيف أول هاكاثون للذكاء الاصطناعي

استضافت وايل كورنيل للطب - قطر أول هاكاثون للذكاء الاصطناعي في إطار فعالية متعددة التخصصات بمشاركة طلاب الطب من وايل كورنيل للطب - قطر وطلاب العلوم الحاسوبية من جامعة كورنيل وأيضاً من كورنيل تِكْ للإسهام معاً في استحداث حلول مدعومة بالذكاء الاصطناعي لمواجهة تحديات إكلينيكية حقيقية وملحّة.

وشكّل الحدث الذي أقيم على مدار يومين بعنوان: "هاكاثون تضافر الطب والتكنولوجيا: إطلاق العنان للصحة الدقيقة بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي" علامة فارقة في مهمة وايل كورنيل للطب - قطر المتمثلة في تعزيز الابتكار في القواسم المشتركة بين الطب وعلوم البيانات والتكنولوجيا. وأقيم الهاكاثون برعاية مشتركة من الدكتور جاويد شيخ عميد وايل كورنيل للطب - قطر، والدكتور كورتس كول الرئيس العالمي للمعلومات في جامعة كورنيل.

وشاركت في الهاكاثون 6 فرق متعددة التخصصات، جمعت بين المعارف الإكلينيكية لطلاب الطب في وايل كورنيل للطب - قطر والخبرات التكنولوجية لطلاب العلوم الحاسوبية في جامعة كورنيل وكورنيل تِكْ، مما أسهم في إثراء الأفكار المبتكرة وتعزيز روح العمل ضمن فريق واحد وحلّ المشكلات على مختلف الصعد المتصلة بالذكاء الاصطناعي الطبي. وتناول كل فريق تحدياً إكلينيكياً مختلفاً، كالتعلم الموحد للتنبؤ بالمخاطر الإكلينيكية، ومحاكاة التجارب السريرية باستخدام بيانات واقعية (مضاهاة التجارب المستهدفة)، والتنبؤ بالأنواع الفرعية للأورام في سرطان الثدي، والتصوير الطبي: التصنيف التلقائي لمورفولوجيا المبيض المتعدد الكيسات، والتنبؤ المبكر باكتئاب ما بعد الولادة، وتسخير الأجهزة القابلة للارتداء والبيانات الإكلينيكية التجميعية للحصول على رؤى صحية تنبؤية.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور شيخ: "لهذا الهاكاثون والفعاليات المماثلة أهمية بالغة في خضمّ التطورات التحوّلية الراهنة في عالم التكنولوجيا والتعليم والرعاية الصحية وفي مختلف القطاعات تقريباً. وتتيح المبادرات التي تجمع مهتمين من حول العالم وتوحّد تخصصات أكاديمية متنوعة، أفضل فرصة للاستفادة من التكنولوجيات الجديدة من خلال تطبيقها بطرق ابتكارية غير مسبوقة للنهوض بنواتج الرعاية الصحية. ونحن جميعاً في وايل كورنيل للطب - قطر ممتنون لكلّ المشاركين الذين أطلعونا على خبراتهم واستعرضوا أفكارهم المبتكرة لتنفيذ مشاريع متميزة".

ووجّه الفرق المشاركة خبراء في الطب الإكلينيكي، وبحوث الطب الحيوي، وطب الأشعة، وابتكارات الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، والمعلوماتية الصحية. وقدّم فريق من الموجهين يضمّ أعضاء هيئة تدريس من جامعة كورنيل ووايل كورنيل للطب - قطر وأطباء خريجين من الكلية، إرشادات تقنية وإكلينيكية متواصلة لمساعدة الطلاب على صقل حلولهم وضمان ملاءمتها للواقع.

وقال الدكتور كول: "أعتقد أن الهاكاثون مهم على مستويين. أولاً، الهاكاثون بحدّ ذاته تجربة تعلّم ثرية لطلاب العلوم الحاسوبية لاستكشاف طبيعة العمل في مجال معقد مثل الطب، وهو أيضاً تجربة رائعة لطلاب الطب لرؤية ما يمكن للحوسبة أن تفعل في المستقبل للنهوض بالصحة والرعاية الصحية. وثانياً، كانت تجربة عميقة لوايل كورنيل للطب بأن جمعت طلاب من الولايات المتحدة وقطر للعمل نحو تحقيق هدف مشترك، وهو ما أظهر الأشياء المدهشة التي يمكن لهذه الجامعة المذهلة أن تفعلها لطلابنا ومجتمعنا على المستوى العالمي".

وقال السيد أيهم بوشر، عضو اللجنة المنظمة ورئيس ابتكارات الذكاء الاصطناعي في قسم تكنولوجيات المعلومات بجامعة كورنيل في إيثاكا وقسم تكنولوجيات وخدمات المعلومات في وايل كورنيل للطب، والمحاضر في علوم المعلومات بكلية آن إس. باورز للحوسبة وعلوم المعلومات بجامعة كورنيل: "لقد أظهر الهاكاثون الأهمية البالغة للتعاون المتعدد التخصصات عبر القارات. ومن المذهل ذلك التعاون السلس الذي رأيناه بين طلاب العلوم الحاسوبية في نيويورك وطلاب الطب في قطر، وسعدنا ونحن نشاهدهم يتعلمون من بعضهم البعض، ويتبادلون وجهات النظر، ويطرحون حلولاً لتحديات حقيقية في مجال الرعاية الصحية. لقد أرست هذه التجربة الأساس لجيل الغد من المفكرين متعددي التخصصات".

واختُتم الحدث بجلسة تفاعلية لعرض المشاريع قدّمت خلالها الفرق حلولها للرعاية الصحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي أمام لجنة خبراء مرموقة من الأوساط الأكاديمية والإكلينيكية، ضمت في عضويتها الدكتور كورتس كول، والدكتورة ثريا عريسي نائب العميد للشؤون الأكاديمية وشؤون المناهج في وايل كورنيل للطب – قطر، والدكتور فاي وانغ العميد المشارك لعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي في وايل كورنيل للطب، والدكتور محمد الشريف الأستاذ المساعد للطب الإكلينيكي في وايل كورنيل للطب - قطر واستشاري الغدد الصماء وطب السمنة في مؤسسة حمد الطبية، والدكتور جوني عواد، الرئيس التنفيذي لقسم خدمات المرأة ورئيس قسم الطب الإنجابي في سدرة للطب.

واختارت لجنة التحكيم فريق Federated Nomads (الرُّحل المتحدون) فائزاً بعد أن تناول تحدي التعلم الموحد للتنبؤ بالمخاطر الإكلينيكية وذلك تقديراً لإبداعه ودقته التقنية وقدرته على إحداث تحوّل في تقديم الرعاية الصحية. وأعضاء الفريق الفائز هم: محمود يوسف، وكريم علي، وعاقب عبد الرحمن، وجميعهم طلاب طب في وايل كورنيل للطب – قطر، ومحمد عبد الله من برنامج ما قبل الطب في الكلية، وفيغنيش رانغاراجان ( ماجستير هندسة، دفعة تخرج 2026) من تخصص العلوم الحاسوبية في جامعة كورنيل، ويان هيك طالب الدكتوراه في مجال العلوم الحاسوبية في جامعة كورنيل.

وتحدّث الطالب محمد عبد الله عن تجربته قائلاً: "تعلّمت الكثير وعرفت كيف يمكن إدماج الجانب التقني والذكاء الاصطناعي مع الجانب الطبي. وسعدتُ كثيراً بهذه التجربة الثرية التي أتاحت لي التصدّي لهذه المشكلة وإيجاد حلّ بالتعاون مع طلاب من تخصصات مختلفة تماماً. أشعر أن المشاركة في هذا الهاكاثون وغيره ستمكّنني من استكشاف التطورات المختلفة في عالم الطب والتكنولوجيا، وهو ما سيجعل مني طبيباً أكثر براعة في المستقبل".

وقالت ميريام أليكس، طالبة الماجستير في كورنيل تِكْ في نيويورك: "كان الهاكاثون تجربة رائعة ولعلّ أروع ما فيه العمل مع أعضاء فريقي من طلاب الطب لما يعرفونه عن الرعاية الصحية ولشغفهم الكبير بالتكنولوجيا الطبية، مما أعطانا منظوراً مختلفاً وقيّماً للغاية. لقد أبرز الهاكاثون الإمكانات الهائلة لعمل علماء الحوسبة والأطباء معاً في التصدّي للكثير من التحديات الطبية الصعبة بالاستعانة بالموجة الجديدة من تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي".

وقالت هوب بِست، طالبة العلوم الحاسوبية في جامعة كورنيل (دفعة تخرج 2026): "التقاء المنظورين التكنولوجي والطبي جعل هذه التجربة ملهمة إلى أبعد حد. اكتسبتُ فهماً أعمق وأدق للدور المباشر لتعلم الآلة في تشكيل معالم الرعاية الصحية والابتكار في هذا المضمار".