تصدّياً للتحدي العالمي المتنامي لمقاومة مضادات الميكروبات ورقة بحثية لطلاب وايل كورنيل للطب - قطر تقترح حلولاً قائمة على الميكروبيوم

بيان صحفي
تاريخ النشر: 28 أغسطس 2025 - 05:49 GMT

تصدّياً للتحدي العالمي المتنامي لمقاومة مضادات الميكروبات ورقة بحثية لطلاب وايل كورنيل للطب - قطر تقترح حلولاً قائمة على الميكروبيوم

شارك أربعة طلاب من وايل كورنيل للطب - قطر في تأليف ورقة بحثية تتضمّن من وجهة نظر مؤلفيها حلولاً قائمة على الميكروبيوم لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات. وقد أشرفت عليهم الدكتورة غزلان بن دريس، الأستاذ المساعد لعلوم الأحياء في الكلية، وهي المؤلفة الرئيسة للورقة البحثية التي نُشرت في الدورية العلمية المتخصصة Frontiers in Microbiomes بعنوان "ما وراء المضادات الحيوية: الاستفادة من تنوع الميكروبيوم لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات".

وأجرى الطلاب علي الكواري وحمد الكربي وعبد الله الخزاعي (دفعة 2029) ودنيا بارودي (دفعة 2030) هذه الدراسة التي موّلها برنامج ما قبل الطب في وايل كورنيل للطب – قطر، استجابة لإعلان صدر عن النسخة السابعة من مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية (ويش)، الذي عُقد في نوفمبر 2024، والذي أكد على جعل معالجة مقاومة مضادات الميكروبات أولوية وطنية.

وتثير مقاومة مضادات الميكروبات قلقاً عالمياً متنامياً ومردّها إلى التناول المفرط للمضادات الحيوية، وهو ما يتسبّب بظهور سلالات مقاوِمة. وتستكشف هذه الورقة البحثية إمكانية تعزيز تنوع ميكروبيوم الأمعاء كإستراتيجية طبيعية للحدّ من الاعتماد على المضادات الحيوية ومكافحة مقاومة مضادات الميكروبات.

كما ناقش البحث إستراتيجيات عدّة لمعالجة فقدان تنوع ميكروبيوم الأمعاء الناجم عن المضادات الحيوية، بما في ذلك الأنظمة الغذائية، والبروبيوتيك أو بكتيريا الأمعاء النافعة، وزرع الميكروبات البرازية، وتخمير المنتجات الحيوانية والنباتية. وتشير النتائج الأولية لتجربة تخمير حليب الإبل إلى أن التخمير يعزز التنوّع الميكروبي وقدرة الميكروبيوم على البقاء، وقد يقلل من مقاومة المضادات الحيوية الشائعة من أمثال التتراسيكلين والستربتومايسين والبنسلين والكلورامفينيكول. فتعزيز هذا التنوع يجعل الميكروبيوم يقاوم مسببات الأمراض بطريقة طبيعية دون الحاجة إلى استخدام مضادات حيوية إضافية.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة بن دريس، التي تُركّز بحوثها المتعددة التخصصات على محور الأمعاء-الدماغ وكيف تؤثر عوامل نمط الحياة في نمو الدماغ ووظائفه الفسيولوجية من خلال تعديل ميكروبيوم الأمعاء: "خلال العقود الأربعة الماضية، تراجعت كثيراً الابتكارات في مجال المضادات الحيوية وقلّت الموافقات الممنوحة من الهيئات المختصة، فعلى سبيل المثال انخفضت موافقات إدارة الغذاء والدواء الأميركية السنوية من نحو ثلاث موافقات في ثمانينيات القرن العشرين إلى موافقة واحدة بالكاد اليوم، وانخفضت حصة المضادات الحيوية الجديدة من 20 إلى 6 في المائة من موافقات الأدوية، ولم تظهر أي فئات جديدة منها تقريباً منذ منتصف القرن العشرين. ولمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات بشكل فعّال نحن بحاجة إلى تحول كامل في إستراتيجيتنا. فالميكروبات تتسم بقدرتها الطبيعية على محاربة بعضها البعض عبر التنافس على العناصر الغذائية وإنتاج مستقلبات مضادة للميكروبات. وتسهم بيئة الأمعاء المدعّمة في الحؤول دون هيمنة السلالات المقاومة. ويتسبّب سوء استخدام المضادات الحيوية في حد ذاته في خلق حلقة مفرغة، حيث يقوم الميكروبيوم في حال اختلال عمله بتهيئة بيئة خصبة لانتشار هذه السلالات، مما يُقوّض فعالية علاجات المضادات الحيوية المستقبلية. لذلك، أعتقد أن الحلول القائمة على الميكروبيوم، مثل البروبيوتيك أو زرع الميكروبات البرازية، يمكن أن توفّر بدائل أكثر استدامة للتدخلات الدوائية التقليدية. وتحدث عملية زرع الميكروبات البرازية بطريقة طبيعية في عالم الحيوان، وتُعدّ أيضاً طريقة واعدة لاستعادة توازن الميكروبيوم والتخفيف من تأثير مقاومة مضادات الميكروبات. وهكذا فإننا نجعل الميكروبات تصارع بعضها البعض".

بالإضافة إلى ذلك، تناقش الورقة نموذجاً آلياً يُبرز أهمية صون توازن الميكروبات كإستراتيجية فعّالة للتخفيف من مقاومة مضادات الميكروبات وتحسين صحة الإنسان في الأجل الطويل. ومع ذلك، ثمة حاجة إلى مزيد من البحث للتوصل إلى فهم أعمق وأدق للآليات الكامنة وراء هذه التغييرات وأثرها في الصحة العامة.

وقال الطالب علي خالد الكواري: "العمل جنباً إلى جنب مع زملائي تحت إشراف الدكتورة غزلان بندريس كان فرصة استثنائية للنمو والتعلّم والتعاون داخل بيئة مشجّعة. فقد عمّق هذا المشروع فهمي لعالم الكائنات الدقيقة (الميكروبات) وفتح أمامي آفاق المقاربات القائمة على الميكروبيوم وإمكاناتها الهائلة في مواجهة التحديات الصحية الفعلية. ومع تفاقم قضية مقاومة الميكروبات للمضادات حول العالم، جاءت مشاركتي في بحث يستكشف حلولًا مبتكرة دقيقة التوجيه في الوقت المناسب وتحمل قيمة حقيقية بالنسبة لي. وبحكم شغفي بالبحث العلمي، كان من الممتع فعلًا أن أتعمّق في موضوع آسر كهذا برفقة فريق أستمتع بالتعلّم معه".

وقالت الطالبة دنيا بارودي: "مساهمتنا في هذه الورقة البحثية تجربة ثرية إلى أبعد حد إذ بيّنت لي الصلة الوثيقة بين صحة الإنسان وعالم الميكروبات. وبصفة خاصة، أثار اهتمامي تخمير حليب الإبل والفوائد المتأتية منه، وهذا أمر لم أفكر فيه من قبل كطريقة طبيعية لدعم ميكروبيوم جسم الإنسان. ومن خلال هذا البحث، أدركت أن مكافحة البكتيريا الضارة لا تقتصر على استخدام المزيد من المضادات الحيوية، بل تتعلّق أحياناً بإيجاد طرق أفضل لاستعادة وصون توازن ميكروبات الجسم. وأحد محاور بحثنا تحديد طرق مستدامة، مثل التخمير واستعادة توازن الميكروبات، كطرق مبتكرة لرعاية النظم الميكروبية وإعطاء بارقة أمل في مواجهة المشكلة المقلقة والمتنامية لمقاومة المضادات الحيوية".

خلفية عامة

وايل كورنيل للطب - قطر

 

تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء. 

 

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن