تأثير التواصل العلمي في التثقيف الصحي وإشراك الجمهور

عقدت مكتبة العلوم الصحية وقسم التعليم الطبي المستمر في وايل كورنيل للطب - قطر دورة تدريبية على مدار يومين بعنوان "الاستفادة من أدوات التواصل العلمي لصوغ رسائل صحية فعالة". أدارت الدورة السيدة جايمي غراي، أمينة المكتبة المشارِكة ومديرة مكتبة العلوم الصحية في وايل كورنيل للطب - قطر، وحضرها مختصون من المهن الطبية المساندة وأطباء أسنان ومحاضرون وممرضون وصيادلة وأطباء إلى جانب مختصين في التواصل الصحي.
وقد حاضر في الدورة كلّ من الدكتور جاويد شيخ عميد وايل كورنيل للطب – قطر، والدكتورة مايا آدم مديرة الابتكار في الإعلام الصحي والأستاذ المساعد الإكلينيكي في قسم طب الأطفال بكلية طب جامعة ستانفورد، والدكتور روس ماكدونالد أمين التواصل الأكاديمي في وايل كورنيل للطب – قطر، والسيدة شنيد أورورك مديرة المشاركة في وايل كورنيل للطب - قطر.
واستكشف المشاركون المبادئ الأساسية للتواصل العلمي، وكيفية تأثير محو الأمية العلمية والأمية الصحية في السلوكيات الصحية وفهم الأدلة العلمية، وتأثير المعلومات المضللة ولماذا قد يكون من الصعب القضاء عليها، وكيفية الإنشاء الفعّال لرسائل صحية مدعومة بالأدلة موجّهة لمختلف الشرائح والمنصات المعنيّة. كما استكشفوا كيفية إسهام العملية العلمية والقدرات المعرفية البشرية والعوامل الاجتماعية المختلفة في رغبة الجمهور في المشاركة في المناقشات العلمية.
وتمثلت أهداف الدورة في تعريف التواصل العلمي، وكيفية تأثره بمحو الأمية العلمية والأمية الصحية، وأين يمكن أن يخفق في تحقيق ما هو منشود منه، وكيفية تأثير العمليات الإدراكية في طرق تلقينا للمعلومة واستيعابنا لها، والأساليب المتبعة في إعداد الرسائل الموجّهة إلى فئات متلقية مختلفة وأصول التحقق من تلك الرسائل، وكيفية إنشاء مقترحات اتصالات عبر الإنترنت مصمَّمة لفئة أو شريحة معيّنة.
وتحدّثت الدكتورة مايا آدم بإيجاز عن نهجها إزاء التواصل الصحي قائلة: "يجب أن يكون التثقيف الصحي الفعّال متاحاً على امتداد الثقافات واللغات وأيضاً لمختلف مستويات التعليم ومستويات الإلمام بالقراءة والكتابة. السرد لغة عالمية ولنا أن نستعين به ونستفيد منه في إشراك الجمهور على اختلاف فئاته وشرائحه، وفي إبلاغه بمعلومات بالغة الأهمية، وجعله يتذكّر ما تعلمه بالفعل. وتتمثل مسؤوليتنا - كعلماء ومزوّدي خدمات الرعاية الصحية - في ترجمة التوصيات الصحية القائمة على أدلة علمية إلى أنساق معلوماتية من السهل إيصالها إلى الجمهور أينما كان. وهذا يعني إتاحة الإعلام الصحي على امتداد المنصات التي يستعين بها الجمهور للحصول على معلومة ما وإيصال مثل هذه المعلومة إليه بطرق تروق له على أن تكون مفهومة لمختلف شرائحه وفئاته".
وفي هذا الصدد، قالت السيدة جايمي غراي: "مع تطور منظومة المعلومات الصحية، يتعيّن علينا أن نفكر بالنظام بطريقة شاملة. إن استكشاف مختلف جوانب الاتصالات الأكاديمية والعلمية والصحية بصفتها سلسلة متصلة والتيقن من أن هذه المجالات متقاطعة عندما يتعلق الأمر باتخاذ قرارات صحية مسألة في غاية الأهمية للتوصل إلى أفضل سبل تمكين الفرد والمجتمع من بلوغ الرفاه المنشود. لا شك أن المعرفة مصدر قوة، ولكن يجب أن نتبادل مثل هذه المعرفة بطريقة مجدية تفيد الأفراد في حياتهم اليومية".
وقال الدكتور جاويد شيخ، عميد وايل كورنيل للطب - قطر: "يجب علينا بصفتنا مؤسسة متخصصة في تعليم الطب والبحوث الطبية، أن ننظر دائماً إلى عنصر تعليم العلوم كجزء مهم من دورنا ومسؤوليتنا. وبتعزيز التوعية الفعالة بالموضوعات العلمية وتعميق فهمها، نكون قد شجّعنا على محو الأمية العلمية ومن ثم التأثير بطريقة إيجابية في السلوكيات والمشاركة الصحية على المستويين الفردي والمجتمعي كليهما".
وفي الصدد نفسه، قالت الدكتورة ثريا عريسي نائب العميد للشؤون الأكاديمية وشؤون المناهج في وايل كورنيل للطب - قطر: "نحن ملتزمون بتوفير الكثير من فرص التعليم الطبي المستمر لأصحاب المهن الصحية على اختلاف تخصصاتهم. لذا لا ينحصر اهتمام حلقات العمل لدينا في تعليم الطب والبحوث الطبية فقط، بل يمتد ليشمل أيضاً مجالات أخرى تسهم إسهاماً إيجابياً في إنجاز المهام المهمة التي تأخذها وايل كورنيل للطب – قطر على عاتقها".
وقد نالت الدورة التدريبية الاعتماد من قسم الاعتماد في إدارة التخصصات الصحية التابعة لوزارة الصحة العامة القطرية ومن مجلس اعتماد التعليم الطبي المستمر في الولايات المتحدة.
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.