برنامج الجسر الأكاديمي بمؤسسة قطر يستضيف منتدىً إقليميًا للإرشاد المهني والجامعي

التأم ثلة من المستشارين والخبراء المتخصصين في التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر في منتدى دولي يهدف بالأساس إلى دعم المعلمين في توجيه الطلاب، وذلك في أفق انتقالهم من مرحلة الثانوية إلى رحاب الحياة الجامعية، مع ما يواكبها من فرص بحثية ومعرفية شتى.
في هذا الصدد، استضاف برنامج الجسر الأكاديمي، أحد برامج التعليم ما قبل الجامعي لخريجي المدارس الثانوية في مؤسسة قطر، مؤخرًا المنتدى الإقليمي للإرشاد المهني والجامعي في الدوحة، الذي تمحور حول تعزيز وتطوير استراتيجيات التعلم الفعالة لخريجي المدارس الثانوية والارتقاء بتجليات الإرشاد المهني والجامعي.
بخصوص هذا الموضوع، قال الدكتور سحيم خلف التميمي، المدير العام للجسر الأكاديمي: "يشرفنا استضافة المهنيين التربويين والقادة الذين يكرسون جهودهم لتشكيل مستقبل التعليم في منطقتنا." وتابع: "في برنامج الجسر الأكاديمي، ندرك أهمية تمكين طلابنا من تطوير معارفهم ومداركهم الأكاديمية، إلى جانب المهارات والمرونة والقدرة على التكيف اللازمة للازدهار في مشهد عالمي يتّسم بدينامية التغير المستمر."
وأشار الدكتور التميمي إلى أن التزام برنامج الجسر الأكاديمي بالتميز يمتد إلى أبعد من حدود الحرم الجامعي، ليشمل دعم المدارس والجامعات وتعزيز الشراكات الهادفة الكفيلة بالإسهام في تطوير المنظومة التعليمية على مستوى المنطقة برمتها.
فمِن خلال المبادرات والبرامج المختلفة، يقول الدكتور التميمي، فإن برنامج الجسر الأكاديمي يسهم بشكل فعّال في تطوير القوى العاملة الماهرة والمؤهلة معرفيًا"، مضيفًا أن "جهود تعاوننا مع المدارس والجامعات المحلية تروم بالأساس سد الفجوات وتعزيز الاستعداد الأكاديمي، بما يفضي في نهاية المطاف إلى الإسهام في توفّق الطلاب في سعيهم للحصول على التعليم العالي جيد."
من جهته، قال الدكتور فرانسيسكو مارموليجو، رئيس التعليم العالي في مؤسسة قطر: "يوفر المنتدى منصة مميزة لاكتساب رؤى ومعارف حول أفضل الممارسات من لدن المستشارين الذين يساعدون الطلاب في انتقالهم من المرحلة الثانوية إلى الجامعية".
وأضاف مارموليجو: "كما كانت فرصة ممتازة لتسليط الضوء على المنظومة التعليمية المبتكرة لمؤسسة قطر وتعريف وفود أكثر من خمس دول بهذه المنظومة المتكاملة التي أنشأت بهدف تزويد الطلاب بالمهارات والقدرات المعرفية لخوض رحلتهم التعليمية تبعًا للتخصصات التي يرغبون فيها من خلال اختيار الدورات والمواد التعليمية المتاحة عبر مختلف الجامعات الشريكة في المدينة التعليمية. علاوة على ذلك، فإن البرنامج يقدم العديد من الفرص التي تنمي الخبرات العملية من خلال أكثر من 50 كيانًا ينضوي تحت مظلة مؤسسة قطر.
أما الدكتور محمد الكواري، مدير إدارة الحياة الطلابية بمؤسّسة قطر، فقد قال من جانبه: "تمثل هذه المبادرة خطوة مهمة إلى الأمام على درب إثراء التوجيه لطلاب المدارس وخلق منصة قيّمة للمرشدين لتعزيز التعاون وتبادل الأفكار النيّرة ذات الصلة".
وتابع الدكتور محمد الكواري: "إن فاعلية المستشارين متجذرة في قدراتهم القوية القائمة على التواصل وفهمهم العميق للتحديات التي يواجهها الطلاب. إنها مورد أساسي للطلاب، على اعتبار أن مشاركتهم في مثل هذه المبادرات توسع بشكل كبير آفاق طلابنا المستقبلية".
وأضاف الدكتور الكواري: "إننا نعمل كحلقة وصل أساسية على المسار الحاسم الذي يربط بين التعليم ما قبل الجامعي والتعليم العالي، وأنه كلما انخرطنا في هذا الدور، زاد تأثيرنا في تشكيل حياة طلابنا بشكل إيجابي".
وتأكيدًا على التأثير الأوسع للمبادرة، قال الدكتور الكواري إن مثل هذه المبادرات تفتح آفاقًا جديدة للطلاب، سواء داخل قطر أو على المستوى الدولي، قائلًا: "يضطلع المرشدون بدور حاسم في هذا الصدد، إذْ يساعدون الطلاب في تحديد الفرص المستقبلية ومتابعتها، وتوفير التوجيه في كل خطوة على الطريق".
من جهته، أوضح قينش خولي، مؤسس المبادرة الدولية للإرشاد المهني والجامعي، في معرض حديثه عن جوهر وأهمية البرنامج، "أن مبادرتنا تهدف بشكل أساسي إلى تعزيز المشهد التعليمي".
أضاف خولي: "من الأهمية أن يرتقي المعلمون والمستشارون بكفاءاتهم معارفهم بشكل دائم، ذلك أن العديد من منهم ينهلون من المعارف التي تعود الى القرن العشرين، وأن بعض المواد التي يعتمدونها تعود حتى إلى نهاية القرن 19"، لافتًا إلى أن هذا الاختلاف الصارخ يحيل على حاجة المعلمين إلى التكيف والاستثمار في مسارهم المهني".
وتابع خولي: "نظريًا، ينبغي على المعلم تخصيص 70 في المائة من وقته للتفاعل مع الطلاب، على أن يخصص 30 في المائة المتبقية لنموه المهني، هذا التوازن هو المفتاح لتحقيق أقصى قدر من الفائدة للطلاب".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.