باحثو وايل كورنيل للطب - قطر يصدرون تقريراً لمنظمة الصحة العالمية عن انتشار فيروس التهاب الكبد الوبائي "سي" وسُبل القضاء عليه في إقليم شرق المتوسط

أصدر باحثون من وايل كورنيل للطب – قطر، في شراكة مع منظمة الصحة العالمية، تقريراً متكاملاً حول انتشار فيروس التهاب الكبد الوبائي "سي" في إقليم شرق المتوسط، والسبل الآيلة إلى تحقيق هدف منظمة الصحة العالمية بالقضاء عليه بحلول عام 2030.
وتقرير منظمة الصحة العالمية الصادر باللغة الإنجليزية بعنوان "انتشار فيروس التهاب الكبد الوبائي "سي" في إقليم شرق المتوسط: نتائج واستراتيجيات لمكافحة الوباء" هو ثمرة تعاون وثيق بين مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط ومجموعة وبائيات الأمراض المعدية في وايل كورنيل للطب - قطر التي تم اعتمادها مؤخراً كمركز متعاون مع منظمة الصحة العالمية لدراسة وتحليل انتشار الأمراض المعدية في إقليم شرق المتوسط، بما فيها فيروس نقص المناعة المكتسبة/الإيدز، والأمراض المنقولة جنسياً، والتهاب الكبد الفيروسي. ويلخص التقرير، الذي هو في طليعة نتائج المجموعة منذ اعتمادها كمركز متعاون مع منظمة الصحة العالمية، سلسلة من الدراسات العلمية عن فيروس التهاب الكبد الوبائي "سي" أجرتها المجموعة على مدار عشر سنوات. وتمت هذه الدراسات بتمويل سخي من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي، عضو مؤسسة قطر، في إطار برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي من خلال المنح 4-924-3-251 و9-040-3-008، و12S-0216-190094.
وينتقل فيروس التهاب الكبد الوبائي "سي" في أغلب الأحيان عبر دم ملوث من خلال استخدام حقن ولوازم طبية غير معقمة أو من خلال عمليات نقل دم من أشخاص غير مدركين لإصابتهم بالمرض، ويعتبر الفيروس مسبباً رئيساً لتليّف وتشمّع وسرطان الكبد. وقد تمّ التوصل خلال السنوات القليلة الماضية إلى نظم علاجية جديدة تشفي كلياً من هذا المرض بعد أن كان العلاج على مدى عقود عديدة يقتصر بشكل كبير على معالجة الأعراض والمضاعفات. ويقلّل هذا العلاج المبتكر أعداد الوفيات الناجمة عن تليّف أو تشمّع أو سرطان الكبد بين المصابين بالفيروس.
ويسبب التهاب فيروس الكبد الوبائي "سي" في إقليم شرق المتوسط بنحو ثلثي الإصابات والوفيات الناتجة عن التهابات الكبد الفيروسية التي تعتبر خامس مسبب للوفيات في هذه المنطقة. وتكمن أهمية التقرير في تقديم شرح مفصل لانتشار فيروس التهاب الكبد الوبائي "سي" على امتداد بلدان هذا الإقليم الذي يضم 22 دولة، كما ويعرض التقرير خريطة طريق واستراتيجيات لتحقيق الأهداف الوطنية والإقليمية والعالمية للقضاء على العدوى بحلول عام 2030.
وفي هذا الصدد، قالت الباحثة هيام الشميطلي، الأخصائية الأولى في علم الوبائيات في وايل كورنيل للطب - قطر والمؤلفة الرئيسة للتقرير: "بعد أن قمنا بدراسة شاملة لانتشار العدوى في منطقتنا، استطعنا تحديد المجموعات السكانية التي يجب أن تعطى الأولوية في الاستفادة من خدمات فحص وعلاج التهاب فيروس الكبد الوبائي "سي"، وتحديد تدخلات ذات فعالية للسيطرة على هذا الوباء. فمثلاً لن تكون البرامج التي ترتكز على فحص وعلاج عامة السكان مجدية من حيث التكلفة في معظم بلدان إقليم شرق المتوسط بسبب المستويات المنخفضة للعدوى بين عموم سكان هذه البلدان والتي تبلغ نسبتها حوالي 1%. نستثني من ذلك مصر وباكستان حيث مستويات العدوى بين عامة السكان لا تقلّ عن خمسة أضعاف تلك النسبة".
وقال الدكتور ليث أبو رداد، الباحث الرئيس للدراسة وأستاذ علوم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب - قطر: "هدفنا من إعداد هذا التقرير هو تزويد بلدان المنطقة بالمعرفة الأساسية اللازمة لإعداد خطة وطنية مدروسة وتطوير برامج تدخّل قائمة على الأدلة البحثية مع ضمان الاستخدام الأمثل للموارد المتوفرة، خصوصاً وأنه لدينا فرصة ذهبية الآن للقضاء على هذا الوباء مع توفّر علاجات بالغة الفعالية وميسورة التكلفة. وبدون خطط صحية مناسبة، ستبقى دول المنطقة تتحمل أعباء المضاعفات الصحية الخطيرة والمكلفة المترتبة على الإصابة بعدوى التهاب فيروس الكبد الوبائي "سي" من أمراض وسرطان الكبد، ولن نتمكن من تحقيق هدف منظمة الصحة العالمية بالقضاء على هذا الوباء بحلول عام 2030".
وفي السياق نفسه، قالت السيدة جمانة هرمز، المستشارة الإقليمية للإيدز والتهابات الكبد والأمراض المنقولة جنسياً في مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق المتوسط: "نقف اليوم عند منعطف مهم للغاية في هذا الشأن، فنحن نملك الأدوات الكفيلة للقضاء الكامل على هذا المرض في هذا الجزء من العالم. ويتضمن التقرير أدلة وبائية واستراتيجية لتحقيق هذه الغاية من خلال برامج فعالة من حيث التكلفة لإجراء الفحوص وتقديم العلاج. ومنظمة الصحة العالمية ملتزمة تماماً بالعمل مع بلدان المنطقة لتحقيق هدف القضاء على المرض قبل نهاية العقد المقبل".
وقال الدكتور عبد الستار الطائي، المدير التنفيذي للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي: "هذا الإنجاز هو شاهد على التأثير الكبير والفاعل لاستثمار قطر في البحوث العلمية المتعلقة بالصحة العامة في منطقتنا، وهو أحد ثمار الجهود الجماعية الحثيثة والعمل الدؤوب للصندوق القطري لرعاية البحث العلمي ومؤسسة قطر لإرساء مكانة قطر كأحد مراكز التميّز المرموقة في مجال البحوث والابتكارات العلمية. ونحن سعداء بمشاهدة قطر، بعد عقد من بناء القدرات، وقد تبوأت مكانة ريادية في بحوث وبائيات الأمراض المعدية في منطقتنا".
يمكن الاطلاع على النسخة الكاملة من التقرير باللغة الإنجليزية باتباع الوصلة التالية:
أبرز الاستنباطات الواردة في التقرير المنشور:
- يقدّم التقرير شرحاً مفصلاً لانتشار عدوى التهاب فيروس الكبد الوبائي سي على امتداد بلدان إقليم شرق المتوسط الذي يضم 22 دولة، كما يعرض خريطة طريق واستراتيجيات لتحقيق هدف القضاء على هذا الوباء بحلول عام 2030.
- يتضمن التقرير المعرفة الأساسية اللازمة لإعداد خطة وطنية مدروسة وتطوير برامج تدخّل قائمة على الأدلة البحثية مع ضمان الاستخدام الأمثل للموارد المتوفرة، خصوصاً مع توافر علاجات بالغة الفعالية وميسورة التكلفة.
- المصابون بأمراض الكبد، والمرضى الذين يترددون على مرافق الرعاية الصحية، والأشخاص الذين يستعملون الحقن بشكل مستمر، هم الأكثر عرضة للعدوى ويجب أن يكونوا جميعاً محور كل استراتيجية ترمي إلى فحص وعلاج التهاب فيروس الكبد الوبائي "سي".
خلفية عامة
وايل كورنيل للطب - قطر
تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء.