باحثو وايل كورنيل للطب قطر يدرسون صلة الميكروبيوم بعدد من الأمراض

بيان صحفي
تاريخ النشر: 02 مايو 2021 - 10:07 GMT

باحثو وايل كورنيل للطب قطر يدرسون صلة الميكروبيوم بعدد من الأمراض
الطالب إبراهيم لاسوي، الدكتورة غزلان بن دريس والدكتورة نهى يسري
أبرز العناوين
أنجز فريق باحثين يضم أعضاء من الهيئة التدريسية في وايل كورنيل للطب - قطر إلى جانب عدد من طلاب الطب بالكلية دراسة استقصائية عن العلاقة بين اضطرابات النمو العصبي والاضطرابات المعِدية المعوية من جهة والبكتيريا والفطريات الموجودة بصفة طبيعية في جسم الإنسان.

أنجز فريق باحثين يضم أعضاء من الهيئة التدريسية في وايل كورنيل للطب - قطر إلى جانب عدد من طلاب الطب بالكلية دراسة استقصائية عن العلاقة بين اضطرابات النمو العصبي والاضطرابات المعِدية المعوية من جهة والبكتيريا والفطريات الموجودة بصفة طبيعية في جسم الإنسان.

فمن المعروف أن الأشخاص المصابين باضطرابات في النمو العصبي، مثل التوحد واضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة، يعانون في الغالب مشكلات معِدية معوية، وفي المقابل فإنّ المصابين باعتلالات معِدية معوية أكثر عرضة للإصابة بالقلق. وفي محاولة لفهم العلاقة القائمة، أجرى الباحثون دراسة تجريبية بمشاركة 55 متطوعاً لاستقصاء البكتيريوم (البكتيريا الموجودة بصفة طبيعية في جسم الإنسان) والميكوبيوم (الفطريات الموجودة بصفة طبيعية في جسم الإنسان). 

وقد تمّ اختيار متطوعين من المصابين باضطرابات معِدية معوية أو اضطرابات في التطور العصبي، مقابل أفراد المجموعة الضابطة الذين لا يعانون أيّاً منهما. وأُخذت في الحسبان متغيرات مثل نظام الغذاء وأخذ عينات من البكتيريا الحية النافعة (بروبيوتيك). وأجاب المتطوعون كافةً عن أسئلة استبيان وقدّم كل واحد منهم عيّنة براز، ومن ثم تمّ تحليل الأنواع المختلفة من البكتيريا والفُطريات في كل عينة

وكانت الدكتورة غزلان بن دريس، المحاضِرة في علم الأحياء في قسم تعليم ما قبل الطب في وايل كورنيل للطب - قطر، قد حصلت في عام 2017 على منحة من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي لقيادة هذه الدراسة البحثية. وفاز باحثو الكلية بالمرتبة الأولى عن هذا المشروع في نسخة عام 2020 من مسابقة برنامج خبرة الأبحاث للطلبة الجامعيين السنوية التي يديرها الصندوق نفسه.

وقالت الدكتورة بن دريس: "يتزايد الإقرار بدور الكائنات الحية المجهرية الموجودة في أمعاء الإنسان، التي تشمل البكتيريا والفطريات والطلائعيات والفيروسات والعتائق، وتأثيرها الكبير في صحة الإنسان، وثمة صلة ثابتة بين الاختلالات في تنوّع التجمعات الميكروبية ووفرتها من جهة وعدد من الأمراض الحديثة، منها الأمراض التنكسية العصبية والسرطانات وأمراض المناعة الذاتية. لكن معظم الدراسات انصبّ اهتمامها وتركيزها على البكتيريوم، مع إغفال دور الميكوبيوم، على الرغم من أن الفطريات موجودة بصفة طبيعية على امتداد جسم الإنسان".

وأضافت قائلة إنّ ميكروبيوم جسم الإنسان يتأثر بعدد من عوامل نمط الحياة، منها النوم ونظام الغذاء والمضادات الحيوية المتناولة والأنشطة البدنية. وأظهرت دراسات أن الكربوهيدرات المصنّعة، مثل الدقيق الأبيض وحبوب الإفطار والخبز الأبيض والسكر، تؤثر بقدر كبير في ميكروبيوم الإنسان على نحو يغيّر كثيراً من تكوينه.

وعلى الرغم من المعدلات المرتفعة نسبياً لانتشار اضطرابات طيف التوحّد في قطر (كأحد أشكال اضطرابات النمو العصبي)، إذ يبلغ معدل انتشارها في قطر 1,81% مقارنة بمعدل يتراوح بين 0,6% و1% عالمياً، لم تُجر دراسة لتحليل البصمة الميكروبية للأفراد المتأثرين بها.

أنجزت الدكتورة بن دريس الدراسة بالاشتراك مع الدكتورة نهى يسري الأستاذ المساعد للبحوث في الطب الوراثي، ومحاضِرَين إثنين في علم الأحياء في برنامج ما قبل الطب هما الدكتورة داليا زكريا والدكتور علي الشعري. وعكف على المشروع نفسه خلال السنوات القليلة الماضية عدد من طلاب الطب بالكلية هُم إبراهيم لاسوي المؤلف الرئيس للدراسة، أمينة شفيق، دانة العلي، ندى محيميد، محمد سلامة، زين بيرني، وكريشناديف بيلاي. ونُشرت الدراسة بعنوان "دراسة تجريبية مقارنة لاختلال التوازن البكتيري الفطري في اضطرابات النمو العصبي والاضطرابات المعِدية المعوية: القواسم المشتركة والخصوصيات والارتباطات بنمط الحياة" في الدورية العلمية المتخصصة Microorganisms.

ووجدت الدراسة أن المصابين بأمراض النمو العصبي يزداد لديهم التنوع الفطري للميكروبيوم، في حين يتراجع التنوع البكتيري للميكروبيوم. وأما عند المصابين بأمراض معِدية معوية فثمة عدد محدود من الفوارق اللافتة في البكتيريوم، مقرونة بزيادة قدرها 10 أنواع مختلفة من الفطريات مقارنة بالمجموعة الضابطة، إلى جانب ثمانية أنواع أخرى زاد تعدادها مقارنة بالعينات المأخوذة من مجموعة المصابين باضطرابات النمو العصبي. وتبيّن أيضاً أن تناول البكتيريا الحية النافعة (بروبيوتيك) والنظم الغذائية والتعرض للمضادات الحيوية أمور تؤثر في الميكوبيوم أكثر بكثير من تأثيرها في البكتيريوم. 

وتدعم النتائج التي حصل عليها الباحثون الدراسات المنشورة سابقاً والتي تبيّن الصلة ذات الدلائل الإحصائية بين التعرّض للمضادات الحيوية في سنوات عمر الإنسان الأولى، وتحديداً من لحظة الولادة حتى سن 3 سنوات، وزيادة تطور اضطرابات النمو العصبي مثل التوحّد. وتؤكد هذه الصلة لأول مرة في قطر الاتجاهات المرصودة في دراسات دولية متعددة أخرى وتضيف المزيد من الثقل لمسألة إساءة استخدام المضادات الحيوية كمسألة صحة عامة. وثمة حاجة لإجراء المزيد من البحوث عن أوجه التفاعل بين الأمعاء والعوامل الخارجية وتطور أمراض معينة.

وختمت الدكتورة بن دريس قائلة: "مع تزايد الاهتمام بالآليات الكامنة وراء الأمراض المتعلقة بالميكروبيوم، فإن مقارنة تكوين أمعاء المصابين باضطرابات النمو العصبي والأمراض المعِدية المعوية مسألة أساسية لفهم العلاقة بين هاتين المجموعتين من الاضطرابات بشكل أفضل. ويتعيّن أيضاً استكشاف كل من البكتيريوم والميكوبيوم، مثلما يتعيّن استقصاء دور العوامل الخارجية مثل نظام الغذاء والتمارين البدنية وتناول البكتيريا الحية النافعة".

خلفية عامة

وايل كورنيل للطب - قطر

 

تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء. 

 

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن