الجامعة الأميركية في بيروت تحتفل بيوم المؤسسين التاسع والخمسين بعد المئة: القيادة من أجل عصر ذهبي جديد في المنطقة
احتفلت الجامعة الأميركية في بيروت بيوم المؤسسين التاسع والخمسين بعد المئة في 3 كانون الأول 2025. جمع الاحتفال التقليدي أسرة الجامعة وأصدقائها للتأمل في رسالة الجامعة المستمّرة ولتجديد الالتزام بالتميّز في التعليم والخدمة من أجل تقدّم لبنان والمنطقة. وكان المتحدّث الرئيسي لهذا العام الدكتور إسحاق ديوان، أستاذ الممارسة في الاقتصاد في الجامعة الأميركية في بيروت ومدير الأبحاث في مختبر التمويل من أجل التنمية في جامعة باريس للاقتصاد.
وقال رئيس الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور فضلو خوري، "إلى جانب التطلّع بجلاء وغاية، يمثّل يوم المؤسسين فرصة للتأمّل في الرؤية الجريئة وغير المتوقعة التي أُطلقت هنا في عام 1866: جامعة تأسست بفضل الأعمال الخيرية ومكرّسة للبحث الحرّ وخدمة الإنسانية" وأضاف، "يذكرنا أيضًا بأن هذه المؤسسة قد تأسّست من أجل تحمّل الأوقات العصيبة." وشدّد خوري على أن الجامعة "ما زالت تتعلّم وتنمو وتخدم وتشكّل المستقبل" على الرغم من التحديات الأخيرة.
في اليوم نفسه، نظّمت الجامعة الأميركية في بيروت يوم العطاء السادس. وأشار خوري، "يتزامن يوما المؤسسين والعطاء لغاية معيّنة. فبالنسبة لمؤسسينا، التعليم هو منفعة عامة يدعمها الكرم المشترك والمسؤولية المشتركة."
أضاف خوري، "لقد آمن مؤسّسونا بقدرة هذه المؤسسة على التغيير ونحن مستمّرون بهذا العمل تكريمًا لهم،" مشيرًا إلى شراكات الجامعة ومبادراتها العديدة وتميّزها في البحث. وأردف، "تدل هذه الجهود على واقعٍ صريح: التجديد يبدأ بالعمل. وهذا بالضبط هو نوع العمل والنقاش اللذان نطلقهما اليوم."
وعرّف خوري بالمتحدّث الرئيسي للحفل الدكتور إسحاق ديوان باعتباره "جسر عبور بين تطلّعات الماضي واحتمالات المستقبل" حيث يعكس عمله "الإيمان بأن هذه المنطقة تستطيع التخيّل وتحقيق تجدّدها الخاص، وأن بإمكان العصر الذهبي الحديث التجذّر من خلال المعرفة والنزاهة والخدمة والقيادة الشجاعة."
وتحدّث ديوان في كلمته عن الجذور التاريخية وتأثيرها على ديناميات السياسة والاقتصاد في لبنان والمنطقة، وتناول بالتفصيل السياق العالمي المتغيّر الذي يُبرز مخاطر جديدة وفرصًا اقتصادية جديدة للمنطقة. كما أكّد على دور الجامعة الأميركية في بيروت بالنظر إلى مكانتها في المنطقة والعالم ضمن عالمٍ متغيّر.
"على مدى أكثر من قرن، ظلّت الجامعة الأميركية في بيروت مؤسسة أكاديمية رائدة في المنطقة تحظى بتاريخ طويل من استقطاب الطلاب الطامحين والعلماء البارزين،" كما قال ديوان، مضيفًا، "إن الشرق الأوسط اليوم بحاجة إلى مركز مماثل – مركزٍ قادر على إنتاج الأفكار والأبحاث والمفكّرين النقديين الذين يستطيعون التعامل مع عالمٍ مضطرب. بإمكان الجامعة الأميركية في بيروت بناء كلية بيروت للعلوم الاجتماعية لترسيخ هذا التقليد الفكري الجديد والمساعدة في تشكيل مسار المنطقة نحو الأمام."
وأضاف ديوان بأن التجديد يُبنى من خلال السياسة المدروسة والخدمة العامة والالتزام بالقدرة الكامنة للمنطقة، مشيرًا إلى خبرته الواسعة في البحث في مسألة كيفية تمكُّن المجتمعات من إعادة البناء من الداخل والوصول إلى مجتمعات ممكّنة ومكرّمة بفضل المساواة في الحصول على الفرص.
وكما يجري التقليد، دُعي الطلاب للمشاركة في مسابقة المقال الطلابي السنوية التي تُقام بمناسبة يوم المؤسسين، حيث أجابوا عن السؤال المطروح عليهم هذا العام وهو كيف يمكن للجامعة الأميركية في بيروت الاستناد إلى تاريخها الطويل في قيادة التغيير في المنطقة بهدف المساعدة في إطلاق حقبة جديدة من التجديد الاقتصادي والاجتماعي في العالم العربي، والانتقال من عدم المساواة إلى عصرٍ ذهبي حديث. وقد نالت الجائزة الأولى نجلا صادق، وهي طالبة في السنة الأخيرة حائزة على مرتبة الشرف، تدرس علوم وهندسة الحاسوب في كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة مع تخصّص فرعي في الرياضيات التطبيقية. نجلا متأهلة للتصفيات النهائية لمنحة "رودس" وحاصلة على مراكز متقدّمة في مسابقات عالمية، وقد كتبت في مقالها "فن الكثرة" عن دور الجامعة الأميركية في بيروت كـ "منارة ثابتة وسط الأمواج" تربّي الأجيال بالعلم بصفته أداة للتجديد وتدعم "أصحاب النهضة" الذين يجسّدون الفضول والتخيّل الأخلاقي والفكر المتعدّد التخصّصات من أجل إطلاق عصر ذهبي جديد من التقدّم في المنطقة.
وفاز بالجائزة الثانية عبد الرحيم عبد الله، الباحث في برنامج قادة الغد التابع لمبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية من اليمن، الذي سيتخرّج في عام 2026 حاصلاً على درجة البكالوريوس في علوم الحاسوب، وقد تناول مقاله المُعنون "هل يختلف الأمر من هنا؟" التأثير الإيجابي للجامعة الأميركية في بيروت حين تتبنّى بالكامل دورها كمنصة إطلاق لشباب المنطقة وإنتاج قادة مسؤولين.
أما الجائزة الثالثة ففازت بها شهد العوضي عن مقالها "الهمسة التي نحملها نحو الأمام: من الجامعة الأميركية في بيروت إلى العالم" الذي تتطرّق فيه إلى ما تعلّمته في الجامعة عن معنى الحرية في التعليم وأهمية المساواة في الوصول. وشهد هي طالبة في السنة الأخيرة، تدرس اختصاصين هما العلوم السياسية والإدارة العامة، وهي باحثة في برنامج قادة الغد التابع لمبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية.
خلفية عامة
الجامعة الأمريكية في بيروت
الجامعة الأمريكية في بيروت هي جامعة لبنانية خاصة تأسست في 18 نوفمبر 1866، وتقع في منطقة رأس بيروت في العاصمة اللبنانية، وبدأت الكلية العمل بموجب ميثاق منحها إعترافا حصل عليه الدكتور دانيال بليس من ولاية نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية. افتتحت الجامعة أبوابها في 3 ديسمبر عام 1866 لتمارس نشاطها في منزل مستأجر في أحد مناطق بيروت.
تعتمد الجامعة معايير أكاديمية عالية وتلتزم مبادىء التفكير النقدي والنقاش المفتوح والمتنوع. وهي مؤسسة تعليمية مفتوحة لجميع الطلاب دون تمييز في الأعراق أو المعتقد الديني أو الوضع الاقتصادي أو الانتماء السياسي، وهذا ما أرساه مؤسسها الداعية الليبيرالي دانيال بليس.